ديارنا
تحت شعار «مصر بتتكلم حرفى»
تواصل الدورة الـ 66لمعرض وزارة التضامن الاجتماعي«ديارنا للحرف اليدوية والتراثية»، فعالياتها بكايرو فيستيفال سيتى مول بالقاهرة الجديدة، والتى تقام تحت شعار «مصر بتتكلم حرفى»، حيث تقام النسخة الـ 66 للمعرض هذا العام تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، وبنك الإسكندرية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وكايرو فستيفال سيتى مول.
والمعرض يستقبل الجمهور حتى 9 مارس الجاري، ويفتح أبوابه من العاشرة صباحا وحتى الساعة 10 مساء يوميا.
أطلقت وزيرة التضامن الاجتماعى خلال فعاليات معرض «ديارنا للحرف اليدوية والتراثية» بطاقة «حرفي»، والمعنى بها إتاحة خدمات مالية وغير مالية للحرفيين، وفتح المجال لمد مظلة الحماية الاجتماعية والتأمينية لهم، ويشمل ذلك توفير تمويل ميسر بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعى بسعر فائدة يتراوح بين 7% و13% وفقاً لشرائح القرض المختلفة، وتوفير فرص التدريب وتنمية المهارات على إدارة المشروعات الصغيرة والتسويق وخدمات الشمول المالي، والدعم الفنى فى تحسين وتنوع التصميمات، بالإضافة إلى التمتع بمبادرة البنك المركزى من خلال فتح «حساب النشاط الاقتصادي» المجاني، وإتاحة فرص التسويق داخل وخارج مصر.
هذا وتحرص الوزارة على تنمية الوعى التأمينى لدى الأسر المنتجة وصغار رواد الأعمال بالتعاون مع الهيئة القومية للتأمينات وشركة مصر لتأمينات الحياة، وذلك من خلال تيسير وتبسيط إجراءات الاشتراك فى نظام تأمينات اجتماعية، للتمتع بها فى حالات التقدم فى العمر وبلوغ سن المعاش، أو فى حالات البطالة، والمرض، والطوارئ.
وقد أكد المهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية إمكانية منح أسعار تفضيلية على المواد الخام لحاملى كارت حرفي، بالإضافة إلى خدمات تشغيلية أخرى.
وسلمت القباج عددا من الشهادات لمتدربى برنامج «حرفي» لدعم صغار ومصنعى الحرف اليدوية والتراثية والذى تنفذه وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع البنك المركزى المصري.
كما شهد المعرض توقيع بروتوكول التعاون بين صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية والإنعاش الريفى والمجلس التصديرى للحرف اليدوية ومؤسسة النداء، ويهدف البروتوكول إلى إنشاء مصنع سجاد يدوى يضم 800 عامل وأكثر من 200 نول، مع اعتبار دعم فرص التمكين الاقتصادى للمستفيدين من «تكافل وكرامة» القادرين على العمل لتخريجهم من الدعم إلى الإنتاج.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعى أن معرض «ديارنا» يقام سنويا منذ عام 1964 ويستضيف حرفيين من جميع أنحاء الجمهورية، بهدف دعم الاقتصاد الإبداعى لتمكين الحرفيين من الوصول إلى أسواق جديدة وتحقيق فرص مبيعات مباشرة، والقيمة لذلك النوع من المعارض هو مزيج من الأهداف الاقتصادية وتعزيز فرص الإنتاج والتسويق وتدوير رأس المال، والأهداف الثقافية فى نشر التراث اليدوى الحرفى فى مصر كجزء من قوتها الناعمة.
وتحرص هذه النسخة من المعرض عرض منتجات متعلقة بشهر رمضان المبارك، كما سيتم خلال فعاليات المعرض تنظيم عرض أزياء للعبايات الرمضانية، وعروض لعدد من الفرق الموسيقية الشعبية من النوبة والبحر الأحمر. وأفادت القباج أن معرض «ديارنا» يشهد، لأول مرة، مشاركة وفد من المستثمرين وسيدات الأعمال من عدد من الدول العربية، بجانب مشاركة المجلس التصديرى للحرف اليدوية، حيث تهدف الوزارة إلى تنمية شراكات أعمال متوسعة لإتاحة فرص تصديرية للمنتجات المصرية وتعزيز المنتج المصرى خارج البلاد. وتشجيعاً للدفع الالكترونى، سيتم توفير كافة وسائل الدفع للسادة الزوار، مثل ماكينات الصرف الآلى، وخدمات الدفع الفوري، بالإضافة إلى توفير خدمة الإنترنت المجانى داخل المعرض للعارضين والزوار. ويقام المعرض على مساحة 3000 متر مربع، ويستضيف 450 من العارضين، والذين يعرضون منتجات أكثر من 4000 فرد يتناوبون على فترتين خلال المعرض، الفترة الأولي تبدأ من 23 فبراير حتى 1 مارس المقبل، والثانية تبدأ من 2 إلى 9 مارس، وذلك لإتاحة فرصة تسويقية لأكبر عدد ممكن من العارضين. كما يستضيف المعرض محافظة سيناء والبحر الأحمر ليكونوا ضيف شرف الدورة (66)، حيث سيتم تسليط الضوء على المنتجات والثقافة الخاصة بتلك المحافظات، بجانب مشاركة عارضين من ضيوف مصر «السودان –سوريا- فلسطين- موريتانيا- جيبوتي- الصومال» لعرض ثقافاتهم المتميزة ودعم قضاياهم.
