بمناسبة اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة
العنف ضد الزوجة.. يشوه الأبناء نفسياً واحتماعياً
مروة فتحى
يحتفل العالم باليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة فى 25 نوفمبر من كل عام، ولا شك أن العنف ضد الزوجة يشوه الأبناء نفسياً ويحرمهم نعمة العيش فى بيئة مستقرة وآمنة تراعى حاجتهم للشعور بالأمان والطمأنينة وتنأى بهم أن يكونوا غير أسوياء مستقبلا.
وقد أكدت ريهام أحمد عبدالرحمن أخصائى الإرشاد النفسى والاسرى ومدربة معتمدة فى علوم تطوير الذات، أن العنف ضد المرأة لا يقتصر على الإيذاء البدنى فقط بل قد يصل فى بعض الأحيان للإيذاء النفسى وهو من أشد أنواع العنف خطراً وتأثيراً على الصحة النفسية للمرأة حيث تتعرض فيه للإهانة والتحقير من شأنها وإثارة مشاعر الذنب واللوم بداخلها وبالتالى تصبح فريسة سهلة يمارس عليها شتى أنواع التلاعب النفسي..
وأوضحت أن الآثار السلبية للعنف ضد المرأة تتمثل فيما يلي:
- يؤثر العنف الأسرى على الصحة النفسية للزوجة ويشعرها بانعدام الثقة بالنفس وخاصة عندما تتم ممارسة ذلك العنف أمام الابناء، حيث تتملكها مشاعر الغضب والحزن والاكتئاب بسبب عدم احترامها وانتقاص قدرها.
- أيضا تعانى المرأة من اضطراب كرب ما بعد الصدمة وهو مرض نفسى يظهر عندما تتعرض لنفس التجارب المؤلمة التى تعرضت لها فى الماضي.
- عدم تنشئة الطفل فى بيئة صحية وآمنة.
- الصداع المزمن والآلام الجسدية والإصابة باضطرابات القلق العام، واضطرابات الاكل والشهية وغيرها من الأمراض المزمنة.
ولفتت ريهام عبد الرحمن إلى أن العنف ضد المرأة له تأثير سلبى على الصحة النفسية للأبناء، إذ أن الانفصال النفسى بين الزوجين لا يفصلهما هم فقط عن بعضهما البعض ولكن يفصل الطفل إلى نصفين, وهذا ما تؤكده الدراسات النفسية فمعتقدات الطفل وسلوكه يتأثران بطبيعة العلاقة بين الأبوين حيث يؤثر العنف الزوجى على التحصيل الدراسى للأبناء وقدرتهم على التكيف الاجتماعي، ومع تزايد العنف داخل الأسرة تتشوه نفسية الأبناء وتزداد معدلات القلق لديهم، فيميلوا للعدوانية ويفقدون القدرة على التعاطف مع أنفسهم والآخرين.
وقالت إن العنف يؤدى إلى التعميم من قبل الأبناء على طبيعة الحياة الزوجية حيث يعد من أخطر ما يترتب على العنف بين الزوجين هو تعود الأبناء على هذه المشاهد بينهما مما يجعل لدى الطفل اعتقاد بأن هذه العلاقة الغير صحية هى الشكل الطبيعى للحياة الزوجية وأن المرأة ليس لها أى احترام، وبالرغم من كراهية الطفل لعنف أبيه تجاه والدته وشعوره بالذنب لعدم قدرته على حمايتها إلا أن العنف يصبح سمة سائدة لديه مستقبل تجاه زوجته، فرفقا بأبنائكم.
وأوضحت أخصائى الإرشاد النفسى والأسرى أن الأبحاث أشارت إلى أن الأطفال الذين تتعرض أمهاتهم للعنف الجسدى والنفسى يعانون من مشكلات نفسية وجسدية واجتماعية، مثل فقدان القدرة على التواصل واللجوء للانعزال عن الآخرين، وعدم القدرة على المرونة وحل المشكلات بالحوار واحترام الآخر، بالإضافة للتأخر فى النمو وفقدان الشهية.