3 كنوز أثرية معدنية تستحق المشاهدة فى المتحف الإسلامى
علاء الدين ظاهر
يزخر المتحف الإسلامى بالقاهرة بكنوز كثيرة تعد من الروائع خاصة فيما يتعلق بمادة صناعتها وأصحابها، ومنها 3 قطع أثرية معدنية كشف لنا حكايتها أبو العلا خليل المؤرخ والباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية.
من هذه الكنوز مقلمة السلطان المنصور محمد بن السلطان المظفر حاجى «٧٦٤هجريا / ١٣٦٣م»، وكانت المقلمة من مؤشرات المعرفة عند العرب، ومن أثمن ما وصل لنا من كنوز التحف المعدنية مقلمة فخمة رائعة تنسب للسلطان المملوكى المنصور محمد ابن السلطان المظفر حاجى ابن السلطان الناصر محمد ابن السلطان المنصور قلاوون.
والمقلمة من النحاس المكفت بالذهب والفضة، ومزخرفة من الداخل والخارج، وعلى جانب المقلمة من الخارج كتابة بالخط النسخ على قاعدة من الزخارف النباتية الدقيقة، ويقطع هذا الشريط الكتابى جامات متعددة الفصوص فى المركز وفى الأركان تشتمل على طيور ناشرة الأجنحة.
وأما داخل الغطاء مزين بكتابة بالخط الكوفى المجدول المضفر، وتتوسطها جامة مفصصة مركزية بداخلها خرطوش تحيط به طيور محلقة، وشريط ضيق به كتابة نسخية باسم هذا السلطان وألقابه، وعلى حافة الصندوق من أعلى فراغات أحدها تعرف بالمحبرة لوضع الحبر، والأخرى تعرف بالمرملة كما تعرف بالمتربة أى مكان التراب أو الرمل لتجفيف المداد، وصاحب المقلمة السلطان المنصور محمد بن السلطان المظفر حاجى ابن السلطان الناصر محمد ابن السلطان المنصور قلاوون.
أسد برونزى
شهد العصر الفاطمى ازدهارًا فى صناعة التحف المعدنية، وأشار المؤرخون والرحالة الذين زاروا مصر إلى ما كانت تحويه قصور الفاطميين وأسواق القاهرة والفسطاط من تحف ومشغولات معدنية كثيرة ومتنوعة الأشكال والأغراض، ومنها فى المتحف الإسلامى تمثال أسد من البرونز من العصر الفاطمى ق6هـ / 12م، وارتفاعه 21سم وطوله 20سم.
والتمثال فى الأصل رأس نافورة على شكل أسد فى وضع نصف رابض، والفم مفتوح تندفع منه المياه إلى الأمام، وللأسد أذنان مستديرتان وعلى جبهته شريط محفور وعيناه جاحظتان، وكذلك مقدم أنفه، ويمتد على صدغيه شاربان كثيفان، ورجلاه الأماميتان غليظتان وركبتاه بارزتان، والذنب مضفور يمثل هيئة حبل وينتهى برأس تنين.
صينية المظفر
وهناك فى المتحف الإسلامى أيضًا صينية الملك المظفر يوسف بن عمر، ومصنوعة من النحاس المكفت بالفضة، وصاحبها هو الملك المظفر شمس الدين أبوالمحاسن يوسف بن السلطان الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول التركمانى الأصل، وهو ثانى سلاطين أسرة بنى رسول ببلاد اليمن.
ومن المقتنيات العديدة فى المتحف المعدنية المنسوبة لسلاطين بنى رسول هذه الصينية، حيث تقول عالمة الآثار الإسلامية الكبيرة أ.د.سعاد ماهر:كان سلاطين بنى الرسول الذين حكموا اليمن من سنة 626هـ / 858هـ - 1229م / 1454م فى معظم الأحيان على وفاق سياسى وعلاقات طيبة مع سلاطين المماليك بمصر منذ منتصف القرن السابع الهجرى، لذلك فقد كانت هذه التحف المعدنية تصنع بإسمهم فى القاهرة، لذلك فهى من الناحية الفنية تتبع الأسلوب المملوكى.
وكانت مثل هذه الصوانى النحاسية تستخدم لحمل الطعام أو للقلل الفخارية المستخدمة فى تبريد مياه الشرب، وهذه الصينية من النحاس وعليها بقايا تكفيت بالفضة، وبوسطها جامة كبيرة تضم سبع مناطق مستديرة بداخلها رسوم أشخاص وقيل إنها تمثل الكواكب والبروج.






