السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

أنا خائفة

الأعمال للفنان ناثان دوس



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

أنا خائفة

 

قصة قصيرة

 

كتبتها - مروة أبو فاتى

 

(تقول فاطمه أحد نزلاء المصحة النفسية) مازال خوفى مصدرا لتعطيلى بأشياء كثيرة فى حياتى، فمنذ صغير وأنا أشعر بالخوف والإقدام على شىء ما ولا أعرف ما السبب إلى الآن حتى وأنا بالستين من العمر لم أتواصل للسبب!

لكن ربما يكون السبب الرئيسى فى ذلك هو أُمى، لن أنسى شكل أُمى عندما تركنا أبى ورحل وبُكاءها المُستمر، ومن بعدها وهى تخاف على من كل شىء وأى شىء، دخلت المدرسة بصعوبة كنت أخاف من التقرب بزميلاتى وأتحاشى التحدث معهن إلا فى أضيق الحدود. 

سيطر على الخوف بشكل كبير وعندما وصلت إلى مرحلة الثانوية العامية وصلت درجة خوفى إلى الذروة حتى أننى أُغشى على ليلة الامتحان واجتزت الامتحان بصعوبة بالغة ثم التحقت بكلية أقل بكثير من إمكانياتى ودخلتها بالفعل.

كانت سنوات الكلية مثل سنوات الدراسة أتجنب كل شىء وأى شىء ولكنى كنت ألجأ دائما إلى القراءة التى تأخذنى من عالمى الحقيقى إلى عالم الخيال، فبخيالى مرة أكون قائدة وأخرى طبيبة تشفى المرض ومرة عندى كثير من الأصدقاء ومرة حبيبة وعاشقة.

وتلك هى المُشكلة، وأنا بمكتبة الكلية التى كنت أجلس بها دائما فى أوقات فراغى كان هو مثلى ويتابعنى وينظر إلى من خلف الكتاب وأنظر إليه أيضا من خلف الكتاب، كان يكبرنى بدفعتين، وبيوم ما اقترب منى وجلس أمامى وتحدث معى كنت أُريد أن أنسحب ولا أرد عليه ولكنى تمالكت نفسى بصعوبة ورددت عليه ثم تجاذب معى أطراف الحديث عن الكتاب الذى اقرأه، والعجيب أننى لم أشعر بالخوف وأنا معه بل شعرت بطمأنينة لم أشعرها منذ طفولتى. 

ومرت الأيام وتخرجنا من الجامعة ثم التحق بعمل مناسب وأصبحت لا أشعر بالأمان إلا مع حبيبى، اعترف لى بحبه العميق شعرت أن الدنيا ملك يدى ونسيت الخوف، إلى أن عاد مرة أُخرى عندما طلبنى للزواج وقتها عاد إلى الخوف بشكل غير طبيعى وبدأت أبعد عنه، ولكنه لم يتركنى وألح على كثيرًا إلى أن جاء يوم وقولت له بكل بجاحة من شده خوفى ابتعد عنى أنا لا أريد الزواج، نظر إلى نظرة لن أقدر على نسيانها مهما حييت، والآن أجلس بمفردى بعد أن بدأت رحلتى النفسية بأحد المراكز النفسية لعلاج (مرض الرُهاب) أتجرع آلام الوحدة وفقد الأمان والحب لأن خوفى كان أكبر من حُبى.