الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المايسترو هشام جبر فى حوار لـ«روزاليوسف» على الحجار يمتلك إمكانيات صوتية تمكنه من إعادة إحياء التراث الموسيقى

لم يكتف المايسترو هشام جبر بكونه قائدا موسيقيا احترف القيادة لأوبرات عالمية وأوكسترا سيمفونى على مدار سنوات طويلة، بينما يمتلك هذا الرجل فيضا من الموهبة والإبداع يؤهله إلى احتراف القيادة والتأليف والتوزيع الموسيقي، استعان به الفنان على الحجار فى إطلاق أولى حفلات مشروعه الفنى الضخم «100 سنة غنا» لإعادة توزيع ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب مع أوركسترا ضخم، درس جبر فن قيادة الأوركسترا فى كل من «مصر وفرنسا» مع مجموعة من قادة الأوركسترا المرموقين مثل كريستوف مولر، دومينيك رويتس، جان جاك فرنر، أحمد الصعيدى، كما شارك كقائد للأوركسترا ومؤلف موسيقى مع العديد من الفرق العالمية والمؤسسات الفنية الشهيرة، عن الحفل وأهمية المشروع وأبعادة قال هشام جبر فى هذا الحوار.. 



■ كيف كان شكل الاتفاق على المشروع مع الفنان على الحجار؟

- لم يكن هناك اتفاق حول المشروع بالكامل، كان الاتفاق حول هذا الحفل فقط، لكن هو ثانى مشروع أتعاون فيه مع الفنان على الحجار، أيام فترة الكورونا كنت أقدم مشروعا بعنوان «أصداء الأندلس» بتكليف من مؤسسة أبوظبى للثقافة والفنون اقترحت وقتها على على الحجار الغناء فيه، قدمنا 18 موشحا اندلسيا فى توزيع اوركسترالى، وسجله على الحجار لحساب مؤسسة أبوظبى للثقافة والفنون، كانت الحفلات «أون لاين»، نجحت نجاحا كبيرا، ثم عندما فكر فى مشروع «100 سنة غنا» دعانى لتقديم حفل عبد الوهاب وبدأنا التعاون معا.

 ■ قدم الحفل فى شكل وتوزيع أوركسترا سيمفونى كيف تمكنت من تقديم موسيقى شرقى فى قالب غربى؟

- بالفعل نحن قدمنا المشروع بتكوين أوركسترا سيمفونى حقيقى، وبأسلوب التناول السيمفوني، ويعتبر هذا المشروع الرابع بالنسبة لى فى هذا المسار، سبق وأن قدمت حفلا لأم كلثوم ضمن فعاليات مهرجان بعلبك بمناسبة مرور 50 سنة على غناء أم كلثوم فى مهرجانات بعلبك بلبنان، نجح الحفل نجاحا كبيرا، حتى أن الصحف والمقالات التى هاجمت الفكرة بأننا نعبث بتراث أم كلثوم قبل انطلاق الحفل تراجعت عن الهجوم، كتب حوالى 43 مقالا منها 11 مقالا يمتدح الحفل من 11 صحفيا انتقدوا الفكرة، كما أن مهرجانات بعلبك لديها قاعدة حديدية تسير عليها منذ تأسيسها عام 69 حتى 2019 أن الفنان الذى يأتى فى دورة لا تتم دعوته السنة التالية مباشرة، لابد أن يمر على مشاركته عامين كاملين بينما تمت دعوتى للعام الثانى على التوالى لتقديم نفس المشروع بنفس الشكل لعبد الحليم حافظ، نجحنا نجاحا أكبر وأعيد الحفل بأبو ظبى والسعودية لمدة خمسة ليال متتالية كامل العدد، بعدها قدمت «أصداء الأندلس» ثم اليوم محمد عبد الوهاب، هذه تجربة يمر بها الكثير من الشعوب لأن الأوركتسرا السيمفونى وعاء أو وسيط يتم تحميله مثل الفلاشة أو «الهارد دسك» من الممكن وضع أى شىء عليه.

