وزير السياحة والآثار: نتوقع موسمًا مبشرًا فى 2024

كشف أحمد عيسى وزير السياحة والآثار عن 5 عوامل تمكنت بها السياحة المصرية من مواجهة التحديات الفترة الماضية خاصة وسط الأحداث التى يمر بها العالم والمنطقة، مما حقق لنا نجاحات كبيرة فى 2023، والأرقام تشير إلى أن هذه النجاحات ستزداد فى 2024 الذى سيكون موسماً سياحياً مبشرا إلى حد كبير.

جاء ذلك فى لقاء موسع حضرته روزاليوسف وعقده عيسى مع الصحفيين المسئولين عن ملف السياحة والآثار فى مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أن العامل الأول والأهم أن مصر دولة سلام وطوال عمرها تنادى به ولا تعتد على أحد، وبناء عليه قادة العالم أحسوا بالدور المصرى وبات ذلك واضحاً تماما، وباتت معظم دول العالم المهمة المصدرة للسياحة لم تغير تعليماتها فى السفر لمصر، وبناء عليه كان الوضع الجيوسياسى لمصر له تأثير إيجابى كبير على صناعة السياحة ونموها.

والعامل الثانى يتمثل فى القطاع الخاص المصري، ومرونته وقدرته على التعامل مع الأزمات، والعامل الثالث هو الإجراءات التى قامت بها الوزارة ممثلة فى هيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع وزارة الطيران ومنظمى الرحلات المختلفة وتحركنا جميعا بسرعة، وكل هذا أصاب الهدف وتماشى مع العامل الرابع وهو أن المنتج السياحى المصرى مازال جاذبا جداً من حيث قيمته وأسعاره، والعامل الخامس المتمثل فى تطور سياسات وزارة الطيران وقدرتها على جعل المطارات المصرية أكثر جذبا لشركات الطيران العالمية.

 شهادات على أرض الواقع

وقال وزير السياحة والآثار: إن مشاركة مصر فى بورصات ومؤتمرات السياحة الدولية تحمل رسالات طمأنة للعالم لنجاح مصر فى تخطى العقبات، وهو ما أدى لهذه الانتعاشة الكبيرة التى شهدها شهرا أكتوبر ونوفمبر الحاليان والانتعاشة الأكبر المتوقعة فى 2024، حيث بدأت وزارة السياحة والآثار فى إنتاج فيديوهات لسائحين يروون شهاداتهم على أرض الواقع، عن تجاربهم السياحية فى مصر وما حاز على إعجابهم، وكيف استمتعوا بكل مكونات المنتج السياحى المصرى.

وأوضح أن هذا تطبيق لاستراتيجية الوزارة فى الذهاب مباشرة إلى السائح والاستماع إليه، وهذه الفيديوهات قمنا بتوزيعها على شركاء المهنة فى الدول التى تمثل اسواقا سياحية لمصر، كما أن هيئة تنشيط السياحة أرسلت خطابات من 11-15 أكتوبر الماضى لهؤلاء الشركاء وعددهم 300 من شركات السياحة المهمة فى العالم، ومضمون هذه الخطابات يتلخص فى أننا كشركاء معهم ندرك أن الضغوط زادت عليهم الفترة الماضية، وقد قمنا باتخاذ إجراءات فى سبيل ذلك، منها تصوير محتوى متمثل فى هذه الفيديوهات وسنتيحه لهؤلاء الشركاء كى يستخدمونه فى التعامل مع عملائهم من السائحين وشبكات التوزيع التى يعتمدون عليها فى تسويق برامجهم السياحية.

وذلك للتأكيد على أن الوضع فى مصر مستقر تماماً، ولم يتغير أى شيء فيما يتعلق بمكونات المنتج السياحى المصرى الذى يحوذ الإعجاب بالفعل وجميع السائحين يستمتعون بوقتهم فى مصر، وفى الأسبوع السابق لإرسال هذه الخطابات استقبلت مصر خلاله فقط 300 ألف سائح وذلك تحديداً حتى 11 أكتوبر وقد قضوا رحلاتهم كاملة فى مصر، وقد صورنا الفيديوهات مع مجموعة من هؤلاء السائحين، كما أخبرنا الشركات فى الخطابات أننا قمنا بزيادة ميزانية التسويق المشترك 100 ٪، وغيرها من إجراءات كثيرة قمنا بها للتأكيد على أن الوضع آمن تماماً للسائحين فى مصر.

