السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مصر - فلسطين».. الدم واحد

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس، احتفالية «تحيا مصر - تحيا فلسطين» تضامنًا مع فلسطين باستاد القاهرة، حيث بدأت الفعاليات بعرض فيلم تسجيلى عن سيناء وما تحقق بها من إنجازات، كما تم إطلاق البالونات الملونة تحمل صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى.



وأعطى الرئيس، خلال الفاعلية، إشارة البدء لانطلاق قافلة مساعدات جديدة لقطاع غزة للتخفيف عن الأشقاء الفلسطينيين، حيث قال: «بسم الله وعلى بركة الله .. قافلة مصر إن شاء الله تصل إلى أشقائنا فى فلسطين فى قطاع غزة تخفف عنهم ما أمكن».

كما دعا الرئيس الحضور بالوقوف حدادًا على أهلنا الذين سقطوا فى فلسطين. 

وألقى الرئيس خلال الفاعلية كلمة قال فيها: «إنه لمن دواعى السرور والفخر، أن أتواجد فى هذا الجمع الكريم من أبناء مصر، الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية.. جمعتهم مصر والعروبة.. ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدًا وإن سعادتى تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل فى جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانًا ونمهد له طريقًا وكما تعاهدنا معًا، بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم، هى الضامن لبقاء مصر، والثابت الذى لا يقبل التغيير.

وأضاف السيسى: «تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التى تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية، منحنى شديد الخطورة والحساسية، فى ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنسانى اتخذ منهج العقاب الجماعى وارتكاب المجازر، وسيلة لفرض واقع على الأرض، يؤدى إلى تصفية القضية، وتهجيـــر الشـــعب، والاســـتيلاء علـــى الأرض، ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ، بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها».

وتابع: «منذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف، بمزيج من الحسم فى القرار، والمرونة فى التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كل الأطراف الفاعلة .. وقد تشكلت خلية إدارة أزمة، من كل مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسى وعلى مدار الساعة، وقد كان قرارى حاسمًا، وهو ذاته قرار مصر - دولة وشعبًا - بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء فى فلسطين، وفى ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ فى وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقرونًا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى على مدار سبعة عقود وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا، أن تظل مصر هى الأساس، فى دعم نضال الشعب الفلسطينى الشقيق».

واستطرد:« لقد بذلت مصر جهودًا صادقة ومكثفة، للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على كافة المستويات: سياسيا - قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، من أجل الحصول على إقرار دولى، بضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما كانت مشاركة مصر فى القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصرى بصفة عامة، كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية، مع القادة والمسئولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع، الموقف المصرى الرافض والحاسم، لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريًا، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظًا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومى لدولنا، وهنا أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التى أكدت دعمها للموقف المصرى، ورفضها لأى محاولات بهذا الشـأن».

وفى كلمة مرتجلة، شدد الرئيس على أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم «خط أحمر». 

واستكمل الرئيس: «كما أكدنا ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات، للوصول إلى سلام عادل وشامل، وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، وفى مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها «القدس الشرقية».. وإنسانيًا - كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البرى، لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر وقد بلغت المساعدات التى قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى قطاع غزة، حوالى «12» ألف طن، نقلتهم «1300» شاحنة، منهم «8400» طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصرى، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ 70% من إجمالى المساعدات..كما خصصنا مطار العريش الدولى، لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالى «158» رحلة جوية وقد تكللت الجهود المصرية، المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين، فى الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة «4» أيام.. قابلة للتمديد وآمل أن يبدأ تنفيذها فى الأيام المقبلة، دون تأخير أو تسويف.

وفى ختام كلمته قال الرئيس: «أؤكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضى قدمًا، فى مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطينى التاريخية، وقابضين على أمننا القومى المقدس نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلـــــين بقــــــوة الحكمـــــة، وحكمـــــة القــــوة.. نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس.. وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك .. ولندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق.. مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها.. وتحيا مصر.. تحيا فلسطين.

وكان الرئيس السيسى قد أكد، عقب وصوله استاد القاهرة، أن مصر لم تغلق معبر رفح أبدًا، لكن هناك كثيرًا من المغالطات، مشددًا على أنه لن يغلق أبدًا فى وجه المساعدات التى تدخل إلى قطاع غزة.

وأعرب، عن سعادته بالوجود فى وسط هذا الحشد الجماهيرى، مشيدًا بالجهد الذى يبذله الشباب والشابات فى مصر خلال هذه الأيام الصعبة فى محاولة للتخفيف عن أهل فلسطين فى قطاع غزة وللتخفيف عنهم، مثنيًا على الدور الكبير التى تقوم به مصر متمثلة فى كل الجمعيات وتحيا مصر، واشتراك الجميع للتخفيف عن أهل غزة، مشيرًا إلى أن حجم المساعدات المصرية تمثل حوالى من 75% إلى 80% من إجمالى المساعدات الدولية لأهالى غزة.