■ المعروف أن الألحان الشرقية ذات لحن واحد.. كيف تم وضعها على أوركسترا سيمفونى متعددة الأصوات والألحان؟

- الموسيقى الشرقية بالأساس لحن واحد كل الفرقة الموسيقية تشترك فى زخرفة اللحن وخدمته وجعله أكثر زخرفة، بينما الأوركسترا السيمفونى بصفة عامة.. مجموع كلى لكثير من الألحان والهرمونيات والألحان المضادة، هناك لحن ونفس الوقت لحن آخر مضاد له وايقاعات، هى مجموع كلى لعدد من الخطوط المتوازية التى تحدث فى نفس الوقت، بحيث لا تتعارض مع اللحن الأصلى خاصة فى حالة الموسيقى الشرقية أكون حذرا وحريصا ألا تطغى المغامرة السيمفونية على اللحن الأصلى لأن الأذن العربية لابد أن تقطع مسافة مناسبة حتى تتذوق شيئا معقدا أكثر من ذلك هذا، ما حرصت عليه مع كل الألحان المضادة والخطوط المتوازية أن يظهر اللحن الأساسى على السطح ويكون المسيطر دائما.

■ ماذا تعنى بالألحان المضادة؟

- الموزع هو من يضع الألحان المضادة على سبيل المثال فى «يا ورد مين يشتريك» المقدمة لها لحن ثم تسمعين لحنين كلاهما عكس الآخر فى نفس التوقيت يردان على بعضهما البعض لكنهما يسيران فى نفس الوقت، وهذا شكل من اشكال البولوفونية أو تعدد الألحان، هذا نمط أو أداة من أدوات التوزيع الأوركسترالي، هناك كوردات أو هارمونيات تكون أكثر من نوتة مختلفة تلعب فى نفس الوقت تحت اللحن الأساسى تمنحه ثراء وبعدا ثالثا، كأن اللحن مجرد رسما بالقلم الرصاص، من الممكن أن يكون بديعا بينما التوزيع يمنحه ألوانا أكثر ومستويات متعددة، مثل الفرق بين الصورة ال2 دى او ال3 دى نفس الصورة بينما هنا نمنحها بعد وعمق أكبر.

■ هل كان من السهل تطويع ألحان محمد عبد الوهاب على الأوركسترا السيمفونى خاصة وهو كان يستعين بأشكال غربية فى موسيقاه؟

- أحب أن أوضح معلومة أو ألفت النظر إلى شىء مهم عبد الوهاب انفتح على الموسيقى الغربية فى بعض الأماكن، بينما لديه مناطق أخرى عربى شرقى «قح» مثل «عذابى فى هواك يرضيهم».. هذا الجزء يشبه مثلا أعمال التراث من 200 أو 300 سنة، أحيانا كان يذهب للغربى فى مقدمة «ياورد مين يشتريك» المقدمة فيها إحساس غربى لكن الغناء شرقى للغاية، وبالتالى كان من أصعب المشاريع التى قمت بتوزيعها بهذا الشكل.

