الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة: تراثنا هويتنا.. كالشوكة فى حلق إسرائيل

داخل أحد المبانى بشارع رمسيس يقع مقر اتحاد المرأة الفلسطينية «فرع القاهرة»، وحينما تخطو خطواتك الأولى بداخله تستقبلك صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات التى تتوسط أحد جدران الردهة، ثم تتجه يسارًا لتجد طاولة كبيرة مغطاة بمفرش مطرز ويعلو الطاولة العلم الفلسطينى وبعض الكتب، وتتجاور عدة خزانات مغلقة تضم منتجات يدوية وأثواب صممت وطرزت بأيادٍ سيدات فلسطينيات.



وعلى أحد جدران الغرفة صورة لمؤسسة الاتحاد سميرة أبوغزالة، ومجموعة من الصور لفرقة كورال «عباد الشمس» التى أسسها الاتحاد عام ١٩٨٦.

استقبلتنا رئيسة الاتحاد آمال الأغا والمهندسة عالية عكاشة ليسردا لنا نماذج من التراث الذى يوثقه الاتحاد كفن التطريز والغناء وعلاقته بالمقاومة وبعض الأكلات الفلسطينية، وذلك خلال الورشة التى نظمتها علياء نصار مؤسس مدرسة خزانة للتراث وبالتعاون مع الصحفية أميرة النشوقاتى تحت عنوان «احكينا يا فلسطين».

تقول الأغا إن الاتحاد تأسس بالقاهرة سنة ١٩٦٣ بمبادرة من سميرة أبوغزالة مع عدد من السيدات الفلسطينيات للعمل على خدمة القضية وتمكين السيدات اقتصاديا واجتماعيا، والاتحاد مشهر بوزارة التضامن الاجتماعى تحت اسم رابطة المرأة الفلسطينية.

وتضيف الأغا: «التراث بالنسبة لنا مقاومة فتراثنا هويتنا واقف كالشوكة فى حلق إسرائيل».

فن التطريز

وتشير الأغا إلى أن التطريز هو فن من الفنون الشعبية، حيث ينقل طبيعة فلسطين على قطعة قماش، وكل فروع الاتحاد اهتمت به لأنه وسيلة لتوثيق القضية، مضيفة:» نلاحظ أن جنوب فلسطين منطقة صحراوية، لذا فثوب بير سبع مثلا يطرز عليه أشكال هندسية عبارة عن جبال ومربعات ومثلثات وألوانه داكنة عكس الشمال فالخليل مثلا منطقة زراعية لذا يتميز الثوب بألوانه الزاهية، ولا نقول فى التطريز غرزة وأنما قطبة والتى تتخذ أشكالا مختلفة وفقا لطبيعة المنطقة»

وتشير إلى أنه لو كانت السيدة مطلقة فثوبها يقل فيه التطريز أما الأرملة فثوبها أزرق اللون بلا تطريز.

وتروى الأغا أنه وقت الانتفاضة كان ممنوع رفع العلم فتحايلت المرأة الفلسطينية على الأمر وطرزته على ثوبها.

وتختم الأغا حديثها عن التطريز بأغنية تشاركها فى غنائها «عكاشة»، وهى (مهندسة معمارية والدها مصرى ووالدتها فلسطينية، وقد شاركت فى كورال الاتحاد لعدة سنوات).

وتقول كلمات الأغنية: « يا ستى توبك محلاه ...تسلم إيد اللى سواه...يا ستى توبك محلاه...خلصته غرزة غرزة ...ولبسته يوم عرسي...هاى الغرزة من يافا وهاى غرزة من غزة».

أشهر الأكلات

وتحكى عكاشة عن المقلوبة أشهر الأكلات الفلسطينية التى تحولت بمرور الوقت إلى رمز للمقاومة:» هى عبارة عن أرز وباذنجان أو قرنبيط ولحمة أو فراخ وبهارات، توضع فوق بعض شرائح ثم تقلب الحلة، وتعود التسمية إلى أيام صلاح الدين الأيوبي، فبعد دخوله القدس قرر الأهالى الاحتفال به وطبخوها له  (فسألهم: ايه اسم الأكلة المقلوبة دي) فسموها المقلوبة»

وتضيف أن هذه الأكلة تغيظ الصهاينة، لأنها أكلة تتجمع حولها العائلة فيتبادلون الحكي، والحكى أكثر ما يخيف إسرائيل، فهى أكلة تحافظ على التراث والهوية.

وتقول «الأغا»: وهناك أكلة القدرة الخليلية وتشبه المقلوبة وهى عبارة عن أرز وحمص ولحمة مسلوقة وتوضع المكونات فى حلة ثم تقلب على صينية كبيرة، وفى جنوب فلسطين يضعونها فى فخارة ثم تدخل فرن الخبز وتسوى على نار الفحم.