الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شهداء الوطن.. فى موتنا حياة للوطن

شهداء الوطن.. فى موتنا حياة للوطن

يحتفل الشعب المصرى العظيم خلال هذا الشهر، بيوم الشهيد، والذى يوافق يوم التاسع من شهر مارس، ذكرى استشهاد أيقونة الشهداء الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف، والذى استشهد بين أبنائه من ضباط وجنود القوات المسلحة فى الصفوف الأمامية للجبهة يوم 9 مارس 1969، وهو أمر ليس بجديد على قادة الجيش المصري، فهم دائمًا فى مقدمة المعارك، فإذا كان لكل أمة صفحة مكتوب فيها بحروف من نور أسماء الأبطال الذى ضحوا بحياتهم فداءً لوطنهم، والذين بذلوا كل غال ونفيس لحماية الأرض والعرض، ورسموا بدمائهم مستقبل الأجيال الجديدة، سيظل اسم الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض «أيقونة الشهداء»، ومثالاً يحتذى به.



لكن دعونا ندرك شيئًا واحدًا أنه  لايوجد بيت مصري، إلا وقدم شهيدًا لهذا الوطن، فهؤلاء الشهداء هم أبطال من أبناء الشعب ومن نبت هذه الأرض الطيبة، وإذا فتحنا كتب التاريخ سنجد أن عدد شهداء مصر لا يعد ولا يحصي، فمنذ فجر التاريخ قدم المصريون أرواحهم فداء لواطنهم، بداية من كفاح الشعب ضد الهكسوس ثم التتار والمغول، والحملات الصليبية، والحملة الفرنسية، والاحتلال البريطانى والعدوان الثلاثى والنكسة إلى انتصار أكتوبر، وأخيرًا حرب مصر ضد الإرهاب، والتى خاضتها نيابة عن العالم، ونجحت فى القضاء عليه، لتحافظ مصر على أمن المنطقة والعالم كله، وتقضى على خطر الإرهاب، لتؤكد أن أرض هذا الوطن مقبرة للغزاة ولكل طامع فى ذرة رمل من أرضها ودرع حماية للمنطقة بأكملها.

وخلال السنوات الأخيرة شهدت مصر نهضة تنموية عملاقة فى جميع المجالات، بهدف توفير «حياة كريمة» للمصريين، ولم يكن حدوث تلك النهضة التنموية إلا بدماء وأرواح وتضحيات الشهداء، الذين حافظوا على الأرض وكتبوا بدمائهم نهاية «الإرهاب الأسود»، وحافظوا على وحدة الوطن وسلامة أراضيه، فبدماء هؤلاء الأبطال توضأت سيناء، وعادت أرض الفيروز خالية من «التكفريين»، الذين سعوا لاستقطاع ذلك الجزء الغالى من مصر، غير مدركين أن رجال جيش مصر لم يرتبطوا ببقعة على أرض هذه البلد مثلما ارتبطوا بسيناء، فهى قدس أقداس الوطن ودرة التاج المصري، فسيناء الحبيبة دارت على أرضها خلال السنوات العشر الأخيرة حرب خاضها رجال القوات المسلحة بالتعاون مع رجال الشرطة ضد أخطر العناصر والتنظيمات والجماعات الإرهابية تطرفًا وإجرامًا، ليرسموا الطريق نحو بناء الجمهورية الجديدة.

وأقتبس مقولة للرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتى تؤكد أن مصر وجيشها لن يسمحا لأحد بالمساس بشبر من أرضها ولن يتم التفريط فى حبة رمال واحدة من سيناء، حيث قال الرئيس فى رسالة شديدة الوضوح: »لن نترك سيناء لأحد، إما أن تبقى سيناء مصرية خالصة وإما أن نموت على أرضها.. افخروا بجيشكم وارفعوا الرؤوس إلى السماء، فلديكم رجال حينما يزأرون فإن صدى صوت زئيرهم يزلزل الأرض.. رجال لا يهابون الموت لأنهم يدركون أن فى موتهم حياة«، تلك المقولة التى لا تعبر رؤية الرئيس فقط، بل يتحدث بلسان مصر بالكامل، ليعرف الجميع أن للوطن رجال قادرون على حمايته، فإذا كان للموت هيبة يخشاها الجميع، فلأبناءنا هيبة يخشاها الموت، فهم يحبون الموت كما يحب أعداؤنا الحياة.

ولن أنسى أن أقدم تحية تقدير لشهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم لتنعم مصر بالأمن ونحيا نحن فى أمان، ويظل الوطن الحصن الذى تجتمع قلوبنا جميعًا دفاعًا عنه، وتظل رايته خفاقة عالية، تحية  لكل شهداء مصر الأبرار فى كل الحروب التى خاضتها، وارتوت أرض هذا الوطن العزيز بدمائهم الغالية، وسطروا أسماءهم خالدة فى دواوين الشرف والبطولة.

واعترافًا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار، إذكركم بقوله سبحانه وتعالي »وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِم»، وبحديث النبى صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يموت، له عند الله خير، يسره أن يرجع إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل مرة أخرى)، وحديث المقدام بن معدى كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له فى أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع فى سبعين إنسانًا من أهل بيته». 

وأختم حديثى باستعارة جزء من قصيدة الشاعر فؤاد حداد، ناعيًا فيها الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة والتى قال فيها: »كان رياض فارس مجاهد.. السلاح والقلب واحد.. فى عيون الشعب خالد.. كل أيامنا رياض»، وبمقولة للرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة: »اللى هيقرب من مصر هشيله من فوق وش الأرض»، تلك الجملة النابعة من رجل عسكرى يدرك قيمة وطنه ويعرف ما يحاك ضد بلده.

تحيا مصر.. تحيا مصر