■ لماذا؟

- السبب الأول أن لديه قدرة رهيبة لأنه مغنى وملحن.. والملحن عادة تكون لديه معرفة أعمق بالموسيقى من المطرب، ولأنه ملحن كان يغنى غناء صعبا للغاية، لأنه مرتكز على حصيلة معرفية نادرا ما تتوفر لغيره.. كانت زخرفاته أصعب بكثير.. اختياراته للمقامات التى قام بغنائها أصعب.. كما أن انتقاله من الخفيف الغربى إلى العربى التراثى القديم كان مفاجئا.. حتى أنه أحيانا كان يسقط فى يدى.. كنت أتوقف وأفكر.. «ودى هتكتبها ازاى دى يا حسين».. أفكر كيف أخلق جسرا قصيرا وسريعا بين اللونين الغربى والشرقى، لأنه كان ينفذها وحده فى لحظة مع فرقة صغيرة تسير وراءه دون التفكير أو الانشغال بأنه قد يتم توزيعها على أوركسترا فى يوم من الأيام، لم يكن لديه هذا القلق، لأن الأوركسترا السيمفونى مثل القطار يأخذ وقتا حتى يتوقف ووقت آخر حتى ينطلق، الانتقالات المفاجئة كان لابد لها من تفكير عميق، كما أن لديه الكثير من الصعوبات اللحنية بالإضافة إلى أنه المطرب والملحن فكانت لديه الحرية المطلقة فى الإرتجال، كيف تمنحين الحرية للمطرب بحيث لا يحجمه الأوركسترا وفى نفس الوقت لا يتركه بمفرده حتى ينتهى من هذا الارتجال، كان لابد أن أجد حلولا حتى يسير الأوركسترا الذى يحسبها بدقة مع شخص حر للغاية، هذه أحد التحديات التى واجهتنى فى موسيقى محمد عبد الوهاب حتى أجد لها حلولا.

■ كان اصعب من أم كلثون وعبد الحليم والموشحات الأندلسية؟!

- بكل تأكيد كان أصعب أو نوع مختلف من الصعوبات لم أواجهه من قبل، بينما كان أيسرهم عبدالحليم لأنه مطرب خفيف ليس وزنا تصنيف صوته «تينور» خفيف خصوصا وأننا اختارنا أغانى أفلام زمنها محدود قصير وايقاعها ثابت، ليس هناك توقف وارتجالات أو موال أشبه بالأغنية الغربية، بجانب حب عبد الحليم لفكرة التوزيع الأوركسترالى، وبالتالى كانت لديه أعمال موزعة من يلحن له يضع فى حسبانه إمكانية توزيعها، كما أنه لم يتوسع جدا فى جزئية «السلطنة» لذلك المشروع كان نسبيا سهل.

■ هل «السلطنة» أصعب جزء فى التوزيع على الأوركسترا؟

- ليس صعبا فى الكتابة، بينما أصعب فى إيجاد حلول، من الممكن أن أقدم توزيعا ضخما للأماكن المهيئة لذلك لكن التى ليس لها «بييت» واضح لابد أن أفكر لها فى حلول مقبولة تقنيا، أن توصلنا من مرتبة للأخرى دون أن نفقد الصلة مع المطرب ودون أن نحجمه أو نخنقه حتى نضمن السلامة، لأن الارتجالات تشبه القفز فى بحر لابد أن نضمن كيف يقفز الأوركسترا ويعوم ثم يخرج من البحر فى نفس اللحظة معا ويهبط على «الدوم» القادم.

■ ما الفارق بين الموشحات والأغنية العادية؟

- الموشح أتصور إن لم أكن مخطئا هو أقدم أنواع الموسيقى العربية القالب نفسه أقدم قالب وصل إلينا، لأن الحضارة العربية حضارة شفيهة والموسيقى ليست استثتناء تنتقل شفيها كما أن العرب لم يهتموا اهتماما كبيرا بفكرة التنويت أو كتابة النوتة، حتميا كانت هناك اشكال وانماط عديدة ظهرت ولم نعلم عنها شيئا، وأقدم شكل وصل لنا الأندلسى الذى ظهر حوالى 800 سنة، والموشحات فى مجملها أغان تتحدث عن الحب، الفقد، والولع.. الموشح قصير نسبيا لا يحتوى على مذهب وكوبيله، هو جزء واحد أقصر كثيرا لا يحتوى على الأقسام العديدة للأغنية الجزء الباقى منها عادة دينية مثل مديح الرسول، تركيبه البنائى ابسط من الأغنية العربية التى تعارفنا عليها من مائة سنة أو أكثر.

■ هل من الصعب أن يقبل أى مطرب على غناء أعمال عبد الوهاب؟

- عبدالوهاب يحتاج شخص لديه خلفية قوية عن الموسيقى العربية، وعلى الحجار من القلائل الذين تربوا تربية موسيقية منضبطة بسبب والده الفنان الراحل إبراهيم الحجار، كان أهم مدرب صوتى فى تاريخ الموسيقى العربية، وبالتالى على الحجار تعلمها جيدا وهذا النوع من الموسيقى يحتاج إلى مطرب تعلمها صح.

