السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القدوة الحسنة

القدوة الحسنة

فى السنوات الأخيرة أصبحنا نفتقد القدوة الحسنة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى وظهور ما يسمى البلوجر وغيرهم من الشخصيات الهلامية، التى تحرك الغرائز ولا تقدم ما يفيد المجتمع بل هناك عدد كبير منهم كل محتوياتهم تحض على الفحشاء والرذيلة حتى أصبحوا قدوة سيئة فى المجتمع لما يبثون من مواد سامة لا تثمن ولا تغنى من جوع.



وسط كل هذا يظهر لنا قدوة حسنة لفتت نظر الجميع فى مصر وفى العالم العربى والإسلامى متمثلة فى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فى موقف يظهر حقيقته التى ستظل راسخة فى الأذهان وتقول للجميع إنه مازال فى بلدنا قدوة حسنة متمثلة فى هذه الشخصية العظيمة وغيرها أيضا من الشخصيات مثل الدكتور مجدى يعقوب طبيب القلب الشهير والنجم محمد صلاح لاعب فريق ليفربول وغيرهم أكثر الله من أمثالهم، ودرس شيخ الأزهر ظهر واضحا وجليلا فى عزاء شقيقته رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها فالشيخ الجليل أقام عزاء فى مكان إقامته الذى يقيم فيه مع أفراد عائلته ولم يستأجر قاعة فخمة فى دار المناسبات أو أى مكان آخر فهو يستطيع أن يقيم عزاء فى أكبر وأهم الأماكن بل لو أشار الشيخ أحمد الطيب حفظه الله لأى من أصحاب الفنادق لاستئجار قاعة لكانت كبرى القاعات تحت أمره ولو أراد أن يأتى بأفضل المقرئين لفعل بل لجاء إليه كل القراء والشيوخ من كل بلاد العالم الإسلامى مجانا وهدية للشيخ ودعاية لهم ولو أراد أن يأتى بأفخم فرش لفرش القاعة التى سوف تستقبل الضيوف لتم فرشها بأفخم السجاد المصنوع من الحرير مجانا ولو أراد الشيخ أن يقيم مأدبة طعام للمعزين الذين يأتون له من كل مكان فى العالم لكانت مآداب الطعام من أفخم مطاعم مصر ومن أهم فنادقها مجانا لكنه لم يفعل ذلك على الإطلاق وجلس فى المكان الذى يجلس فيه مع أفراد عائلته لاستقبال ضيوفه فى أى وقت ولم نشهد أى ترف فى سرادق العزاء أو أى نوع من أنواع الغنى والترف بل شاهدنا عزاء كأى عزاء لأفراد أسرة بسيطة، شيخ الأزهر أراد أن يوصل رسالة للمتباهين بالسرادقات والباسطين أيديهم مع الأموات والآكلين لحق اليتامى أن يتركوا الإسراف والمباهاة ويلتزموا بشرع الله، شيخ  الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب أراد أن يخبر الجميع أن سمة العظماء هى التواضع وأن الإسراف والتكبر والمباهاة صفات ليست فى الإسلام وما فعله شيخ الأزهر فى عزاء شقيقته هو درس مجانى لنا جميعا بدون كلام فى التواضع والبساطة واليسر وعدم التعالى على الغير وعدم التباهى ليكون بالفعل هو وأمثاله من المتواضعين قدوة حسنة لنا جميعا كمصريين وكعرب ومسلمين والقدوة الحسنة لا تكون بالأقوال بل بالأفعال على أرض الواقع وفى وقت الشدة يظهر كل إنسان على حقيقته وعلى طبيعته ويضرب المثل للآخرين كيف يكون تصرفه وكيف يكون موقفه فى مثل هذه الأوقات العصيبة التى تحتاج من الإنسان أن يتصرف بسرعة فائقة دون أن يفكر بماذا سيحدث بعد ذلك .. تقبل الله من شيخ الأزهر صالح الأعمال ورحم الله فقيدته الكريمة وأنزلها منازل الشهداء والصالحين، وأكثر الله من أمثاله فى بلادنا وبلاد العرب والمسلمين.

وحفظ الله مصر شعبا وقيادة.