الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

باحثة تستخدم الذكاء الاصطناعى لكشف أسرار «الآقنجية» و«الدلاه» فى الجيش العثمانى

تعتبر فرقتا الآقنجية «المغيرين» والدلاه «المجانين» من الفرق المهمة فى الجيش العثمانى، حيث تعُدان من قوات الطلائع، وتتميزان بجاهزيتهما العالية وسرعتهما فى تنفيذ المهام، واقتصر سلاحهما على السيوف والدروع والفئوس والنبال، وكان يُستعان بهذه القوات لأغراض الاستطلاع وكقوة طليعية تنتشر داخل المناطق السكنية قبل تقدم القوات العثمانية الرئيسية، وفى وقت السلم كانت مهمتهما التقصى وجمع المعلومات حول الحصون والمراكز الحدودية.



تاريخ الفرقتين يمتلئ بأسرار وتفاصيل كشفتها الباحثة آية صلاح عضو المكتب الفنى لوزير السياحة والآثار، وذلك فى دراسة متميزة أعدتها وتقدمت بها لكلية الآثار جامعة القاهرة لنيل درجة الماجستير،بعنوان» فرقتا الفرسان الآقنجية والدلاه بالجيش العثمانى فى ضوء تصاوير المخطوطات العثمانية وتصاوير المستشرقين»دراسة آثارية فنية»، واستخدمت فى عرضها الذكاء الاصطناعي، من خلال نماذج من جنود الفرقتين حكوا عن تاريخهم ومن هم تحديدا، مما لاقى الإعجاب من حضور المناقشة.

لجنة الحكم والمناقشة ضمت علماء آثار أجلاء هم أ.د. أسماء حسين عبدالرحيم أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية الآثار جامعة القاهرة، وأ.د.نادر محمود عبدالدايم أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس، وأ.م.د.إيهاب أحمد ابراهيم أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية الآثار جامعة القاهرة، وقد قررت اللجنة بالإجماع منح الباحثة الماجستير بتقدير ممتاز،وذلك بعد ما أشاد أعضاؤها بما تضمنته الرسالة من جهد علمى متميز بالفعل من الباحثة.

وأكدت الدراسة فى نتائجها على أهمية فرقتي الدلاه والآقنجية كأحد أهم التشكيلات العسكرية بالجيش العثمانى، مما جعلهم من الفرق العسكرية التى قام الفنانون والرحالة والمؤرخون بتوثيقهم ورسمهم، وخير شاهد على ذلك ما وقفت عليه الدراسة من تصاوير من مخطوطات ولوحات رحالة ومستشرقين تخص تلك الفرقتين، حيث رسم الفنان  فرسان فرقة الدلاه والآقنجية بتصاوير المخطوطات العثمانية فى الصفوف الأولى من مكونات الجيش العثمانى، وارتبط ذلك بأدوارهم القتالية كفرقة طلائع.

وأبرز  الرسام  قائد فرسان فرقة الدلاه  برسمه بحجم أكبر عن باقى فرسان الفرقة بشكل ملحوظ لإظهار أهميته، حيث وضعه الفنان داخل الفرقة إما أول الصف أو فى المنتصف، وقد تميز الشكل العام لهيئة فارس الدلاه بقفطان من جلد النمر، والسروال الضيق من الجلد ونادرًا ما يرتدى الفارس سروالًا فضفاضًا، كما كان ينتعل حذاء البشمق ذا الكعب العالى برقبة قصيرة أو طويلة، وغطاء الرأس عبارة عن قلنسوة مستديرة ومجوفة، وتميز فارس الدلاه بالشارب العريض الكبير المتدلى على الفم الصغير.

أما  فارس الآقنجية جاء مدججًا بالسلاح بكامل هيئته العسكرية، والخوذة ذات القائم المعدنى فى منتصفها وتنتهى بريشة بيضاء تشبه مروحة اليد، وكان يرتدى العمامة البيضاء وقفطان طويل يصل إلى منتصف الساقين، والسراويل الفضفاضة التى تميز بها فى جميع التصاوير واللوحات، وينتعل حذاء البشمق ذا الرقبة القصيرة ونادرا ذا الرقبة الطويلة.