الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هلال الهدنة يلوح قبل رمضان والكارثة تتفاقم

ملامح هدنة مرتقبة باتت أقرب فى ظل محادثات بالقاهرة، وتأكيد أمريكى بموافقة إسرائيل مبدئيا عليها، مع استمرار الهجوم الإسرائيلى والأزمة الإنسانية.



وكان قد تم الإعلان عن عقد اجتماع للوسطاء فى القاهرة، الأحد، بحثا عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحركة حماس لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار فى غزة، بعد أن لجأت حكومات أجنبية إلى إسقاط مساعدات جوًا للمدنيين فى القطاع.

موقف إسرائيل

وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الأول، أنّ إسرائيل قبلت مبدئيًّا بنود مقترح هدنة فى حربها ضدّ حماس فى قطاع غزّة، فيما يُتوقّع وصول ممثّلين للحركة الفلسطينيّة إلى القاهرة لإجراء محادثات فى شأن المقترح.

وأوضح مسئول أمريكى بالإدارة الأمريكية فى واشنطن للصحفيين، طالبًا عدم كشف اسمه، أنّ «الإسرائيليّين قبلوا مبدئيا عناصر الاتّفاق. والكُرة الآن فى ملعب حماس»، لكن إسرائيل لم تؤكّد بعد قبولها خطّة التهدئة.

وقال المسؤول إن «إطار التهدئة لمدة 6 أسابيع صار قائما بموافقة إسرائيل وإن الأمر يعتمد الآن على موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم فى غزة منذ هجماتها على جنوب إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى. 

وأضاف: «الطريق إلى وقف إطلاق النار الآن حرفيا فى هذه الساعة واضح ومباشر. وهناك اتفاق مطروح على الطاولة. هناك اتفاق إطارى. وقد قبله الإسرائيليون بشكل أو بآخر»، مؤكدا: «المسؤولية الآن تقع على عاتق حماس».

ولفت بايدن إلى أنه يأمل أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان الذى يبدأ بعد أيام.

ويواجه بايدن وغيره من قادة العالم ضغوطا متنامية لتخفيف المعاناة المتزايدة للفلسطينيين بعد خمسة أشهر من الحرب والحصار الإسرائيلى لغزة، فيما تقول الأمم المتحدة إن ربع سكان القطاع أى نحو 576 ألفا على بعد خطوة من المجاعة.

موقف حماس

من جانبه، قال مصدر قريب من حماس لـ«فرانس برس»: إنّ «وفدًا من الحركة توجّه من قطر إلى مصر».

وأضاف: «سيُسلّم الوفد ردّ الحركة الرسمي» على المقترح المُتمخّض عن محادثات الوسطاء مع المفاوضين الإسرائيليّين فى باريس نهاية الشهر الماضى.

وتزايدت خلال الأيام الماضية الآمال بتحقيق أول وقف للقتال منذ نوفمبر فى أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر فى الدوحة وإشارات من الرئيس الأمريكى جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق.

هدنة قبل رمضان

ويسعى الوسطاء جاهدين قبل شهر رمضان الذى يبدأ فى 10 أو 11 مارس، للتوصّل إلى هدنة فى الحرب المستمرّة منذ 5 أشهر تقريبًا والتى أدّت إلى تدمير قطاع غزّة المهدّد بمجاعة.

ومع تدهور الظروف الإنسانيّة ووسط تصاعد العنف، أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة، أمس، وفاة 15 طفلا نتيجة سوء التغذية والجفاف، خلال الأيام الماضية، فى مستشفى كمال عدوان.

وقالت السلطات الصحية فى غزة، إن القوات الإسرائيلية قتلت 118 فلسطينيا كانوا يحاولون الوصول إلى قافلة مساعدات قرب مدينة غزة يوم الخميس، مما أثار موجة غضب عالمية بسبب الكارثة الإنسانية.

وبعدها بيوم أعلن بايدن عن خطط لإسقاط مساعدات أمريكية جوا شاركت فيها أيضا القوات الأردنية، كما تنفذ دول أخرى أيضا منها الأردن وفرنسا عمليات إسقاط جوى للمساعدات.

مجلس الأمن قلق

وتوازيًا، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولى عن قلقهم البالغ «إزاء تقارير تُفيد بأنّ أكثر من 100 شخص فقدوا حياتهم وبأنّ مئات آخرين أصيبوا بجروح فى حادثة اشتركت فيها قوّات إسرائيليّة فى تجمّع كبير محيط بقافلة مساعدات إنسانيّة جنوب غرب مدينة غزّة».

