القصف والحصار الإسرائيلى يتسببان فى أزمة صحية «طاحنة» فى غزة

فى الوقت الذى تتهيأ فيه إسرائيل لبدء هجوم برى واسع على قطاع غزة، يتساءل المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، عن سبل تعامل المستشفيات مع هذا الوضع، فى ظل شح الوقود، ونقص المعدات اللازمة لمداواة آلاف المرضى بسبب استمرار الحصار الخانق على القطاع، ويهرع الأطباء لمساعدة عدد متزايد من المرضى فى المستشفيات المكتظة التى تعانى من نقص الأدوية والوقود بسبب الحصار، ومن بين هؤلاء المرضى أطفال أصيبوا فى ضربات جوية، ويقول الأطباء إن الحالات الأكثر خطورة فقط هى التى تخضع لعمليات جراحية نظراً لعدم كفاية الموارد.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الإثنين، إن احتياطى الوقود فى مستشفيات قطاع غزة يكفى لمدة 24 ساعة فقط مما يعرض آلاف المرضى للخطر، وقالت وزارة الصحة فى غزة اليوم، إن 2750 فلسطينياً على الأقل قُتلوا وأصيب 9700 منذ السابع من أكتوبر.

ولا يزال ألف شخص فى عداد المفقودين ويُعتقد أنهم تحت الأنقاض.

من ناحية أخرى، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمس، وجود «وقف لإطلاق نار» فى قطاع غزة مع حركة حماس فى هذه المرحلة، بشكل يتيح مغادرة أجانب، وإدخال مساعدات إنسانية، فى اليوم العاشر من الحرب التى أوقعت آلاف القتلى.

وقال مكتب نتانياهو فى بيان مقتضب، «لا يوجد حالياً وقف لإطلاق النار ولا مساعدات إنسانية فى غزة مقابل تنفيذ الأوامر».

من جانبه، طالب العاهل الأردنى الملك عبدالله الثاني، بإدانة عالمية لجريمة الحرب الإسرائيلية المتمثلة فى قطع المياه والكهرباء والغذاء عن 2.5 مليون إنسان فى قطاع غزة الفلسطينى المحاصر.

وقال الملك عبدالله خلال لقائه رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك فى بريطانيا الأحد، إن تلك الأفعال الإسرائيلية تعد جريمة حرب يجب أن يدينها العالم ويرفضها.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، أن الملك عبد الله لفت خلال اللقاء إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة إلى القطاع، داعياً إلى وقف الحرب على غزة ومنع امتدادها إلى الضفة الغربية وتلافى تأثيرها على استقرار المنطقة بأكملها.

وجدد العاهل الأردنى تحذيره من أية محاولة للتهجير القسرى للفلسطينيين من جميع الأراضى الفلسطينية أو التسبب فى نزوحهم، والتى تعد خرقاً للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وتنذر بآثار كارثية على دول المنطقة، وأعرب عن رفض الأردن ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين، مشددًا على ضرورة رفض المجتمع الدولى لسياسة العقاب الجماعى تجاه سكان قطاع غزة.