الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر وإفريقيا كيف عاد التأثير المصرى فى القارة خلال 9 سنوات؟

خلال فعاليات مؤتمر «حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز»، الذى عقدته الحكومة لاستعراض ما تم تحقيقه فى مصر منذ 2013 حتى الآن من منظور الدولة المصرية، تحدث وزير الخارجية سامح شكري، عن نتائج التحركات الدبلوماسية المصرية، ودوائر تحركها، وعلى رأسها الدائرة الإفريقية التى استطاعت أن تحقق الدولة المصرية تحولا كبيرا فى علاقاتها مع الأشقاء الأفارقة، استعادت من خلاله مصر ريادتها على الصعيد الإفريقي.



وعلى مدى تسع سنوات، تبنت الدولة المصرية سياسة الانفتاح والشراكة مع دول القارة الإفريقية، بمنظور جديد للعلاقات قائم على التعاون والشراكة والدعم فى مواجهة التحديات المختلفة، ونجحت من خلاله الدولة المصرية أن تغير من واقع حضورها الإفريقي، من حالة قطيعة لدول القارة فى 2013، وتجميد عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي، وخلاف محتدم مع دول حوض النيل، إلى حضور دبلوماسى رفيع زادت معه دائرة التأثير المصري، وشراكات متعددة على الصعيد الثنائى وعلى الصعيد الإقليمي، تكلل برئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى 2019، وعضوية مجلس الأمن عن إفريقيا لمدة عامين، ورئاسة تجمع الكوميسا، وغيرها من المكاسب.

حكاية التحول الكبير فى السياسة الخارجية تجاه إفريقيا، جاء بتبنى سياسة الانفتاح والشراكة تجاه القارة، ترجمتها تحركات عدة أهم ما يميزها استخدام الرئيس السيسى الدبلوماسية الرئاسية (رفعية المستوي) للتواصل مع زعماء دول القارة الإفريقية، وحرصه على المشاركة فى مختلف الفعاليات والاجتماعات التى تتناول قضايا الدول الإفريقية.

وجاءت الدائرة الإفريقية فى ترتيب مقدم باهتمامات السياسة الخارجية، بعد الدائرة العربية، حيث قام الرئيس السيسى بنحو 30 زيارة إلى الدول الإفريقية خلال التسع سنوات، وهى فى المرتبة الثانية بعد الدائرة العربية، حيث أجرى الرئيس السيسى 41 زيارة للدول العربية.

وعبر وزير الخارجية سامح شكري، فى كلمته بمؤتمر حكاية وطن، عن تأثير الدبلوماسية الرئاسية فى إفريقيا، بأنه فى سنوات بسيطة استعادت مصر ثقة القارة الإفريقية وعضويتها فى 2014 فى بداية تولى الرئيس السيسى الرئاسة، وأصبح دائم الدفاع ومعبرا عن طموحات القارة، وتوفير التمويل الميسر لهذه الدول حتى تخرج من الاعتماد على المنح للاعتماد على الذات.

وأضاف شكري، أن «الرئيس السيسى قام بأكبر عدد للزيارات الإفريقية والتقى الزعماء الأفارقة سواء فى عواصمهم أو فى اجتماعات وحضر كل القمم الإفريقية مما جعل العلاقة الشخصية والمؤسسية بين مصر ودول القارة الإفريقية لها وزن وقيمة واهتمام».

 

مصر صوت إفريقيا

 

كانت لجهود الدبلوماسية المصرية الفاعلة والنشطة تجاه القارة الإفريقية، مسارات أخرى بالتفاعل الإيجابى فى مسار العمل الإفريقى الجماعي، من خلال مؤسسات الاتحاد الإفريقي، حيث حرص الرئيس السيسى على المشاركة فى مختلف القمم والمؤتمرات الإفريقية، وأيضا فى المؤتمرات الدولية التى عقدت بالشراكة مع إفريقيا وشركاء دوليين مثل الصين وروسيا واليابان والاتحاد الأوروبي.

وكان من ثمار ذلك، رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى عام 2019، وتصويت الدول الإفريقية لعضوية مجلس الأمن الدولى لمدة عامين، 2016 و2017، كما ترأست مصر تجمع الكوميسا، وهو تجمع اقتصادى للتجارة الحرة دون جمارك، وهى مقدمة للاتفاقية التجارة الأفريقية لاعتماد دول القارة على التجارة فيما بينهم والاستفادة من القدرات الذاتية.

كما قام الرئيس السيسى أيضا برئاسة النيباد وإعادة الإعمار الذى قاده الرئيس فى ظل الكوارث والأزمات، وحضور منتدى الاستثمار فى إفريقيا، حيث بات الرئيس السيسى رائد اعادة الإعمار فى إفريقيا ما بعد النزاعات، بفضل جهود مصر لاستضافة لجنة الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار فى القارة، وإقامة مقر لها فى العاصمة الإدارية الجديدة.