وفى بيان صحفى، أمس، جدّد أعضاء المجلس التشديد على «ضرورة أن يمتثل جميع أطراف النزاعات لالتزاماتهم بموجب القانون الدولى، بما فى ذلك القانون الإنسانى الدولى والقانون الدولى لحقوق الإنسان، حسب الاقتضاء».

ودعا أعضاء المجلس جميع الأطراف إلى «الامتناع عن حرمان السكّان المدنيّين فى قطاع غزّة من الخدمات الأساسيّة والمساعدات الإنسانيّة الضروريّة لبقائهم، بما يتّفق مع القانون الإنسانى الدولى».

وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن «قلقهم البالغ إزاء تقديرات التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى التى تُشير إلى أنّ جميع سكّان غزّة- البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة- سيُواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائى الحادّ».

تنصل إسرائيلى

بينما تنصل الجيش الإسرائيلى من الحادث، أمس، قائلا المتحدث باسمه إن الجيش أنهى مراجعة أولية لسقوط قتلى من المدنيين فى أثناء الحصول على مساعدات بغزة الأسبوع الماضى، خلصت إلى أن القوات لم تستهدف قافلة المساعدات وأن معظم الفلسطينيين ماتوا نتيجة التدافع.

وذكر المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغارى «أنهى الجيش الإسرائيلى مراجعة أولية للواقعة المؤسفة التى تعرض فيها مدنيون فى غزة، للدهس حتى الموت والإصابة فى أثناء اندفاعهم صوب قافلة المساعدات».

وأضاف أن المراجعة، التى جمعت معلومات من القادة والقوات فى الميدان، توصلت إلى أنه لم يتم توجيه أى ضربة تجاه قافلة المساعدات، وقال هاغارى إن «معظم الفلسطينيين قُتلوا أو أصيبوا نتيجة التدافع فى غزة».

مجاعة حتمية

تُواجه غزّة تراجعًا فى تسليم إمدادات الإغاثة عبر الحدود البرّية، خصوصًا معبر رفح مع مصر، وتُرجع منظّمات الإغاثة ذلك إلى القيود الإسرائيليّة، ما فاقم الأزمة الإنسانية الطاحنة.

وقال المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيّة (أوتشا) ينس لاركه، الجمعة إنّ «المجاعة تكاد تكون حتميّة» فى غزّة إذا لم يتمّ التعجيل بإدخال كمّيات كافية من المساعدات.

وأشار إلى التوقّف شبه الكامل للواردات الغذائيّة التجاريّة، ومحدوديّة عدد شاحنات المساعدات الغذائيّة التى تسمح إسرائيل لها بدخول القطاع، و«القيود الهائلة» التى تحول دون التنقّل داخل غزّة.

من جهتها، قالت لجنة الإنقاذ الدوليّة إنّ مجرّد التفكير فى عمليّات الإنزال الجوّى للمساعدات «يُعدّ دليلًا على التحدّيات الخطرة التى تواجه الوصول» الإنسانى.

وأضافت المنظّمة الإنسانيّة غير الحكوميّة أنّ الإنزال الجوّى للمساعدات يتطلّب الكثير من الوقت والجهد مقارنة بـ«الحلول المثبتة للمساعدة على نطاق واسع».

هجوم متواصل

واستعر القتال فى الساعات الأولى من أمس إذ تحدث السكان عن سماع دوى قصف عنيف وتوغل الدبابات فى محيط خان يونس فى جنوب قطاع غزة.

وباستخدام مكبرات الصوت، طالب الجيش الإسرائيلى سكان مدينة حمد شمالى خانيونس فى قطاع غزة، أمس، بالخروج منها إلى مناطق أخرى قال إنها «آمنة».

لكن مصادر أفادت أن المناطق التى يطالب الجيش السكان بالتوجه إليها تتعرض للقصف أيضا.

وفى محيط رفح، التى آوى لها أكثر من مليون فلسطينى فى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، قالت السلطات إن 25 شخصا قتلوا، السبت وصباح أمس الأحد.

من بينهم 11 قتلوا فى ضربة جوية إسرائيلية قصفت خيمة قرب مستشفى و14 آخرين من أسرة واحدة قتلوا عندما تعرض منزل للقصف.