■ كيف ترى الفائدة الفنية من وراء هذا المشروع؟

- هذا المشروع فرصة جيدة جدا لإعادة التذكير بالكنوز التى نمتلكها، وأن يتم وضعها فى قالب محترم أو الشكل الذى يليق بها، للأسف الشديد بدأنا ننسى حجم مصر الكبير فى الموسيقى، والفن المصرى بشكل عام، لسنا فقط سباقين أو مجرد دور ريادى بينما الفن المصرى فن فخم، الموسيقى المصرية بديعة، التراث الغنائى المصرى لابد أن يتم وضعه فى نصابه الصحيح الذى يستحقه، أتمنى أن تترجم محصلة هذا المشروع الطموح الممتد إلى تغيير نظرة الناس للموسيقى المصرية ويعودوا لإدراك مدى متعتها وفخامتها لأن ليس لها مثيل.

■ من الذى تتمنى إعادة توزيع ألحانه بعد محمد عبد الوهاب؟

- بعد عبد الوهاب أى شىء سيكون سهلا، بالتأكيد أتمنى «بليغ.. بليغ.. بليغ حمدى»، رياض السنباطى، وبالطبع سيد درويش وهذا الرجل من الممكن أن نقدم له مجموعة حفلات وليس حفلا واحدا، سيد درويش دائما يعامل على أنه المجدد الذى خرج عن المألوف، بينما لايعلم كثيرون أن حتى عمله التقليدى كان فيه أستاذ الأساتذة، الأدوار العشرة التى قدمها من أحسن وأهم وأعقد وأنبل عشرة أدوار فى تاريخ الموسيقى، الدور شىء طويل عريض يحتوى على غناء.. مذهب.. وكوبيله.. ومذهب.. ثم يرتجل وييرد عليه الكورال، ثم يرتجل مرة أخرى.. ويعيد الكورال الرد عليه.. ثم يقفل فى النهاية بالرجوع إلى اللحن الأصلى، فى 100 سنة غنا من الممكن أن نقدم حفلة للأدوار، وأخرى للموشحات، أهم موشحات مثل «يا شادى الألحان» كانت تلحين سيد دوريش، وطاطيق ثم المصيبة الكبرى المسرح الغنائى ليس له آخر، هناك 27 مسرحية غنائية قدم فيها كل شيء، وكذلك زكريا أحمد، محمد فوزى هذا رجل يقدم عنه حفلا ودراسة ومؤتمرا، ومنير مراد حدوتة كبرى وكثيرون عندما نتذكر كل فرد سنجد أشكالا مختلفة ومتعددة من الموسيقى.

■ هل ترى أن سيد درويش ظلم فى إدراك حجم إبداعه الموسيقى؟

- كتب عنه مؤرخ من أهم مؤرخي الموسيقى العربية الدكتور فيكتور سحاب مؤرخ كبير، ألف كتاب مهم قال فيه جملة اتفق معه 100 بالمائة قال.. «ما يظلم سيد درويش رغبتنا فى اسقاط المعانى التى نريد اسقاطها عليه» بمعنى أنه قد يدعى الكثيرون علمهم به، لأنه اشتهر بالمجدد حسب السمع، وبالتالى أصبح سهل على الناس ادعاء معرفته دون أن تعرفه بشكل حقيقى.

