الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى يومها العاشر.. استمرار القصف الإسرائيلى العنيف على غزة

مع دخول الحرب على غزة يومها العاشر منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» السبت الماضى، يستمر القصف الإسرائيلى العنيف للقطاع فى ظل ترقب هجوم برى واسع على غزة قد تقدم عليه إسرائيل، بهدف تدمير قدرة حماس على الحكم هناك.



ويتواصل العدوان الإسرائيلى لليوم العاشر على التوالى بقصف عنيف من الطيران الحربي، والبوارج والزوارق الحربية، ومدفعية الاحتلال التى تستهدف فى مجملها المنازل والأبراج والبنايات السكنية، موقعة مئات الشهداء والجرحى فى صفوف المدنيين، إضافة إلى تدمير فى الممتلكات العامة والخاصة، والبنية التحتية، ومحو مربعات سكنية بأكملها.

وتوقع الصحفى الأمريكى المرموق سيمور هيرش إن إسرائيل تخطط لمهاجمة غزة، مستخدمة قنابل جوية ذكية من طراز JDAM، ما سيؤدى إلى التدمير الكامل لغزة.

وكتب هيرش على منصة «سابستاك» مستندا إلى «مصدر» أن «الهجوم بقنابل JDAM، إذا تمت الموافقة عليه، سيحدث فى وقت مبكر من يوم الأحد أو الاثنين... يليه مباشرة غزو برى».. ووفقا للصحفى، فإن هذا الهجوم فى حال حدوثه سيؤدى إلى تدمير غزة بالكامل.

حاملة الطائرات الأمريكية «إيزنهاور»

من جهته، أمر وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، بنشر مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية «إيزنهاور» القتالية فى شرق البحر المتوسط. وفى بيان على الموقع الرسمى لوزارة الدفاع الأمريكية، قال أوستن: «وجهت المجموعة القتالية لحاملة الطائرات (يو إس إس دوايت إيزنهاور)، بالبدء فى التحرك نحو شرق البحر المتوسط».

وتابع الوزير «ذلك يأتى فى إطار جهودنا لردع أى تحرك عدائى ضد إسرائيل، أو أى مجهودات لتوسيع هذه الحرب، فى أعقاب هجوم حماس على إسرائيل».

وستنضم المجموعة القتالية لحاملة الطائرات «إيزنهاور»، إلى المجموعة القتالية لحاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد»، والتى وصلت بالفعل قبل أيام إلى شرق المتوسط.

التأجيل بسبب الظروف الجوية السيئة ووسط تلك الاستعدادات، ذكر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الجيش الإسرائيلى أرجأ توغله المقرر فى قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس لعدة أيام بسبب الظروف الجوية السيئة.

وأوضحت الصحيفة نقلًا عن ثلاثة ضباط كبار فى الجيش الإسرائيلي، لم تكشف عن هويتهم، أنه كان من المفترض أن يبدأ الهجوم البرى عطلة نهاية هذا الأسبوع، ولكن تم تأجيله جزئيًا بسبب السماء الملبدة بالغيوم التى كانت ستجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلى الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوى للقوات البرية. وذكرت نيويورك تايمز أن العملية العسكرية المتوقعة قد تورط إسرائيل فى حرب مدن على مدى أشهر. وأضافت أنه يعتقد أن هناك عشرات الآلاف من مقاتلى حماس متحصنون فى مخابئ ومئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض فى شمالى قطاع غزة.

وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلى يتوقع أن تحاول حماس إعاقة تقدمه عن طريق تفجير الأنفاق فى الوقت الذى تقترب فيه القوات البرية منها.

وأوضحت الصحيفة أن حماس تخطط أيضًا للوصول إلى المنطقة خلف الخطوط الإسرائيلية باستخدام نظام الأنفاق المعقد، مضيفة أن المعضلة الإستراتيجية تكمن فى أن قوات الحركة يمكن أن تكون فعالة بشكل خاص فى تحصين نفسها مع الرهائن تحت الأرض.

