الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حياة كريمة تخلق طفرة فى المنشآت الصحية

تتباين جهود المبادرة الوطنية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى «حياة كريمة»، والتى تهدف لتطوير قرى الريف المصرى، فى المرحلة الأولى، وذلك بين مختلف الجهات، ولكنها تعمل جميعًا فى نغم متناسق، لتحقيق الطفرة التنموية الشاملة للقرى والمدن والمحافظات الخاضعة للمبادرة، وجميعها من القرى الأكثر احتياجًا، وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتشمل المرحلة الأولى القرى ذات نسب الفقر من 70% فأكثر، وتحتاج إلى تدخلات عاجلة، بينما تأتى المرحلة الثانية لاحقًا للتنفيذ فى القرى ذات نسب الفقر من 50 إلى 70%، وهى القرى الفقيرة والتى تحتاج لتدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى، لتختتم المبادرة بالمرحلة الثالثة بعد ذلك فى القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%، وتواجهها تحديات أقل لمواجهة الفقر.



وتستهدف المرحلة الأولى لـ «حياة كريمة» 377 قرية أكثر احتياجا وتعرضا للتطرف والإرهاب الفكرى، بإجمالى 756 ألف أسرة بها 3 ملايين نسمة فى 11 محافظة مصرية.

حيث تم الارتكاز على عدد من المعايير الأساسية لتحديد القرى الأكثر احتياجا، بناء على ضعف الخدمات الأساسية من شبكات مياه وصرف صحى، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة الفصول بالمدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة فى هذه القرى.

وهى مبادرة متعددة فى أركانها، ومتكاملة فى ملامحها، تنبع من مسئولية حضارية وبُعد إنسانى قبل أى شىء، وتهدف إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى، والتدخل الآنى والعاجل لتكريمه وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم، فهو الذى تحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى، والذى كان خير مساند للدولة المصرية فى معركتها نحو البناء والتنمية، وكان هو البطل الحقيقى الذى تحمل جميع الظروف والمراحل الصعبة، بكل تجرد وإخلاص وحب للوطن.  

1115 وحدة صحية ومركز طب أسرة تخدم 1500 قرية

الوحدات الصحية ومراكز طب الأسرة، هى الركيزة الأولى للدولة فى توفير خدماتها الصحية للمواطنين فى القرى والريف والنجوع، وفى مصر أكثر من 5400 وحدة صحية ومركز طب أسرة، تعنى بتقديم المستوى الأول من الخدمة الصحية، وتحول الحالات للمستوى الأعلى من الخدمة، كما أنها هى نواة تطبيق مشروع التأمين الصحى الشامل الجديد، ولذلك تولى الدولة أولوية أولى لتخصص طب الأسرة الذى سيرتكز عليه هذا المشروع القومى.

وأكد د.أحمد السبكى، المشرف العام على مشروعى حياة كريمة والتأمين الصحى الشامل، أن مبادرة «حياة كريمة» تعمل فى تطوير الوحدات والمراكز الصحية، فى 1115 وحدة ومركز طب أسرة بنطاق الريف، ومسند تنفيذ أعمالها للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ووزارة الإسكان، وهيئة الأبنية التعليمية، ما بين إنشاء جديد، وتطوير شامل، وإحلال وتجديد، ورفع كفاءة، بالقرى والنجوع الأكثر احتياجا بالريف والحضر، وذلك ضمن المرحلة الأولى للمبادرة، لتخدم نحو 1500 قرية، فى 52 مركزا، موزعة على 17 محافظة، ووفقا للتخطيط الصحى، الذى أخذ فى الاعتبار أعداد السكان بكل قرية مستهدفة، وسهولة الوصول إلى الوحدات والمراكز الصحية، اعتمادا على الخرائط المعلوماتية المحدثة والمتطورة.

مشيرا إلى أن هذا التخطيط راعى ألا تبعد كل وحدة صحية مسافة 2.5 كيلو متر، وألا يبعد كل مركز عن مسافة 5 كيلو مترات عن سكان القرية المستهدفة بالخدمة، آخذا فى الاعتبار التعداد السكانى بكل قرية مستهدفة، وأيضا توافر التخصصات الطبية المختلفة، ضمن برنامج وظيفى يلائم منظومة التأمين الصحى الشامل، ويعتمد على التحول التكنولوجى والرقمى لمؤسسات الدولة، وبأحدث التجهيزات الطبية، وباعتماد هيئتى الرعاية الصحية والاعتماد والرقابة الصحية بالتأمين الصحى الشامل.

وتقدم تلك الخدمات للمواطنين بالمجان فى جميع المراكز والوحدات، وذلك لتخفيف الضغط عن المستشفيات، ولتقديم أفضل خدمة صحية وبجودة ومعايير عالمية للمواطن المصرى، وباتباع نظام الإحالة للمستشفيات للمرضى، حال احتياجهم لمستويات أعلى من الرعاية الصحية.