كل منتجاتها صديقة للبيئة
برناديت تكمل أناقتك بالأحجار والجلود والخوص
يتسابق العارضون فى ديارنا لأن يكون جناحهم بالقرب من جناح برناديت، لأنها متعاونة وتنتبه لأجنحة جيرانها، «برنا» كما يناديها العارضون فى ديارنا والمشرفين على المعرض، خريجة كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، وبدأت حياتها العملية بالعمل كمحاسبة فى مكتب محاسبة، لكن فجأة تغير الحال.
«حسيت إن ممكن أعمل حاجة برايفت، تكون لطيفة وفيها فن، ولأنى أحب النحاس والدق وأستخدم المنشار الأركت، بدأت بالإكسسوارات النحاس المطعمة بالأحجار الكريمة، ولما وجدت استحسانا من البنات كملت، لكن بعد فترة لقيت القوة الشرائية بدأت تقل بسبب الظروف الاقتصادية، ففكرت استخدم الجلد الطبيعى لعمل البورتوفيه والشنط والاحذية، وركزت على إن منتجاتى تكون بروح تراثية، وخاصة الطابع الفرعوني، والرسوم الشعبية مثل الجمل والنخل، أدق الرسوم على الجلد والنحاس وكمان الاكسسوارات».
«البداية بخمسة آلاف جنيه»
«والدتى كانت طبيبة، لكن كانت تحب تطريز الصرما ولضم الأحجار الكريمة والكروشيه، وأيضا الخياطة، فتعلمت منها الأشغال اليدوية واكتسبت الحسن الفنى، ومع الممارسة تطورت خبرتي، أتخيل الموديل ثم أفكر من أين أبدأ، وأرسم الباترون لأنقل ما فى مخيلتى أمامى على الورق، لا آخذ موديلات من يوتيوب، فقط آخذ أفكار جديدة، مثل فكرة التلوين بالمينا على النحاس مثلا، والخامات وأسمائها، ونفس الأمر بالنسبة للجلود، إلى جانب أسئلتى لأصحاب الورش، ثم بعد ذلك أجرب، وأتعلم من تجاربى».
بدأت برناديت برأسمال 5 آلاف جنيه، اشترت أدوات بسيطة وخامات للاكسسوارات، «من أرباح المشروع أطور أدواتى كل فترة، فى البداية كان يساعدنى أخواتى وأمي، الآن أصبحت تساعدنى 30 أسرة، ثلاثة فى خياطة الجلود، وثلاثة فى الشنط والأحذية والمحافظ، و6 سيدات فى تضفير خوص النخيل، و 6 من الأشخاص فى فن النحاس، و2 فى التسويق أونلاين، واثنين فى الدليفري، وباقى الفريق فى تجميع الاكسسوارات وفنون الأحجار، عندنا ورشة جماعية فى منطقة زيزينيا بالاسكندرية، نجتمع فيها لرسم التصميمات الجديدة».
ديارنا شجعنى لأستغنى عن الوظيفة
بعد مشاركتها الأولى فى معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بالإسكندرية عام 2018، قررت برناديت أن تستغنى عن وظيفتها وراتبها نهائيا، وأن تتفرغ لمشروعها، بعد الاقبال الكبير الذى وجدته من رواد ديارنا على منتجاتها اليدوية، ورأت أن مشروعها يمكن أن يوفر لها الدخل الذى يعوضها عن وظيفتها، فضلا عن ممارستها لفنها وإبداعها، وتوالت مشاركتها بديارنا فى 2018 ثم 2019 بكايروفيستيفال بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، ثم توالت مشاركتها فى ديارنا بباقى المحافظات.
