غزة.. أمام أعيننا!

 نقرأ فى التاريخ عن هولاكو وجنكيز خان وغيرهما من أصحاب المجازر الكبرى.. لكن لم نر بأعيننا.. نسمع ونقرأ جميعًا عن مذابح الأرمن والتطهير العرقى الذى جرى يوم ما على سطح هذا الكوكب لكننا لم نره ولم نعشه.. ونسمع ونقرأ جميعًا عن محارق النازى وبين تشكيك هنا وتأكيد هناك لم نر شيئا بأنفسنا!

لكنها المرة العاشرة تقريبًا لهذا الجيل الذى ننتمى إليه مع جيل سبقنا شاهد بعينه صوتا وصورة وعلى الهواء مباشرة مذابح قاسية ومؤلمة ويرى ضحاياها من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال وبيوتهم فوق رؤوسهم وبأخطر الأسلحة الموجودة فى العالم من صبرا وشاتيلا وقانا إلى غزة عبر السنوات العشرين الماضية وصولًا إلى اليوم وإلى حدود غير معقولة تتحدث عن خمسة وعشرين ألف طن متفجرات وثمانية آلاف قذيفة نزلت جميعها فوق رءوس الأشقاء وفى مساحة محدودة من الأرض يسكنها أكثر من مليونى مواطن!!

لا يوجد فى عالمنا ما يسمى بالعالم المتحضر.. العالم الديمقراطى.. العالم الحر.. كلها أكاذيب كنا لا نصدقها لكن تأكد للعالم الآن صحتها.. ومع ذلك سيأتى اليوم الذى يثأر الجيل الحالى والذى يليه من كل ما جرى ويحرر أرضه ويبنى دولته ويوحد أمته..