السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رائد إعادة الإعمار بإفريقيا

تقرير- أحمد إمبابى



فى واحدة من ثمار الانفتاح المصرى نحو القارة الإفريقية، وجهودها فى تقديم الدعم للأشقاء الأفارقة فى مختلف المجالات، تواصل الدولة المصرية العمل لتفعيل مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، الذى تستضيفه مصر، بعد أن تمت الموافقة على انشائه من القادة الأفارقة خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى عام 2019، استجابة لمبادرة مصرية بتدشين مركز إعادة الإعمار ليضطلع بمهمة تنفيذ السياسة الإفريقية لمرحلة ما بعد النزاعات ودعم بنية السلم والأمن الإفريقية، ومواكبة جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى استدامة السلام.

ولا يمكن أن نفصل الجهود الرائدة للدولة المصرية، فى ملف إعادة الإعمار بإفريقيا ما بعد النزعات، عن أدوارها فى عمليات حفظ السلم، ومواجهة الصراعات بالقارة الإفريقية، ذلك أن الدولة المصرية من أوائل الدول الداعمة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، خصوصا بعثاتها فى القارة الإفريقية، حيث تشارك مصر فى 9 بعثات حفظ سلام فى إفريقيا منها 8 بعثات أممية، بواقع أكثر من 3 آلاف فرد لتحتل حاليا المركز السابع فى تصنيف أكبر الدول المسهمة فى بعثات حفظ السلام وتعد مصر أكبر دولة مساهمة من بين الدول العربية، وتحتل المرتبة الثالثة كأكبر مسهم من بين الدول الإفريقية، كما تعد مصر خامس أكبر دولة على مستوى العالم مسهمة بقوات شرطية ببعثات حفظ السلام.

تفعيل مركز إعادة الإعمار

من هذا المنطلق، تواصل الدولة المصرية جهودها الدبلوماسية، لبدء التشغيل الكامل لمركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار، خصوصا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رائد إعادة الإعمار والتنمية فى إفريقيا، بتنظيم فعاليات وورش عمل حول سياسات إعادة الإعمار، كان آخرها استقبال السفير أشرف سويلم مُساعد وزير الخارجية للمُنظمات والتجمعات الإفريقية، ليباكس ماتلو مُدير مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية، بعد توليها للمنصب، وتفعيل أنشطة المركز فى القاهرة.

وفى هذا الصدد أكد السفير أشرف سويلم حرص مصر على توفير كافة سبل الدعم لضمان التشغيل الكامل للمركز الإفريقى للقيام بمهمته المخولة من أجل دعم جهود بناء السلام والتنمية فى إفريقيا، وأشار إلى قُرب الانتهاء من إعداد المقر الجديد للمركز بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، فى إطار ريادة الرئيس السيسى لملف إعادة الإعمار والتنمية فى إفريقيا، والتى تتزامن أيضاً مع رئاسة مصر للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية – نيباد. 

يشار إلى أن القاهرة استضافت فى مايو الماضي، ورشة العمل رفيعة المستوى لمراجعة سياسة الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وتوصياتها المهمة التى هدفت إلى مواكبة التطور المفاهيمى فى بناء السلام، وضمان استجابة الاتحاد الإفريقى لاحتياجات إعادة الإعمار والتنمية فى دول القارة وفقاً لأولوياتها.

وفى يونيو الماضي، وعلى هامش اجتماعات «الكوميسا» فى زامبيا، شدد الرئيس السيسى، بصفته رائد إعادة الإعمار على مستوى الاتحاد الإفريقي، على أن  مصر لن تألو جهدا فى تسخير مركز إعادة الإعمار والتنمية بالقاهرة، لتوفير كل سبل الدعم لدولنا الشقيقة، فى مسارها نحو تحقيق التنمية، معلنًا فى ذات الوقت عن ترشح مصر، لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى، للفترة 2024 - 2026 إيمانا من مصر بمسئولياتها، نحو دعم جهود السلم والأمن فى القارة الإفريقية.

جهود حفظ السلام

وأشار مساعد وزير الخارجية، إلى جهود مصر المتواصلة على الصعيدين الأممى والإفريقى فى دعم تطوير سياسات وتنفيذ أنشطة بناء السلام فى إفريقيا، حيث حرصت مصر فى إطار رئاستها وعضويتها بلجنة الأمم المتحدة لبناء السلام على إعطاء قضايا القارة الأولوية الأولى، وتعميق الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى فى بناء السلام، وتدشين منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة لإثراء وتفعيل أجندة السلام والتنمية فى القارة. 

وأعربت «ماتلو» مدير المركز الإفريقى لإعادة الإعمار، عن تطلعها للعمل مع مصر لتحقيق السلام والتنمية فى إفريقيا، وأشادت فى هذا الإطار بالجهود التى تقوم بها مصر فى ملف حفظ السلام وإعادة الإعمار.

 

أهداف مركز إعادة الإعمار

وتحرص الدولة المصرية على أن يكون المركز الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية، آلية قارية لدعم عمليات إعادة الإعمار والتنمية فى الدول الخارجة من النزاعات فى إفريقيا، وتحسين قدرة القارة الإفريقية على الاستجابة السريعة والفعالة فى مرحلة ما بعد النزاعات، فضلا عن تحليل جذور النزاعات ومسبباتها، ودراسة كيفية بناء السلام ومنع العودة للعنف، وحشد الموارد لتنفيذ المشاريع ذات التأثير السريع.

فى ورقة بحثية عن « الدور المصرى فى إعادة الإعمار والبناء فى إفريقيا»، لمركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، مايو 2017، أشارت إلى أن استضافة القاهرة لمركز إعادة الإعمار الإفريقى يمثل فرصة لإعادة بناء صورة ذهنية جديدة للدور المصرى فى إفريقيا، عبر تصويرها كقوة «إعادة بناء» تدافع عن مصالح القارة ككل، فضلا عن التواصل مع مجتمعات دول القارة ونظمها للتعرف على احتياجات إعادة الإعمار وصياغة برامج مناسبة لها.

ويستكمل المركز، جهودا مصرية فاعلة فى ملف إعادة الإعمار، اتضحت فى الأزمة الليبية، حيث تعمل الحكومة المصرية مع الحكومة الليبية فى ملف إعادة الإعمار بالمدن الليبية، وهى جهود يمكن تطويرها بالتوسع لتشمل نزاعات أخرى مثل ما يحدث فى السودان وجنوب السودان والصومال وغيرها من دول الساحل الإفريقي.

تتكامل تلك الجهود، مع جهود الدولة المصرية فى ملف حفظ السلم والأمن بالقارة الإفريقية، حيث تضطلع بأدوار عديدة فى هذا الملف، فى ظل كثرة النزاعات والصراعات فى القارة الإفريقية، حيث تسعى مصر دوما لزيادة حجم إسهامها فى عمليات حفظ السلام الأممية، خاصة ببعثات حفظ السلام فى إفريقيا بما يعزز من الدور المصرى فى القارة.