■ تمتلك مزيجا متفردا يجمع بين القدرة على التأليف الموسيقى والقيادة ومهارة التوزيع حدثنا أكثر عن الخلفية الفنية التى منحتك كل هذا الثراء؟

- وأنا مازلت طفلا أبلغ أربع سنوات.. أعتلى كرسيا بالمنزل واطالب الجميع بالانتباه والصمت لأننى سوف أقوم بغناء قصيدة «قارئة الفنجان» دون أن أفهم منها شيئا..وعند الانتهاء من مقطع «مفقود مفقود يا ولدي» لابد أن يصفق الجميع ، ثم بلغت خمس سنوات وقتها ادرك والدى أن لدىَّ شيئا متعلقا بالموسيقى، كانت الدكتورة رتيبة الحفنى قد أسست كورال الأطفال بالأوبرا التحقت به حتى بلغت السن القانونية للتقديم فى الكونسيرفتوار بالصف الثالث الإبتدائي، درست حتى التخرج لكننى كنت مستغرقا تماما فى الموسيقى الغربية ولا أخفى سرا أننى كنت غير منجذب للموسيقى العربية، أرى دائما أن الموسيقى الغربى ضخمة معقدة ومتعددة الأصوات، بينما الشرقية لها لحن واحد وليس لها ابعاد، حتى بلغت سن الأربعين بدأت انتبه وأنا جالس فى أحد المقاهى لصوت أم كلثوم فى الخلفية كان لدىَّ اعجاب داخلى ضد تفكيري، شيء داخل قلبى ذهب تجاه ام كلثوم ثم فيما بعد مع الوقت وجدت نفسى احب أم كلثوم، وفى عام 2017 حضرت مؤتمرا بالصين قابلت مديرة مهرجانات بعلبك، وقالت لى أنهم يحتفلون هذا العام بمرور خمسين سنة على آخر مرة غنت فيها أم كلثوم بمهرجانات بعلبك، كانت لدى إجابة جاهزة  دون تردد قلت أن أم كلثوم تم تقديمها بأشكال مختلفة «راب»، «هيب هوب» و«دانس ميوزيك»، القالب الوحيد الذى لم تقدم فيه الأوركسترا السيمفونى، لم تتصور الفكرة ثم أخبرتنى بعد شهور أن أجهز نفسى وأحضر إلى لبنان لشرح الفكرة على الإدراة، ذهبت وشرحت الفكرة، بدأت اشتغل على الأغانى ثم تحولت إلى درويش من دراويش أم كلثوم، ومنها إلى كل الموسيقى العربية، أظن أن المصريين بالخارج أحيانا تأتى عليهم لحظة الساعة البيولوجية تنتبه بضرورة العودة إلى أرض الوطن.. شعرت أننى «عاوز أروح» وهذا حدث لى بشكل موسيقى أصبحت ادندن موسيقى عربى، قمت بتوزيع سبعة أغانى.. فكرونى، أمل حياتى، انت عمرى، سيرة الحب، حيرت قلبى، أغدا القاك، الف ليلة وليلة فى هذه الأغنية بليغ حمدى صنع مقدمة مدروسة لتشويق المستمع حتى تصل إلى «يا حبيبى» تشعر وأنك تستلم له على الفور، كان مهندسا يرتدى المغنى وكأنه يرتدى جاكيت ترزى لم يتكرر.

■ كيف ترى مستقبل هذا المشروع؟

- أتمنى أن يستمر وأن يأخذ المكانة التى يستحقها بالتراكم لأنه سيخلق نوعا مختلفا من التعاطى والسمع، الجمهور سوف يعتاد سماع الموسيقى بشكل مختلف كما من الضرورى أن نفهم قيمة الشىء الذى نمتلكه، إذا كان لديك سكينة مطبخ ألفتى استخدامها ثم جاء شخص يؤكد لك معلومة أنها فضة خالصة وكانت ملكا للويس الرابع عشر، سوف تدركين فورا مدى أهميتها وقيمتها الكبرى، هذا المشروع إذا استمر وتراكم من شأنه أن يخلق هذا الوعى بالموسيقى العربية، أتمنى أن تمتلك الأوبرا النفس الطويل للاستمرارية، وتتبناه بشكل مكثف للنهاية، لأننا سنشعر بقيمته بعد عشرين أو ثلاثين حفل من هذا النوع حتى تتكون ذائقة سمعية جديدة وهذا يحدث بالتراكم.