وفى نفس الوقت، كانت الدولة المصرية، صوت القارة فى عديد من الفعاليات، بداية من قضية التغيرات المناخية، حيث عبرت مصر عن شواغل القارة فى مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية cop27، والذى نجحت خلاله فى إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، وهو كان حلما يراود الدول النامية.

 

زيادة التبادل التجارى

 

بدأت مصر فى تفعيل العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف على مستوى القارة الإفريقية، حيث شهدت العلاقات نموا ملحوظا على مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية والتكاملية، فقد ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر والدول الإفريقية لتبلغ 8.6 مليارات دولار خلال عام 2022، مقارنة بـ 7.5 مليار دولار فى عام 2021، بنمو نسبته 14.4%، وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

وأعلنت الحكومة المصرية استراتجية لتنمية الصادرات للقارة الإفريقية خلال 2018-2020، بالتعاون مع خمسة مجال تصديرية هى مجال الصناعات الكيماوية ومواد البناء والصناعات المعدنية والهندسية والمواد الغذائية والصناعات الطبية، وفيما يتعلق بالاستثمارات المصرية فى القارة الإفريقية، ارتفعت نسبة الاستثمارات المصرية إلى 10.2 مليار دولار، فى حين بلغ حجم الاستثمارات الإفريقية فى مصر 3 مليارات دولار.

كما ساهمت مصر بشكل أساسى فى عملية التكامل الإقليمى مع دول القارة الإفريقية لتعزيز معدلات التبادل التجارى وزيادة التجارة البينية، وفى هذا الإطار استضافت مصر فى عام 2015، قمة التجمعات الثلاثة الكوميسا والسادك وجماعة شرق إفريقيا بشرم الشيخ، والتى تم خلالها إطلاق منطقة التجارة الحرة الثلاثية، والتى تستهدف تعزيز الانفتاح المصرى تجاه السوق الإفريقية وتعزيز التجارة الإفريقية لدول العالم.

 

برامج متعددة للتدريب والتأهيل 

 

حديث الأرقام يشير لعشرات المشاريع وأشكال الدعم مع دول القارة الإفريقية ودول حوض النيل خلال التسع سنوات الماضية، من أهمها برامج التدريب والتأهيل ونقل الخبرات المصرية للأشقاء الأفارقة، حيث قدمت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى الفترة من 2014 وحتى 2021، أكثر من 340 دورة تدريبية بإجمالى 13 ألف متدرب، ولعل من أبرز هذه البرامج كان البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى على القيادة بالاكاديمية الوطنية للتدريب، حيث تم تخريج ثلاث دفعات من هذا البرنامج ليضم شبابا من مختلف الدول الإفريقية، بجانب برنامج التعاون المصرى الإفريقى فى مجال الفضاء، والمنح التعليمية فى الجامعات المصرية.

 

القوافل الطبية والإغاثية

 

يعد المجال الطبى والصحى من أبرز مجالات التعاون المصرى مع القارة الإفريقية، والذى ظهر بشكل واضح خلال جائحة كورونا، ففى سبتمبر 2020 وجه الرئيس السيسى بإرسال مساعدات عينية وطبية بقيمة 4 ملايين دولار إلى 33 دولة إفريقية خلال جائحة كورونا، كما لعبت مصر دورا مهما فى توفير لقاحات كورونا للدول الإفريقية فى ظل غياب عدالة توزيع اللقاحات، وكان أبرز هذه الجهود مبادرة الرئيس السيسى مؤخرا بتوفير 30 مليون جرعة من لقاح كورونا لدول إفريقيا.

كما استجابت مصر إنسانيا أكثر من مرة لضحايا الفيضانات خاصة فى السودان وجنوب السودان بإرسال مساعدات غذائية ودوائية عاجلة، هذا بجانب نشاط القوافل الطبية للدول الإفريقية.

كما ساهمت مصر فى نقل خبرات وتجاربها الفنية فى مواجهة الأمراض وبناء المستشفيات لإفريقيا، كما سعت مصر  لتصدير تجبرتها الطبية فى مبادرة 100 مليون صحة  إلى إفريقيا، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث جاءت مبادرة الرئيس السيسى بإطلاق مبادرة علاج مليون إفريقى من فيروس سى فى 14 دولة إفريقية.

 

مواجهة الإرهاب 

 

دفع النجاح المصرى فى مقاومة الارهاب فى الداخل وسيناء للتحرك على مستوى الساحة الإفريقية لمقاومة الارهاب والتطرف الديني، خاصة أن الظاهرة أصبحت تمثل خطورة على القارة الإفريقية، ذلك أن 10 دول إفريقية تعتبر من أكثر 20 دولة فى العالم تأثرا من الإرهاب والتطرف.