«أعتمد على معارض ديارنا فى تسويق منتجاتى، وأعتمد على منتجاتى هذه فى دخلي، وأحرص على التحضير لكل معرض بما يناسب رواده من تصميمات أو أحجام، واكتسبت خبرات كثيرة من رواد ديارنا أنفسهم، استمع جيدا إلى ما يحتاجونه وما يرغبون فى إضافته أو تعديله، وأنفذه للمهرض التالى، ديارنا فرصة تسويق كبيرة بالنسبة لى وللكثير من العارضين، ليس فقط فرص البيع، بل فرص اكتساب الخبرات وتنسيق المنتجات وطرق العرض، والتعرف من الزملاء على أماكن جديدة لشراء الخامات والأدوات».
الحُلى.. زينة وعبادة
تاريخيا، استخدم الرجال والنساء على السواء الحُلى، حتى أن الكثير من هذه الحُلى والمجوهرات دفنت مع أصحابها لقيمتها لدى هذه الحضارات، كما كانت الحُلى وأدوات الزينة تُمثل لدى العديد من الجماعات والشعوب آنذاك نوعا من العبادة، وتكتسب معان تقديسية.
إكسسوارات من الأحجار الكريمة وأسلاك النحاس وكابات وشنط ومقالم مطرزة
تعرض جمعية رعاية أطفال السجينات التى ترأس مجلس إدارتها الصحفية نوال مصطفى، اكسسورات وشنط ومحافظ من الجلد، وشنط يد وأخرى للاب توب من القماش المطرز يدويا برسوم النخيل والبيئة الصحراوية ووجوه مصرية، وشنط أخرى مطرزة بالقماش على القماش بتقنية فن الخيامية التراثى المصرى الأصيل، وكابات ومقالم مطرزة بخيوط القطن بأشكال زهرة عباد الشمس وورود وزخارف بألوان البهجة والفرح.
كل هذه المنتجات كما يوضح مدير التسويق بالجمعية كريم خلف، من أيادى الغارمات السجينات سابقا أو حاليا، من أجل خلق حياة جديدة لهن، ومساعدتهن على إعادة الاندماج فى المجتمع مرة أخرى، وتمكينهن اقتصاديًا لإعالة أسرهن.
«حياة جديدة للغارمة بمشروع صغير ودعم نفسى»
«معرض ديارنا بكايرو فيستيفال مول، فرصة تسويق مهمة بالنسبة للجمعية، التى تخدم السجينات الغارمات، فبعد تسديد ديون الغارمة وخروجها من السجن، نساعدها على أن تتعلم حرفة كالخياطة أو التطريز أو صناعة الجلود يدوى ليكون لديها حياة جديدة، وبعضهن يبدأ التدريب خلال تواجده بالسجن من خلال مشغل داخل السجن، ثم ندعمها لتصبح صاحبة مشروع متناهى الصغر أو صغير، ثم نسوق هذه المنتجات من خلال معارض ديارنا، التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى فى كل محافظات مصر على مدار العام، مما يساهم فى إيجاد دخل دائم للغارمة وأسرتها التى غالبا ما تساعدها فى العمل، فيحميها المشروع من أن تصبح غارمة مرة أخرى أو أن تعيش تجربة السجن مرة أخرى، ويساعدها على إعادة الاندماج فى المجتمع، كما تقدم الجمعية دعما نفسيا للغارمة وأسرتها لتسهيل إندماجهم فى المجتمع مرة أخرى».
«ديارنا فرصة لتعريف الجمهور بقضية الغارمات»
ويشير عبد الله رمضان مسئول التسويق على السوشيال ميديا للجمعية، إلى أن أسعار الشنط تتراوح القماش أو الكروشيه اليدوية تتراوح مابين 200 و500 جنيه، حسب حجمها وخامتها، أما المحافظ الرجالى أو النسائى المصنوعة من الجلود فيتراوح سعرها من 70لـ 120جنيها، اوكلها هاند ميد، وقد ساهمت معارض ديارنا فى تعريف الجمهور على منتجاتنا، وأيضا على قضية الغارمات وأبناؤهن، وكيف يساعد تسويق هذه المنتجات على ايجاد دخل لهن، وعلى تعريف المجتمع بأهمية إزالة الوصمة عن الغارمات وأولادهن، وإعادة دمجهم فى المجتمع، ومساعدتهم على الحصول على حقوقهم فى التعليم والعمل وأيضا الترفيه، ووجودنا فى معرض ديارنا، فرصة كبيرة لتعريف ملايين الرواد الذين يزورون المعرض، بقضيتنا وبجهود الجمعية، وجهود وزارة التضامن من أجل رعاية أسر الغارمات وإعادتهن للحياة.