السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تاريخ بدأ بـ 3 آلات طبع من ميلانو

باحثة آثار إسلامية: مطبعة بولاق أثرت الحياة الثقافية فى مصر قبل 200 عام

ترجع فكرة إنشاء مطبعة فى مصر إلى عام 1230هـ/1815م، وهى السنة التى أرسل فيها محمد على باشا بعثة إلى إيطاليا البلد المتخصص فى الطباعة، ثم فى 1820م أنشئت أول مطبعة مصرية، وتم بدء العمل بها عام 1822م. 



ما سبق وأكثر كشفته شيماء محمود سالم باحثة دكتورة فى الآثار الإسلامية فى كتابها الرائع«المصاحف الأثرية الشريفة فى عصر الأسرة العلوية» الصادر عن المؤسسة الدولية للكتاب، ومعروض حاليًا بجناح المؤسسة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.

وتابعت فى كتابها: أراد محمد على باشا إنشاء مطبعة تحاكى مطابع الغرب الأوروبى وتساهم فى الحياة الثقافية من خلال طبع الكتب التى يحتاج إليها التلاميذ والطلاب، فأنشأ مطبعة بولاق فى المنطقة الواقعة بين وكالة الأرز والنيل التى أنشأها محمد على سنة ١٢٣٥ هـ/1820م، وبدأ العمل بها سنة ١٢٣٧هـ/ ١٨٢٢ م وألحق بها مدرسة، حيث وجه أمرًا إلى كتخدا بك بتعيين مدرس هندى لتعليم التلاميذ الخط وحروف الطباعة، وأنشأ بجوارها مصنعًا للورق «كاغد خانة» ضمن مشروعه الكبير لنشر الصناعة والعلوم الحربية على وجه الخصوص، وعين نيقولا المسابكى مديرًا لها، وذلك بعد أن عاد من البعثة التى أوفده لها بإيطاليا سنة ١٢٣٠ هـ/ ١٨١٥م لدراسة فن الطباعة. 

وقد اختلف كثير من المؤرخين حول تاريخ إنشاء مطبعة بولاق، لكن مصدرنا الأساسى فى هذا التاريخ هى اللوحة التذكارية على باب المطبعة وقت إنشائها، وفيها تاريخ الإنشاء، وهى لوحة رخامية طولها ١١٠ سنتيمترات، وعرضها ٥٥ سنتيمترًا، ونُقشت بحيث برزت عليها أبيات شعرية باللغة التركية.

ونصها: «حالا خديو مصر محمد على وزير أولنا مدار دولت صاحب المنح... آثار بى حسابنه ضد أيلدى دخى يا بدر دى أشبو مطبعة بى بو يله يرفرح.. هاتف سعيدة سو يلدى تاريخ تا متى دار الطباعة در هنرك مصدرى أصح».

وترجمتها للعربية» إن خديو مصر الحالى محمد علي، فخر الدين والدولة وصاحب المنح العظيمة قد زادت مآثره الجليلة التى لا تعد بإنشاء دار الطباعة العامرة، وظهرت الجميع بشكلها البهيج البديع، وقد قال الشاعر سعيد إن دار الطباعة هى مصدر الفن الصحيح».