غارات متواصلة وظروف إنسانية صعبة

ويواجه قطاع غزة ظروف إنسانية صعبة، حيث تواصل إسرائيل إلقاء آلاف الأطنان من القنابل على منازل المدنيين فى جميع أنحاء القطاع، ومخلفة عشرات القتلى والجرحى. وأسفرت الغارات المتواصلة عن دمار هائل بالمناطق السكانية وخسائر كبيرة فى الأرواح وحالة نزوح جماعى من القطاع، وسط حصار خانق.

وحسب الجيش، شملت الغارات مقرات قيادة ومجمعات عسكرية وعشرات المنصات لإطلاق الصواريخ ومواقع إطلاق قذائف مضادة للدروع ومواقع رصد، كما تم تدمير مقرات قيادة لحركة الجهاد، وأعلن أن الطائرات الحربية تمكنت بتوجيه استخبارى من اغتيال قائد وحدة النخبة التابعة لحماس فى كتيبة جنوب خان يونس بلال القدرة، وتصفية عدد آخر من النشطاء فى حماس وحركة الجهاد. 

وأضاف أنه «دمر عدة أهداف حكومية لحماس تعتبر جزءا من منظومة السيادة للحركة فى الأوقات الاعتيادية، وفى الطوارئ حيث يشارك الكثير من موظفى الحكم بشكل فعال بالقتال ضد إسرائيل».

ومساء أمس الأول السبت، وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلى أن الجيش يستعد لتوسيع نطاق الهجوم وتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية، التى تشمل، هجوما مشتركا ومنسقا من الجو والبحر والبر.

رهائن إسرائيل

وأعلن الجيش الإسرائيلى «احتجاز حركة «حماس» أكثر من 120 إسرائيليًا مدنيًا فى قطاع غزة»، منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى».

وتتضارب المعلومات من الجانب الإسرائيلى حول عدد الرهائن لدى حركة «حماس» فى ظل التكتم الرسمي. وأعلنت المقاومة الفلسطينية الجمعة مقتل 13 أسيرًا إسرائيليًا بينهم أجانب جراء القصف الإسرائيلى المكثف على قطاع غزة وشماله خلال الـ24 ساعة.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 2329 قتيلا وأكثر من 9042 جريحا فى غزة، و55 قتيلا و1200 جريح فى الضفة.

صعوبة كبيرة فى إجلاء الضحايا

أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، أشرف القدرة، بأن طواقم الإسعاف تواجه صعوبة كبيرة فى إجلاء الضحايا، نتيجة التدمير الهائل الذى لحق بالأحياء السكنية والطرقات المؤدية للمستشفيات.

وقال القدرة فى منشور عبر حساب الوزارة على «فيس بوك» أمس: «إن 70 % من سكان منطقتى غزة وشمال غزة يُحرمون من الخدمات الصحية للاجئين، بعد إخلاء الأونروا لمراكزها وتوقف خدماتها».

إبادة كاملة لـ 47 عائلة

وبدورها، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن «آلة الحرب الإسرائيلية ارتكبت مجازر فى مناطق مختلفة من قطاع غزة، منذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الجاري، راح ضحيتها 47 عائلة بشكل كامل».

وأفادت الوكالة نقلًا عن مستشفيات القطاع، بأن «أكثر من 47 عائلة بواقع 500 مواطن شطبت بشكل كامل من السجل المدني، جراء ارتكاب الاحتلال مجازر بقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، فى عدد من مدن ومخيمات القطاع».

اعتقال 470 فلسطينيًا

قال نادى الأسير الفلسطيني، أمس، إن الجيش الإسرائيلى نفذ أضخم حملة اعتقالات فى الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات، وذلك بالتزامن مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، السبت الماضي.

وأوضح نادى الأسير الفلسطينى فى بيان أن الجيش الإسرائيلى اعتقل 470 شخصًا فى الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الجاري، وهو اليوم الذى شنت فيه حركة حماس الهجوم المباغت وغير المسبوق على إسرائيل، وسمّته «طوفان الأقصى».