وأضاف: أنه رغم ظروفنا الصعبة أريد أن أوضح أن حجم المساعدات مقارنة بالمساعدات التى تم إدخالها خلال الأيام الماضية، من 75% إلى 80% جاء من مصر بفضل الله تعالى، وهذا من منطلق المسئولية والشعور بضرورة التحرك جميعًا للتخفيف عن أهلنا فى القطاع بالمساعدات التى تم تجهيزها فى أسرع وقت».

وشدد على أن مصر لم تغلق معبر رفح أبدا، موضحا أنه رأى الكثير من المغالطات على أن مصر لا تريد فتح المعبر أو تقوم بغلق المعبر .. هذا لم يحدث أبدًا .. معبر مفتوح من جانب مصر بشكل مستمر ونحن قبل أحداث 7 أكتوبر مصر كانت تدخل ما يقرب من 700 شاحنة يوميا لاحتياجات القطاع الذى يقطنه 2.3 مليون نسمة.

وأوضح أنه عندما يكون هناك أزمة مثل ما يحدث الآن يمكن التصور أن السلطات المصرية تغلق المعبر، وهو ما افترضته بعض وسائل الإعلام غير المصرية أو بعض القنوات أو الأشخاص الذين قاموا بدور من أجل الإساءة إلى مصر.

وجدد الرئيس تأكيده على عدم إغلاق معبر رفح أبدًا، موضحًا أنه كانت هناك إجراءات أخرى من الجانب الآخر، كان لا بد من اتخاذها لإدخال المساعدات بشكل حقيقى لأهالى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المسئولية فى ذلك لا تقع على مصر وحدها لكن هناك جانب آخر، لافتا إلى أن مصر كانت حريصة على رفض ومجابهة الضغط والحصار الذى كان موجودًا، كدولة تتعامل فى إطار قواعد القانون الدولى.

وقال إن مصر كدولة تتعامل مع القضية الفلسطينية فى إطار قواعد القانون الدولى والإجراءات التى تهدف إلى عدم إشعال القضية، مؤكدا مرة أخرى عدم غلق معبر رفح مستقبلًا فى وجه المساعدات التى تدخل إلى قطاع غزة.

ووجه الرئيس السيسى الشكر لكل المصريين الذين ساهموا فى العمل التطوعى الموجه لقطاع غزة، مشيرا إلى أن ذلك العمل لم ينته بعد، وأن مصر تسعى لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها فلسطين.

ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية موجهة لسد احتياجات 2.3 مليون إنسان تحت الحصار، مؤكدا أن الشعب الفلسطينى يحتاج إلى كل المساعدات، فى ظل عدم وجود مياه ووقود وكهرباء وأغذية ومواد طبية.

وجرى عرض فيلم بعنوان «رسالة إلى السيد الرئيس» ضمن الفعالية، حيث استعرض الفيلم رسالة عرفان مقدمة من مجموعة من المواطنين المصريين إلى الرئيس السيسي، قدموا فيها الشكر والثناء لمجهودات الرئيس، ولخصوا فيها الإنجازات التى قدمها لمصر فى كل المجالات خلال الفترة الماضية رغم كل التحديات التى واجهها.

فيما أكدت الإعلامية الفلسطينية دانا أبو شمسية، أنها جاءت إلى مصر تحمل رسالة القدس وأهلها التى حرمهم الاحتلال من دخول المسجد الأقصى ليفسح المجال للمستوطنين لتأدية صلواتهم التلمودية، كما زاد من تضيقاته وإغلاقاته على الفلسطينيين ظنا منه أنه سيمرر كلمة قالها وزراؤه سابقًا «الكبار يموتون والصغار ينسون»، مؤكدة أن الفلسطينيين كبروا ولم ينسوا أبدًا.

وقالت أبو شمسية، إن حب القدس أصبح إرثا يتم تناقله جيلا بعد جيل، مشيرة إلى أن أولادها يعرفون هويتهم جيدا وأن أحفادها سيدركون أسماء البلاد قبل عبرنتها وتهويدها.

بدوره، أشاد المخرج الفلسطينى محمد المصرى من قطاع غزة بوقفة القيادة المصرية والشعب المصرى وإصرارهم على دخول المساعدات إلى قطاع غزة وأن يتم علاج المصابين الفلسطينيين فى مصر.

وقال فى كلمته، إن إسرائيل تحاول تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدا أنهم لن يخرجوا منها ولن يتركوا أرضهم أبدا.

وقال المخرج الفلسطينى محمد المصرى «إحنا عارفين إنه فى وقت الحرب والسلم، لن يدخل لنا دعم إلا عن طريق مصر»، مشيرًا إلى أن كل فلسطينى يرغب فى العلاج يتوجه إلى مصر.