الثلاثاء 9 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحت نيران العدو

سيرة ذاتية مختصرة للواء أركان حرب حمدى الشوربجى

صدر حديثا عن دار العلوم للنشر والتوزيع بالقاهرة السيرة الذاتية لأحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر اللواء أركان حرب حمدى الشوربجى بقلم ابنه الدبلوماسى أحمد حمدى الشوربجى. وقد تخرج اللواء الشوربجى فى الكلية الحربية عام 1967 وكان الخامس على دفعته والثانى على سلاح المشاة برتبة ملازم وانضم لقوات الصاعقة المصرية.



ويستهل الكتاب بطولات البطل بمشاركته فى معركة رأس العش عام 1967 ضمن الكتيبة 43 صاعقة ضد القوات الإسرائيلية حيث تمكنت فصيلة صغيرة من الصاعقة المصرية من صد الهجوم الإسرائيلى المزود بالدبابات والمدرعات والطائرات فى حين كانت القوات المصرية لا تملك سوى الأسلحة الخفيفة لكنها كانت مؤمنة بعدالة قضيتها وووطنها لتظل بور فؤاد المكان الوحيد بسيناء الذى لم يحتله الاسرائيليون.

وكانت هذه المعركة تحمل رسالة رمزية مفادها أن مصر لم تمت ولن تيأس من استعادة كامل أراضيها وأنها قادرة على الدفاع عن أرضها وتستطيع نفض غبار الهزيمة وتحويله إلى نصر كبير.

كما شارك الشوربجى فى عمليات عديدة خلف خطوط العدو خلال حرب الاستنزاف تضمنت عملية نهارية قتل خلالها قائد المنطقة الجنوبية الاسرائيلى.

وكانت معركة رأس العش بمثابة  الشرارة التى أشعلت معارك بين مصر واسرائيل لمدة ثلاث سنوات سميت بحرب الاستنزاف نظرا لان الجانب المصرى قرر استنزاف العدو الاسرائيلى قدر المستطاع لحين التجهيز لحرب التحرير وأن مصر لن تتر العدو ينعم بخيراتها وسوف تكبدهم أقصى قدر من الخسائر لحين استعادة تراب سيناء بالكامل.

كما شارك البطل فى موجات العبور التى عبرت قناة السويس واقتحمت خط بارليف فى 6 اكتوبر سنة 1973 وسيطرت على حصن لسان بور توفيق حيث تم أسر 37 ضابطا وجنديا اسرائيليا وقتل العشرات.

 حيث عبرت جحافل من الطائرات المصرية لمهاجمة الضفة الشرقية للقناة تبعها قصف عنيف جدا من المدفعية المصرية وقررت القيادة العامة تأخير هجوم قوات الصاعقة حتى الساعة الخامسة عصرا لتخفيف الضغط على زملائهم الآخرين من قوات المشاة والافرع الاخرى للقوات المسلحة خاصة الفرقة 19 التى كانت تعمل فى الجانب الايمن للجيش الثالث الميدانى فقررت القيادة العامة تأخير عبور قوات الصاعقة ليحاول الاسرائيليون إرسال تعزيزاتهم ودفاعاتهم للنقطة الحصينة فى محاولة يائسة للابقاء على نقطة حصينة لم تدمر وهذا بالتالى كان سيخفف الضغط على القوات الأخرى فى المناطق المحيطة لأن القوات الاسرائيلية الاحتياطية كانت ستتحرك للمنطقة الحصينة بدلا من الاشتباك مع باقى القوات المسلحة المصرية فى اى مكان آخر، وبالفعل نجحت خطة القيادة المصرية فى سحب عدد لا بأس به من قوات العدو الاحتياطية نحو نقطة بور فؤاد الحصينة بعيدا عن قواتنا الاخرى التى تقوم بالهجوم.

ولكن هذا التأخير افقدنا عنصر المفاجأة بسبب تأخر عبور قواتنا ثلاث ساعات كاملة بناء على أوامر القيادة وكذلك كان العدو على استعداد تام لقواتنا.

كما شارك اللواء الشوربجى فى ايقاف الهجوم الاسرائيلى على مدينة السويس خلال عملية الثغرة ومنع القوات الاسرائيلية من دخول مدينة بور توفيق.

وكشفت الاقمار الصناعية الأمريكية عن وجود ثغرة بين الجيشين الثانى والثالث وأبلغت العدو الاسرائيلى بالمعلومة فى محاولة لقلب ميزان القوى لصالح اسرائيل على الارض فعبر ارييل شارون القناة وواجه بعض المقاومة الباسلة لكنها فشلت فى صد هجومه وكانت الاوامر الصادرة بعدم الانجرار الى اية معارك جانبية غير ضرورية.

والاشتباك فقط مع قواعد الدفاع الجوى،  وقام البطل الشوربجى بوضع 8 ألغام على مدخل مدينة بور توفيق على طول الجسر الذى تتحرك نحوه سبع دبابات اسرائيلية وقد كلف اللواء الشوربجى احد الضباط» الملازم احمد يحيى» بالذهاب فورا لقائد الكتيبة ليطلب منه ارسال دعم سريع خاصة ال ار بى جى المضاد للدبابات ولكنه فوجئ بعودة عشرة افراد فقط بدلا من فصيلة مقاتلة كاملة قوامها 25 مقاتل. 

وقد انفجر اول لغم وضعه اللواء الشوربجى ليلة 23 اكتوبرفى اول دبابة حاولت عبور الجسر فدمرها، وقام ضابط برفقته اسمه « طلبة» بضرب ال ار بى جى على العدو وبالفعل دمر دبابتين، فظن الاسرائيليون أن هناك كمينا منصوبا لهم وأن المنطقة بأكملها ملغمة فتوقفوا عن التقدم وبدأوا فى التراجع الى الخلف وانسحبت على الفور باقى الدبابات وفشلت فى اقتحام مدينة بور توفيق وانسحبت القوات الاسرائيلية خارج المدينة واكتفت بالتمركز عند استاد السويس القديم ومحاصرة مدخل المدينة وبذلك فشل الاسرائيليون فى اقتحام مدينة بور فؤاد للأبد.

واستمر عمل البطل بمقر قيادة قوات الصاعقة بعد انتهاء الحرب ثم حصل على دبلوم معهد الدراسات الاسلامية ،ثم تولى قيادة الكتيبة 103 صاعقة برتبة مقدم، ثم حصل على دورة أركان حرب، ثم انتقل بعدها بسنوات لقوات المشاة حيث عمل بقيادة الجيش الثانى الميدانى بالاسماعيلية (معسكر الجلاء) برتبة عقيد أركان حرب حيث حصل خلال هذه الفترة على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس.

ثم تولى منصب قائد اللواء 12 مشاة ميكانيكى مستقل وظل به حتى حصل على رتبة عميد أركان حرب.

 ثم حصل بعد ذلك على زمالة كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، ثم انتقل بعدها لمنصب رئيس شعبة التدريب والتفتيش بمقر قيادة قوات حرس الحدود، وأخيرا أتم تعيينه بمنصب رئيس اركان قوات الدفاع الشعبى والعسكرى حتى حصوله على رتبة لواء اركان حرب وتقاعده من الخدمة العسكرية عام 1995.