الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تجنيد «الحريديم».. مسمار جديد فى نعش نتانياهو

من جديد تطفو أزمة المتدينين (الحريديم) على السطح داخل إسرائيل، وهذه المرة مع رفضهم لتعديل قانون التجنيد الذى سيتم توسيعه لضمهم للخدمة فى صفوف الجيش، خاصة مع موافقة وزراء مجلس الحرب على تعديل القانون على قاعدة أن «جميع شرائح المجتمع يجب أن تخدم البلاد».



ويعتبر أحدث المطالبين بالتعديل الجديد، وزير الجيش، يوآف جالانت، الذى أكد أنه لتحقيق أهداف الحرب وللتعامل مع «التهديدات القادمة» من غزة ولبنان والضفة الغربية، تحتاج إسرائيل إلى الوحدة والشراكة فى القرارات المتعلقة بالمستقبل - بحد وصفه.

كذلك الوزيران، بينى جانتس وجادى آيزنكوت، اللذان ربطا بين دعمهما قرار تمديد فترة الخدمة العسكرية، وقبول خطتهما لتوسيع التجنيد، بهدف زيادة عدد المجنّدين تدريجياً على مدار فترة العقد المقبل.

وأشار وزير الجيش السابق، جانتس، إلى أن التحديات التى تواجهها إسرائيل هائلة، فيما أوضح رئيس الأركان الأسبق، آيزنكوت، أنه من الضرورى سن قانون خدمة عسكرية يوسّع نطاق التجنيد الإجبارى فورا، واصفا الخطة المقترحة بأنها «أساس جيد».

وعمليا، حصل نحو 66 ألف شاب من المجتمع «الحريدي» على إعفاء من الخدمة العسكرية خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي، تحديدا فى ظل حالة الحرب التى تعيشها إسرائيل.

وأوضح وزير الجيش أن الحرب الدائرة فى غزة لا تترك للبلاد أى خيار آخر، وفقا لتصريحاته. 

وانضم إليهم وزير الأمن القومي، ايتمار بن جفير، إلى تلك الدعوات، بشكل غير مباشر، وأوضح خلال حديث إذاعى إنه ينوى فتح كتيبة حريدية فى حرس الحدود ويعتزم العمل على تجنيد الشباب الأرثوذكسى فى الحرس الوطنى. 

وأوضح بن جفير أنه يدعم مشاركة جميع الأطياف فى المجتمع بما فى ذلك المتدينين الحريديم فى الخدمة العسكرية لا سيما عند الحديث عن طبيعة الحرب الجارية.

وكانت أبرز المبادئ العامة المقترحة فى مشروع تعديل قانون التجنيد فى إسرائيل، وأكثرها إثارة للجدل هي: أن الغالبية المطلقة من الشباب الإسرائيلى يجب أن تخدم البلاد، كذلك إنشاء «إدارة تجنيد موحدة» للإشراف على الإعفاءات وتحديد الأماكن التى سيخدم فيها المجندون، وزيادة عدد شباب «الحريديم» المجندين تدريجيا عاما بعد عام، إضافة إلى إعفاء نخبة من اليهود المتشددين من التجنيد لمواصلة الدراسة الدينية، أيضا جزء من شباب «الحريديم» سيخدمون فى الجيش فى الوقت نفسه الذى يدرسون فيه.

إلا أن ردة فعل الأحزاب الدينية فى الحكومة تشكل تحديا كبيرا لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وتلقت الأحزاب الحريدية مطالب تعديل القانون بغضب شديد، وتوعّدت بإسقاط ائتلاف نتنياهو، إذ يعدّ مشروع قانون التجنيد جزءا من الاتفاقيات الائتلافية بين مركّبات الحكومة، حيث وُعدت به الأحزاب الدينية، من أجل منع المحكمة العليا من إلغاء قانون الإعفاء من التجنيد بحق المتدينين.

من هم يهود «الحريديم»؟

اليهود الأرثوذكس المتشددون أو يهود الحريديم، هم تيار دينى متشدد فى إسرائيل، وتعنى كلمة الحريدى «التقىّ».

ومنذ قيام دولة الاحتلال، يحارب الحريديم والأحزاب الدينية لمنع تجنيد الحريديم، الذين يرون أنه لا يوجد أقدس فى حياة اليهودى أكثر من دراسة التوراة، أى التفرغ للدراسات الدينية على حساب الخدمة العسكرية، لذا تم التوصل لاتفاقات مع الحكومات المتتالية منذ حكومة بن جوريون بإعفائهم من الخدمة العسكرية.