وقال السبكى، إن متوسط تنفيذ الأعمال بشكل عام بلغ 83%، وتم الانتهاء من أعمال 267 وحدة ومركز طب أسرة، والاستلام المبدئى لـ234 وحدة ومركزا، وبلغ عدد الوحدات والمراكز التى أوشكت على الانتهاء 475 بنسب تنفيذ تعدت 80 و90%.

أما عن توزيع الوحدات والمراكز المدرجة بالمبادرة، ففى الريف 1115 وحدة صحية ومركز طب أسرة بينها 930 وحدة و 185 مركزا، وتتوزع على أساس 311 وحدة ومركزا خاضعة لأعمال رفع الكفاءة، و40 تطويرا شاملا، و763 وحدة صحية ومركز طب أسرة إنشاء جديد.

وفى الحضر يوجد 105 وحدات ومراكز، موزعين على أساس 22 وحدة صحية و83 مركز طب أسرة، بينها 40 وحدة ومركزا تخضع للتطوير الشامل، و65 إنشاء جديدا.

أما عن خريطة المحافظات والوحدات والمراكز بها، فهى أسيوط بإجمالى 118 مركزا ووحدة صحية، و5 فى الإسكندرية، و173 بالبحيرة، و37 بالجيزة، و29 بالدقهلية، و61 بالشرقية، و25 بالغربية، و63 بالفيوم، و24 بالقليوبية، و63 بالمنوفية، و163 بالمنيا، و8 بالوادى الجديد، و42 ببنى سويف، و20 بدمياط، و179 بسوهاج، و83 بقنا، و22 بكفر الشيخ.

367 نقطة إسعاف تؤمن الطوارئ والطرق السريعة بـ«حياة كريمة»

نقاط الإسعاف المنتشرة فى ربوع مصر، وعلى الطرق السريعة، هى صمام الأمان لإنقاذ حيوات المرضى والمصابين فى الحوادث على حد سواء، لذلك كان الاهتمام بها ضمن مبادرة حياة كريمة على رأس الأولويات، فإنقاذ حياة واحدة فقط تكفى لأن تكون فى بؤرة الاهتمام، والحقيقة أن كل عملها هو إسعاف الحالات ونقلها إلى المنشآت الصحية القريبة والبعيدة لتلقى الخدمة الطبية سواء كان ذلك فى حالات الطوارئ، أو الحالات المرضية العادية. 

د.محمود الديب، منسق عام مبادرة «حياة كريمة» بوزارة الصحة والسكان، أشار إلى اهتمام مبادرة «حياة كريمة» بتطوير وإنشاء نقاط الإسعاف بمختلف المحافظات المدرجة فى المبادرة، بواقع 367 نقطة إسعاف فى 20 محافظة، بسعة 670 سيارة إسعاف للمرحلة الأولى، من أجل سرعة الاستجابة وتقديم الخدمات الإسعافية للمواطنين، سواء كانت على الطرق السريعة أو بالقرى والنجوع، والبالغ عدددها 1477 قرية بعدد سكان يتخطى 17 مليون نسمة.

وتخطت نسبة تنفيذ الأعمال بمشروعات نقاط الإسعاف 94%، وعدد النقاط التى أوشكت على الانتهاء 126 بنسب تخطت 80 و90%، وتم الانتهاء والتسليم المبدئى لـ210 نقاط إسعاف.

أما عن خريطة توزيع نقاط وسيارات الإسعاف فى المحافظات العشرين، فهى فى أسوان 32 نقطة إسعاف بعدد 66 سيارة، وأسيوط 39 نقطة بعدد 84 سيارة إسعاف، والإسكندرية 5 نقاط بها 9 سيارات إسعاف، والإسماعيلية 10 نقاط إسعاف و20 سيارة، والأقصر 16 نقطة و35 سيارة إسعافية، والبحيرة 55 نقطة إسعاف و72 سيارة، والجيزة 16 نقطة و34 سيارة إسعاف، والدقهلية 7 نقاط و8 سيارات، والشرقية 7 نقاط و13 سيارة إسعاف، والغربية 8 نقاط و15 سيارة إسعاف.

كما تضم مبادرة حياة كريمة المرحلة الأولى فى محافظة الفيوم 19 نقطة إسعاف و36 سيارة إسعافية، والقليوبية 6 نقاط و11 سيارة، والمنوفية 14 نقطة و19 سيارة إسعاف، والمنيا 33 نقطة و65 سيارة، والوادى الجديد 9 نقاط و18 سيارة إسعاف، وبنى سويف 14 سيارة و26 سيارة، ودمياط 13 نقطة و25 سيارة، وسوهاج 35 نقطة و60 سيارة إسعاف، وقنا 23 نقطة و45 سيارة، وأخيرا محافظة كفر الشيخ 6 نقاط إسعافية و9 سيارات.