وقال عيسى: إن شهر أكتوبر فيما يتعلق بالأرقام الفعلية للتدفق السياحى فهو أعلى بنسبة 8٪ من نفس الشهر العام الماضى 2022، وأكتوبر 2023 هو ثانى أعلى شهر أكتوبر فى التاريخ منذ بدء تسجيل الأرقام عن النمو السياحى سنة 2000، والأرقام الفعلية تشير إلى أن نوفمبر الحالى سيكون ثانى أعلى شهر أيضا مثل أكتوبر، حيث إن أعلى رقم كان فى أكتوبر 2010 وبلغ مليونا و450 سائحا استقبلتهم مصر فى هذا الشهر حينها، وكل هذا يؤكد أن الإجراءات التى اتخذناها على أرض الواقع كان لها مردود جيد ونتائج إيجابية كثيرة.

 خطة ناجحة لوزارة الطيران 

وقال وزير السياحة والآثار: إن استراتيجية الوزارة تعمل على 3 محاور هى: الطيران والتجربة السياحية والاستثمار فى الفندق والغرف السياحية، وفيما يتعلق بالطيران فهذا العام ارتفعت أعداد المقاعد القادمة إلى مصر بأكثر من 30%، وعدد الرحلات المنتظمة التى تأتى إلى مصر زاد بنسبة 10%، وعدد الرحلات الكلية ارتفع بنسبة أكثر من 30%، وهناك أكثر من 150 شركة طيران عارض ومنتظم من دول العالم المختلفة تهبط فى المطارات المصرية، والشكر لكل الزملاء فى وزارة الطيران على التسهيلات التى قدموها فى افتتاح مطار سفنكس غرب القاهرة، مما يؤكد تنامى القدرة المصرية على اجتذاب عدد كبير من شركات الطيران.

كما أنه ونتيجة التحسينات التى ادخلناها على برنامج تحفيز الطيران بداية هذا العام، نجحنا فى اجتذاب رحلات الطيران العارض، ونتيجة للسياسات الجديدة فى وزارة الطيران هناك نمو كبير فى عمل شركة مصر للطيران، والإعلان عن عدد الطائرات الجديدة التى تعاقدت عليها كان رسالة مهمة جداً وإيجابية لصناعة السياحة العالمية، حيث إن الشركات المصرية المملوكة للدولة مؤمنة بنمو الصناعة وقادرة على تحقيق الكثير.

ووزارة الطيران حققت نجاحات مهمة لصناعة السياحة بسبب تحسين الخدمات والمطارات، وما حدث العام الماضى فى ملف الطيران كان فارقاً كبيراً ومهما لصناعة السياحة، لأنه ببساطة لا أحد يحقق النجاحات بمفرده، وأكثر من 150 شركة استفادت من برامج تحفيز الطيران، ولم تحدث أى إلغاءات لحجوزات نتيجة الأحداث التى تشهدها المنطقة إلا فى نطاق المعدل الطبيعى ولم يؤثر ذلك على السوق السياحية المصرية 

# 2024 موسم سياحى مبشر

وأكد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار أنه بات المنتج السياحى المصرى يتم بيعه وتسويقه مثل الدول الكبرى فى صناعة السياحة، ونحن نتعاون فى ذلك بنجاح مع الشركات التى تحملت كثيرا من المخاطر فى سبيل تصنيع وتسويق المنتج السياحى المصرى لدى تجار التجزئة فى العالم، حيث قدمت الشركات فى سبيل ذلك حوافز كثيرة، ونحن نتواصل بصفة مستمرة أسبوعيا وشهريا مع منظمى الرحلات المهمين فى العالم، والأرقام تبشر أن عام 2024 سيكون سياحيا مبشرا جدا وأعلى من 2023 بكثير.

وقال: أثبتنا للشركات العالمية أن المنتج السياحى المصرى بفضل الجميع وتعاونهم هو منتج سياحى قوى وقادر على جذب السائحين من دول العالم المختلفة، حيث إن مصر كان بها 212 ألف غرفة فندقية فقط حتى العام الماضي، وبنهاية عام 2024 من المتوقع أن يصل أعداد الغرف الفندقية إلى 250 ألف غرفة، حيث إن هناك 25 ألف غرفة فندقية جديدة من المتوقع افتتاحها خلال الأشهر القليلة المقبلة.