وأضاف أن هذه الحملة هى الأعلى منذ سنوات مقارنة مع حجم الاعتقالات والمدة التى نفذت خلالها.

وقال: إن الحملة شملت الفئات كافة فى المجتمع الفلسطيني، مشيرة إلى أنها تركزت فى محافظة الخليل جنوبى الضفة الغربية.

«حمى الجنونية» تتصرف بها إسرائيل

وندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بـ«الحمى الجنونية» التى تتصرف بها إسرائيل فى هجماتها على قطاع غزة، مؤكدًا أن الجامعة ستواصل تحركاتها السياسية لتغيير الوضع.

وقال أبو الغيط فى منشور له على منصة «إكس» امس: إن «هذه الحمى الجنونية التى تتصرف بها إسرائيل وحالة السعار لآلة القتل ماهى إلا تجسيد لقبح الاحتلال ووحشيته».

واعتبر أنها «جرائم حرب متراكمة ومخالفات هائلة للقانون الدولى الانساني»، مشيرًا إلى أن «الموقف الدولى آخذ فى التغير والاستفاقة من هوس دعم إسرائيل إلى واقع أليم يدفع ثمنه أبرياء قطاع غزة».

كذلك، طلبت روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت اليوم الاثنين على مشروع قرار يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس ويدعو إلى هدنة إنسانية والتنديد بالعنف ضد المدنيين وكافة أعمال الإرهاب.

وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الطارئة وحقوق الإنسان، زعماء العالم على التدخل، فى الوقت الذى يسعى فيه الكثير من الفلسطينيين للفرار، قبيل شن هجوم «منسق» على قطاع غزة، تشارك فيه قوات جوية وبرية وبحرية.

اجتماع استثنائى لزعماء الاتحاد الأوروبي

فيما قال رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل أمس الأول، إنه من المقرر أن يعقد زعماء الاتحاد الأوروبى اجتماعًا استثنائيًا عبر رابط فيديو يوم الثلاثاء المقبل، لمناقشة الوضع فى إسرائيل وقطاع غزة.. وتابع ميشيل فى دعوة وجهها مساء أمس الأول: «إننا نتضامن بشكل كامل مع شعب إسرائيل وضحايا الهجمات الإرهابية، لدى إسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي، وخاصة القانون الإنسانى الدولي».. كما وعد رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، بالوقوف «دائمًا» إلى جانب إسرائيل.

ليبرمان ينضم لمجلس الوزراء

وفى الداخل الإسرائيلي، قال حزب ليكود اليمينى الذى يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، أمس الأول، إن السياسى المعارض أفيجدور ليبرمان، وافق على الانضمام إلى مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلي، لكن يبدو أن ليبرمان رفض ذلك، قائلًا: إنه يرغب فى أن يدير حرب غزة ضمن مجموعة أصغر.

وقال ليبرمان فى منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «أنا على استعداد للانضمام إلى حكومة الحرب من أجل تحقيق أسرع نصر ممكن. ليس لدى أى اهتمام فى أن أكون الوزير رقم 38 فى هذه الحكومة وأن أكون بمثابة ورقة التوت».

وقبل ذلك بساعة واحدة، قال حزب ليكود، إنه دعا ليبرمان وعضوًا آخر لم يذكر اسمه، من الحزب القومى الذى ينتمى إليه السياسى المعارض إلى مجلس الوزراء الأمني. وجاء فى البيان أن «ليبرمان قبل الدعوة».

ويسعى نتانياهو لتوسيع قاعدة حكومته فى الوقت الذى تستعد فيه إسرائيل لغزو برى محتمل لغزة، بعد ضربات جوية على مدى أسبوع ردًا على هجوم شنته حركة حماس. ووافق حزب الوحدة الوطنية الذى ينتمى لتيار الوسط، ويتزعمه وزير الدفاع السابق بينى غانتس يوم الأربعاء الماضي، على تشكيل حكومة وحدة مع نتانياهو وشركائه اليمينيين فى الائتلاف لمواجهة الأزمة التى أثارها الهجوم.