واحة الإبداع.. تمثال من الشمع

بينما يجلس وأصدقاء له ذات مساء، وكان الحديث عن مواصفات الزوجة التى تعد كنزا ثمينا فى تلك الأيام، منهم من قال أنه يجب أن تكون مثقفة وواعية ولبقة وروحها جميلة، تعرف حقوق ربها، وحقوق زوجها، وتستطيع أن تفهم وجهة نظرى من أقصر الطريق، وهناك من قال أنه يجب أن تكون ذات حسب ونسب ومن أسرة عريقة يعرف أمجادها القاصى والدانى، وهناك من قال أنه يجب أن تكون (صاروخ)  فنظرنا له دهشين بوصفه، فابتسم ابتسامة المزهو المتفاخر ثم أكمل:  صاروخ يا بشوات، يعنى كل حاجة فيها حلوة، لا تملّ من النظر إليها حتى وإن كانت بمريلة المطبخ، البصل الأحمر بين يديها تفاح أمريكانى، ورائحة الثوم مسك وعنبر، وهل يعد الحب إلا أننا نسمو عن الواقع بالعيش فى جنة الأحلام، ولن تتحق تلك الجنة إلا بامرأة جميلة.

بعد انقضاء سنوات على تلك الجلسة  لم يدرِ لما تذكرها الآن وتذكر كل أبطالها، وراح يضحك بصوت عالِ حينما تذكر أحوال أصحابه الثلاثة بعد زواجهم .

أما الذى اختارها لروحها فهو ينعم بعيشة راضية، تشاركة وتفهمه تقتنع بفكره.. تراجعه فى أموره، وأما الثانى صاحب الحسب والنسب فقد تم التنكيل به من قبل أسرة زوجته حينما أساء معاملتها ذات مرة.

وأما الثالث صاحب الجمال المُطلق فقد مل عيشته، وماذا يفيد الجمال إن كان بلا روح تُدعمه وتشد من أزره،  لقد أيقن بعد فوات الأوان أنه تزوج تمثالا من الشمع.