السبت 1 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدولة الفلسطينية

الدولة الفلسطينية

يمر فى هذا العام ستة وسبعون عامًا على قيام دولة إسرائيل التى قامت بعد اغتصابها واحتلالها أرض دولة فلسطين، ولقد جاء قرار مجلس الأمن الأخير بعدم قبول فلسطين عضو كامل فى الأمم المتحدة بعد استعمال الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو، مخيبًا لامال الداعين إلى السلام، وصدمة لمن يعرف تاريخ هذه البلاد، فمنذ مئات السنين كانت فلسطين دولة قائمة بذاتها وتنعم بالأمن والأمان فى ظل دولة الخلافة الإسلامية فى عهد الخلفاء الراشدين منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام ٦٣٦م والخلافة الأموية والعباسية والدولة الفاطمية ودولة المماليك إلى الدولة العثمانية لمدة ٤٠٠ عام من عام ١٥١٧ إلى أن سقطت فى أيدى القوات البريطانية عام ١٩١٧ أصبحت فلسطين مطمعا للحركة الصهيونية. وهى حركة سياسية أسسها الصحفى النمساوى اليهودى تيودور هيرتزل للتخلص من الاضطهاد المستمر  لليهود فى أوروبا على هذا الأساس كان هرتزل يدرس فكرة السيادة اليهودية، فنشر فى عام ١٨٩٦ كتابه «الدولة اليهودية» وذكر فيه أن أوروبا لا يمكن أبدا أن تقبل اليهود كمواطنين متساوين مع بقية المواطنين.



أستنتج هرتزل أن الحل الوحيد لمواجهة الحملة اللاسامية تتمثل بهجرة ضخمة لليهود إلى أرض يمكن لهم أن يعتبروها ملكا لهم، وحدد دولة فلسطين مكانا لقيام هذه الدولة بدعوى أن لليهود تاريخ قديم فى أرض فلسطين، وهرتزل هو الذى ابتكر عبارة إذا صدق عزمكم فهى ليست اسطورة»أى إذا صدق عزمكم ليس من الصعب تحقيق مانريده وهذه العبارة هى شعار دولة إسرائيل حتى اليوم ولتحقيق ذلك تم انعقاد المؤتمر الصهيونى الأول فى اغسطس عام ١٨٩٧م فى بازل بسويسرا والذى تم فيه وضع خطة تنفيذ إقامة الدولة، على أن بتم التقرب بكل الوسائل الى الدولة العظمى فى العالم فى ذلك الوقت أى بريطانيا لتحقيق هذا الهدف ولما رفض السلطان عبدالحميد الثانى إعطاء اى تسهيلات لهم فى فلسطين تم اقتراح أن تكون الدولة اليهودية فى أوغندا أو الارجنتين، وذلك يبن أكذوبة ما يرددونه عن فلسطين بأنها (أرض الميعاد).بعد وفاة هرتزل عام ١٩٠٤م تولى قيادة الحركة الصهيونية عالم الطبيعة اليهودى البريطانى حاييم وايزمان والذى اكتشف الاسيتون وتقرب الى بلفور وزير الخارجية البريطانى والذى أعطى اليهود وعد بلفور بعد سقوط فلسطين فى يد الإنجليز عام ١٩١٧م، وبعد وضع فلسطين تحت الحماية البريطانية عام ١٩٢٠م والتى شجعت هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين ويذكرنا التاريخ بأن أكبر مشجع ومساعد للهجرة اليهودية هو البريطانى تشرشل وزير المستعمرات فى ذلك الوقت والذى أصبح رئيسا للوزراء خلال الحرب العالمية الثانية.ادرك الشعب الفلسطينى هذا الخطر الصهيونى وقاوم بلا هوادة وبعد الحرب العالمية الثانية تلقى الصهاينة الدعم من أغلب الدول الاوروبية وأمريكا وروسيا ،وكان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٨١ والذى أُصدر بتاريخ ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧م ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى ثلاثة كيانات جديدة، كالتالى دولة عربية: تبلغ مساحتها ما يمثل ٤٢.٣% من فلسطين ودولة يهودية: تبلغ مساحتها ما يمثل ٥٧.٧% من فلسطين، ثم القدس وبيت لحم والأراضى المجاورة، تحت وصاية دولية أى أن هناك اعترافا دوليًا بدولة فلسطين منذ عام ١٩٤٧م، ثم جاء اليوم المشئوم عندما أعلن بن جوريون قيام دولة إسرائيل فى  يوم ١٥ مايو عام  ١٩٤٨وفى نفس اليوم اعترفت بها الولايات المتحدة الأمريكية.