الجمعة 21 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحدود المصرية خط أحمر

الحدود المصرية خط أحمر

منذ عدة سنوات وأنا أكتب عن الحالة المصرية وعن الجيش المصرى ودور الشرطة المصرية قبل وبعد يناير ٢٠١١، رجعت بذاكرتى إلى عام ٢٠١٤، وكنت كتبت مقالًا عن تنويع تسليح الجيش المصرى بداية هذا العام وبعد هذا التاريخ بعدة سنوات. فى هذه الفترة عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، كان البعض يطالب الدولة والحكومة بأن يكون الاهتمام بتوفير الطعام والسلع الغذائية، وجميع مطالب الأسر المصرية بزعم أنه أولى من الإنفاق على تسليح أو تطوير الجيش المصرى فى هذا التوقيت. 



دخلت فى نقاشات وحوارات فى كثير من الجلسات أو المناسبات التى كنت أحضرها مع بعض الأصدقاء أو الأقارب، كنت دائم الدفاع عن وجهة نظرى بأن الدولة القوية خير وأحب إليّ من الدولة الضعيفة، خاصة أن التاريخ يؤكد أن مصر ستظل إلى يوم القيامة فى رباط كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حديثه الشريف، «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندًا كثيفًا فإنهم خير أجناد الأرض». 

وبعد مرور ما يقرب من ١٠ سنوات ظهرت أحداث غزة وغيرها لتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك بأن مصر تمثل حجر عثرة للقوى الطامعة فى مقدرات هذه المنطقة وفى أرض مصر تحديدًا. 

أرصد على مدار العشرة أيام الأخيرة سيلًا من الأكاذيب والضلالات الإعلامية التى تصدر من الخارج، تحاول زعزعة الثقة بالنفس، وبث روح الفرقة بين المصريين من جهة، وحكومته من جهة أخرى، وذلك فى إطار من حروب الجيل الرابع والخامس بهدف خلخلة الجبهة الداخلية، المؤامرة عاتية يشوبها كل معانى الكذب والخداع والتشويه من خلال دول وأفراد يريدون النيل من هذا البلد، ورغم عظم هذا المخطط الشيطانى يدرك المخلصون من أبناء مصر الشرفاء أن التلاحم والتماسك والوقوف صفًا واحدًا خلف قياداتنا السياسية وقواتنا المسلحة ورجال الشرطة البواسل هو السبيل الوحيد للنصر على الأعداء.. مصر مستعدة، لها درع وسيف تقف شامخة عزيزة كالجبال العاتية التى يتحطم على صخورها كل المعتدين، بداية من الهكسوس الذين جاءوا من المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وانتهاء بالصهاينة الذين كسرنا غطرستهم فى حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، فى حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر.

أرض سيناء فى الماضى والحاضر وحتى المستقبل، مطمع للقوى الصهيونية التى تعتبر أن هذه الأرض المباركة ملك لهم عقيدة وفكرًا، ولا عجب أن نسمع تصريحات الحاخام الإسرائيلى اليمينى المتشدد عوزى شرباف، الذى قال: إن شبه جزيرة سيناء ونهر النيل أراض إسرائيلية، هذا التصريح نشر فى صحيفة «هاآرتس» بعد أحداث غزة، هذا الحاخام المتغطرس قال أيضًا: إن أمام إسرائيل فرصة تاريخية عظيمة لاستعادة أراضيها التوراتية، وأن «قطاع غزة هو القضية، وفى هذه المرحلة العظيمة لدينا فرصة تاريخية من أجل تحرير منطقة سيناء بأكملها حتى نهر النيل، فهذه المنطقة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وهى مقدسة بقدسية أرض إسرائيل».

الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى ومنصات السوشيال ميديا، جزء رئيسى من خطة المعركة التى يتبناها العدو الصهيونى، تسير بالتوازى مع أعمال المعارك العسكرية فى غزة، والكيان يمتلك أقوى وأكبر الأذرع الإعلامية فى العالم الظاهر منها والخفى.

نواجه عدوًا حقيرًا لا يعرف الرحمة أو الإنسانية، وما نشاهده فى غزة يؤكد ذلك، والواجب علينا أن تظل عقيدة المصريين منتبهة لهذا الخطر الشيطانى.

لا تطبيع على المستوى الشعبى إلى يوم الدين مع الكيان المغتصب، ولن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية، ولن نسمح باستباحة حدودنا الشرقية، لا تهجيرًا ولا تعديًا على شبر واحد من أرض سيناء، ولن نتخلى عن الأشقاء الفلسطينيين، وسنسعى دائمًا للسلام، وستظل مصر تمارس دورها التاريخى فى هذه القضية بالشرف والأمانة فى زمن عز فيه الشرف والأمانة، ونلتزم فى كثير من الأحوال ضبط النفس، ولكن للصبر حدود.. تحيا مصر.