الأحد 3 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فنلندا» تختار بين «ألكسندر ستاب» و«بيكا هافيستو» لرئاستها

تنتظر فنلندا رئيسًا جديدًا على وقع سباق انتخابات رئاسية بين رئيس الوزراء السابق ألكسندر ستاب ووزير الخارجية السابق بيكا هافيستو، لتولى منصب بات يحظى بأهمية إضافية بعد انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسى (الناتو).



وأدلى الناخبون فى فنلندا بأصواتهم أمس فى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. 

ودعا نحو 4.3 مليون شخص للاختيار بين المحافظ ستاب الذى تصدّر الدورة الأولى التى أجريت فى 28 يناير بنسبه 27.2% من الأصوات، وهافيستو المنضوى فى حزب الخضر لكن يخوض الانتخابات كمرشح مستقل، وكان قد حصل على 25.8% الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن صلاحياته محدودة مقارنة برئيس الوزراء، فإن الرئيس الذى ينتخب لولاية من ستة أعوام يوجه السياسة الخارجية بالتعاون مع الحكومة، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وبات المنصب أكثر أهمية فى ظل التوترات الجيوسياسية فى أوروبا منذ بدء موسكو غزو أراضى أوكرانيا فى فبراير 2022، وانضمام فنلندا التى تتشارك حدودا مع روسيا طولها 1340 كيلومترًا، إلى حلف الناتو.

وبقيت فنلندا محايدة طوال الحرب الباردة، لكنها تخلت عن هذه السياسة التى اعتمدتها لعقود طويلة، بعد الغزو الروسى لأوكرانيا.

وانضمت هلسنكى إلى حلف شمال الأطلسى العام الماضي، فى خطوة أثارت استياء روسيا، التى لوحّت باتخاذ «إجراءات مضادة».

والشهر الماضي، أعلنت الحكومة الفنلندية تمديد إغلاق حدودها مع روسيا الذى فرضته عقب الارتفاع فى تدفق المهاجرين وهو ما وصفته هلسنكى بأنه «هجوم روسى هجين».

ورأى محللون أن انضمام فنلندا حديثًا إلى الناتو يزيد بشكل واضح من أهمية الانتخابات الرئاسية.

وقالت أستاذة العلوم السياسية فى جامعة هلنسكى ثيودورا هليماكى: إن «انضمامنا حديثا إلى الناتو يكتسب أهمية كبيرة»، لأن المقاربة التى ستعتمدها فنلندا حيال المسألة «ستكون إلى حد كبير مهمة الرئيس الجديد».

وفى استطلاع للرأى أجرته القناة التليفزيونية العامة، الخميس، حصل ستاب على 54% من نوايا التصويت لدى الناخبين، مقابل 46 لهافيستو.

ويتشارك المرشحان، اللذان سبق لكل منهما أن تولى منصب وزير الخارجية، المقاربة نفسها حيال التعامل مع روسيا، وهما يؤيدان تشديد العقوبات الغربية التى فرضت على موسكو على خلفية الهجوم على أوكرانيا.

وقال هافيستو فى مناظرة تليفزيونية ليل الخميس: «يمكن للاتحاد الأوروبى القيام بالمزيد لمساعدة أوكرانيا».

بدوره، رأى ستاب أن «طريق أوكرانيا هو طريقنا، وحاليًا هم يقاتلون من أجل حرية كل الأوروبيين. يستحقون كل الدعم الذى يمكننا تقديمه لهم».

وكان الرئيس السابق ساولى نينيستو، الذى تولى المنصب اعتبارًا من عام 2012 ولا يحق له الترشح بعد ولايتين متتاليتين، أكثر القادة الأوروبيين تواصلًا مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وهو تولى إبلاغه شخصيًا فى اتصال هاتفى عام 2022 قرار بلاده الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ومنذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بين فنلندا وروسيا بشكل كبير، وانقطع التواصل المعلن بين قيادتى البلدين.

وأعطت فنلندا، العضو فى الاتحاد الأوروبى ومنطقة اليورو، الأولوية فى مرحلة ما بعد الحرب الباردة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا، أملًا بأن ينعكس ذلك زخمًا ديمقراطيًا.