وبدت تلك الجهود فى التعاون مع دول الساحل والصحراء، لمواجهة الإرهاب والتطرف الدينى والجريمة المنظمة، العابرة للحدود ومعالجة أسبابها سواء كانت فكرية أو اقتصادية أو حتى دولية، حيث تمت استضافة اجتماع وزراء دفاع دول الساحل والصحراء فى شرم الشيخ، وتنظيم تدريبات مشتركة فى قاعدة محمد نجيب العسكرية مع القوات المسلحة بهذه الدول، وفى فبراير 2020 أعلن الرئيس السيسى تشكيل قوة إفريقية مشتركة لمقاومة الإرهاب، إرساء لمبدأ أن الحل الإفريقى هو المدخل الصحيح للمشكلات الإرهابية بإفريقيا.

 

تخريج 500 طالب إفريقى من الدارسين بالجامعات المصرية

 

شهدت مكتبة الإسكندرية الاحتفالية السنوية الحادية عشرة لتخرج الطلاب الأفارقة المشاركين فى برامج شباب الصفوة الأفارقة، والذى ينظمه برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بقطاع البحث الأكاديمي.

وقال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن الاحتفالية تشهد تخرج حوالى 500 طالب إفريقى من الدارسين بجامعات جمهورية مصر العربية المختلفة، ويمثلون دول السودان وجنوب السودان وأوغندا ومالاوى وجزر القمر والصومال وجيبوتى ومصر.

ولفت إلى أن مكتبة الإسكندرية تسخر كافة إمكاناتها لدعم وبناء قدرات الشباب الأفارقة من خلال برامج «شباب الصفوة الأفارقة» الذى يهدف إلى تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية وفتح قنوات للتواصل بين الطلاب الأفارقة والمصريين.

وأكد أن مصر لم تنفصل أبدًا عن قارة إفريقيا، فهى تعد مكونًا هامًا فى هويتها، لافتًا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت حراكًا كبيرًا فى العلاقات المصرية الإفريقية، قائم على دعم التعاون والوعى المشترك بالتحديات التى تواجه القارة. وشدد على أن إفريقيا هى القارة الأكثر شبابًا، وأنها تتمتع برأس مال بشرى وثقافى هائل. وحث الطلاب على الاستمرار فى بناء المعرفة وتطوير المهارات من أجل مستقبل أكثر إشراقًا للقارة.  

وأكد السفير محمد البدري؛ مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، أن مصر لعبت فى الماضى دورًا حيويًا فى دعم استقلال الدول الإفريقية، وأنها تبذل الجهود لحفظ السلام داخل القارة. ولفت إلى أن هدفها الحالى هو دعم الربط والتواصل بين المجتمعات الإفريقية.

وأشار إلى أن مصر تولى اهتمامًا أكبر بالعلاقات المصرية الإفريقية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى حكم البلاد، حيث طورت المزيد من برامج التعاون، لافتًا إلى مشاركة القطاع الخاص أيضًا بالعديد من المشروعات فى إفريقيا ومنها سد جوليوس نيريرى التنزاني.

وهنأ السفير محمد البدرى الطلاب الأفارقة بمناسبة تخرجهم، وحثهم على تطويع العلوم والمعرفة التى اكتسبوها خلال دراستهم فى الجامعات المصرية لخدمة بلادهم والمساهمة فى مواجهة التحديات التى تواجه قارة إفريقيا.

ووجه الطلاب الأفارقة الدراسين بالجامعات المصرية رسالة شكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وذلك خلال حفل تخرجهم الذى نظمته مكتبة الإسكندرية يوم الاثنين الموافق ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣، وأعرب الطلاب عن عميق امتنانهم لما يقوم به الرئيس السيسى من دعم ودفع لعجلة التنمية ببلدانهم وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين مصر وأشقائها من الدول الإفريقية، وإتاحة الفرصة لأبناء تلك الدول للدراسة فى مصر من خلال العديد من المنح الدراسية.

 

.. وتخريج طلاب رابطة دارفور بالجامعات والمعاهد المصرية

 

وفى إطار المنح التعليمية للطلاب الأفارقة، نظمت الجمعية الأفريقية اللجنة القومية للاتحاد الافريقي، احتفالية لتخريج طلاب وطالبات رابطة دار فور بالجامعات والمعاهد العليا المصرية، برعاية وزارة الشباب والرياضة.

وشهدت الاحتفالية حضور نائب رئيس الجالية السودانية بمصر، ومنسقات نادى المرأة الأفريقية، والروابط الطلابية السودانية بمصر، والجالية السودانية.

وخلال الاحتفالية تم تكريم الخريجيين من الطلاب السودانيين، وقدم الطلاب السودانيين الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لدعمه وتوجيهاته فيما يتعلق بالطلاب السودانيين المقيمين فى القاهرة.