كما أنه فى الفترة من يوليو 2022 وحتى نوفمبر 2023 هناك أكثر من 4000 غرفة فندقية جديدة دخلت الخدمة، كما أن عدد الفنادق المغلقة انخفض من 195 فندقا مغلقا من إجمالى 1226 منشأة فندقية مرخص لها إلى 170 فندقاً، حيث تمت إعادة تشغيل حوالى 5000 غرفة من إجمالى 24 ألف غرفة كانت مغلقة وأصبح العدد المغلق 19 ألف غرفة، وهناك حالياً 170 مركبا وفندقا عائما لديها تصاريح للعمل وهذا العدد زاد حالياً، وكل هذه مؤشرات إيجابية على نمو الطاقة الفندقية الفترة الماضية.

 القاهرة مُنْتَج سياحى مستقل 

وقال وزير السياحة والآثار: نعمل منذ شهور على خطة لتقديم القاهرة كمنتج سياحى مصرى بمفرده، وذلك على غرار ما هو موجود فى سوق السياحة العالمية، وهو منتج متمثل فى زيارات المدن ومهم الفترة القادمة للقاهرة كمنتج سياحى مستقل، حيث إنها حالياً يتم بيعها سياحياً لبرامج الغردقة أو المتوجهين إلى الأقصر وأسوان، والقاهرة هى المدينة الوحيدة فى العالم التى بها آثار باقية من مختلف الحضارات والعصور، وفيها أقل من 30 ألف غرفة فندقية أى أقل من 15٪ من مجموع الغرف الفندقية فى مصر كلها، لذلك وضعنا فى استراتيجيتنا أن نجعل القاهرة منتجا سياحيا مستقلا.

وفى سبيل تحقيق ذلك سنفتتح المتحف المصرى الكبير خلال الأشهر القادمة، وبداية من 1 ديسمبر سيتم افتتاح الدرج العظيم بالمتحف للتشغيل التجريبى والزيارات، وأدعو كل السائحين لزيارة المعرض التفاعلى للملك توت عنخ آمون فى المتحف وهو شيء رائع ومبهر وجاذب للزوار، كما لدينا خطة لإضافة تجربة سياحية جديدة فى قلعة صلاح الدين الأيوبى بافتتاح مزارات أثرية وسياحية جديدة فيها، مسجد سارية الجبل منذ شهور، وخلال شهر سنفتتح برجين بالقلعة وسيتم ضمهما للزيارة مع أسوار القلعة، بحيث تصبح مدة الزيارة من ساعتين إلى 5 ساعات، وهذا مع المطاعم والحمامات الجيدة، وهذا كله سيجعل زيارة القلعة تجربة أروع كثيراً.

ونخطط من إضافة هذه المكونات ألا تكون زيارة القاهرة ليلة أو اثنين للسائحين المتوجهين إلى الأقصر، وتصبح منتجا سياحياً مستقلاً لقضاء 4 أيام أو حتى اسبوع، ووزارة الإسكان تعمل حالياً على ماستر بلان جديدة من مطار سفنكس حتى منطقة آثار سقارة ونتعاون جيداً فى ذلك الموضوع، بحيث أن أى مستثمر قادم خاصةً فى السياحة يعرف جيداً ما تتضمنه المنطقة من مكونات وخدمات والفنادق والمطاعم وغيرها، وجميع القطاعات ستستفيد منها ونحن المستفيد الأكبر خاصة فى السياحة، وسيتم الإعلان عن هذا الماستر بلان خلال الشهر المقبل.

وأكد وزير السياحة والآثار أن المصرى البشوش فى خدمته للسائحين من أبرز عوامل الجذب السياحى لمصر وهو ما يتحدث عنه السائحون الذين يزورونها، ونحن بالفعل من أفضل الاماكن فى العالم خدمة للسائحين، حيث إن بشاشة الوجه وحسن الاستقبال من أبرز المزايا التنافسية لنا سياحياً على مستوى العالم، ومن أكثر الناس الذين التقيت بهم منذ تسلمى منصبى زميلى وزير السياحة السعودى أحمد الخطيب، ونحن متفقان أنه ليس بيننا تنافس بل تعاون وتكامل وتنسيق، وما نعمل عليه سويا هو المساحة الضخمة من التعاون المشترك لخدمة السياحة فى البلدين.