وتتجهز نقاط الإسعاف طبقا لأحدث المعايير العالمية، وتضم نقاط التمركز كوادر إسعافية مدربة، أما سيارات الإسعاف فهى مجهزة بأحدث المعدات والأجهزة الطبية، فضلاً عن تزويدها بأجهزة تنفس صناعى، وحضانات أطفال، وأجهزة لاسلكى، ويتم ربطها بغرفة العمليات المركزية لهيئة الإسعاف المصرية، لمتابعة العمل أولًا بأول، وضمان سرعة الاستجابة لبلاغات المواطنين، لتقديم أفضل الخدمات الإسعافية لأهالى القرى المدرجة ضمن مبادرة «حياة كريمة»، وكذلك المواقع المجاورة لها، إلى جانب المحاور والطرق الرئيسية، وتعمل تلك النقاط الإسعافية والسيارات بها طبقا لخطط زمنية محددة لنهو الأعمال تباعا بالتعاون مع الجانب الألمانى المورد للسيارات للحكومة المصرية. ويتم العمل بها وفقًا لمعايير هيئة الإسعاف المصرية، وتضم كل نقطة مظلات وأماكن مجهزة لانتظار السيارات، ومخزن أكسجين طبى، ومخزن للأدوية والمستلزمات الطبية، وغرفة لتعقيم حضانات الأطفال، وأماكن إعاشة لائقة ومجهزة للكوادر العاملين على تلك السيارات.

12 مستشفى توفر أعلى مستوى للرعاية الصحية فى 8 محافظات

المستشفيات العامة والمركزية، هى المعنية بتقديم الخدمة الصحية من المستوى الثانى للمصريين، حيث تجرى الجراحات العامة والمتخصصة، وبها أقسام داخلية ومتخصصة، واستقبال وطوارئ، ورعايات حرجة، وحضانات، وغيرها من الخدمات الصحية، ويبلغ متوسط نسب تنفيذ أعمال التطوير بهذا المشروع الصحى القومى الأضخم 82%.

وقال د. حسام عبدالغفار، مساعد وزير الصحة للتطوير المؤسسى، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، إن العمل يجرى على قدم وساق لتطوير وإنشاء 23 مستشفى فى 8 محافظات ضمن المرحلة الأولى بمبادرة «حياة كريمة»، بنفس معايير منظومة التأمين الصحى الشامل، وسيتم فرشها بأحدث الأجهزة الطبية.

أما عن توزيع تلك المستشفيات، فهى بواقع 3 مستشفيات فى أسوان، و4 فى أسيوط، و1 فى الإسماعيلية، و1 فى القليوبية، و3 فى المنيا «مطاى، و8 فى سوهاج، و2 فى قنا، و1 فى محافظة كفر الشيخ.

ومن الملاحظ أن هذا التوزيع يراعى البعد الجغرافى بين المحافظات، بدءا من كفر الشيخ فى أقصى شمال مصر، وحتى أسوان فى أقصى الجنوب، وكذلك الوجه البحرى ووسط الصعيد ومدن القناة، كما ضم محافظتين واقعتين فى المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الصحى الشامل وهما الإسماعيلية وأسوان، إضافة إلى أن أكثر محافظة كان لها نصيب من التطوير والإنشاء الجديد للمستشفيات هى سوهاج، باعتبارها الأكثر احتياجا، وبها أكبر نسبة فقر وتحتاج للتدخل السريع لتوفير الرعاية الصحية اللائقة بأهلها، لذلك حازت وحدها نحو 35% من عدد المستشفيات الخاضعة للتطوير والإنشاء فى المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة».

وتتضمن أعمال التطوير تنفيذ أعمال إنشاء وإحلال وتجديد ورفع كفاءة، للمستشفيات، وتوجد توجيهات مستمرة من وزير الصحة، بزيادة نسب التنفيذ فى تلك المشروعات خاصة فى القرى والمدن الأكثر احتياجًا، لتلبية احتياجات المواطنين الصحية والعلاجية، وتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، وتوفير حياة كريمة لهم.

وكانت أهم 8 توجيهات للدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة، فى اجتماعاته المتكررة لمتابعة الموقف التنفيذى للمشروع، ومن أجل إنجاز الأعمال فى «حياة كريمة» هى سرعة الانتهاء من الأعمال الإنشائية والتجهيزية الطبية وغير الطبية وفقا لمعايير الجودة، ووضع حلول مبتكرة وسريعة للمعوقات التى تواجه العمل والميكنة، والتعاون والتنسيق مع الجهات المختلفة والمعنية لتقديم الدعم للمشروع لضمان الانتهاء منه وفقًا لأعلى قدر من الكفاءة، وتجهيز المشروعات الصحية بأفضل وأحدث الوسائل بما يعمل على تقديم خدمة طبية فائقة الجودة، وتوفير القوى البشرية بجميع التخصصات الطبية، وصرف حوافز مجزية للفرق الطبية، وتوفير برامج تدريبية للفرق الصحية، لرفع كفاءاتهم ومهاراتهم، وتدشين لجنة فنية لتقييم الأداء فنيا وإداريا ومتابعة معدل الترددات، بما يضمن سرعة اتخاذ القرارات والتدخل السريع، لتقديم جميع أوجه الدعم اللازمة لاستكمال المشروع فى كل مراحله.