الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شهداء مصر.. دروس وعبر

شهداء مصر.. دروس وعبر

لشهدائنا تاريخ يستحق أن يروى، لتعرف الأجيال الجديدة، كيف كان لهذا الوطن رجال ضحوا بأرواحهم فداء لبلدهم، وحافظوا على السيادة الوطنية المصرية على أراضيها، وكتبوا عهدًا مع أشقائهم فى الجيش المصرى، يتوارثه كل من يخدم فى القوات المسلحة، مُوقع بدمائهم بالحفاظ على الأرض، والتصدى لأى محاولة لاستقطاع أى شبر من الوطن، وهو ما يظهر فى حجم الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة كل مكان على أرض هذا الوطن، من سيناء إلى الصعيد وفى كل بقعة من الأراضى المصرية.



ولأن لكل مقام مقالًا، ففى مقام الشهداء والحديث عنهم، تعجز الكلمات عن التعبير، فهم «رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»، رجال كانت سيرتهم درسًا للأجيال، فهم من أضاءوا صفحات تاريخ الوطن، ببطولاتهم وتضحياتهم، ولأن التاريخ هو العمق الاستراتيجى لمن يبتغى صناعة المجد فى الحاضر والمستقبل، فعلى الأجيال الجديدة دراسة سيرة الشهداء والتعلم منها ليخرج جيل من الأبطال قادر على رفع راية الوطن وحماية مقدراته.

وستظل تضحيات القوات المسلحة، خالدة وشاهدة على ما قدموه عبر العصور، فمنذ عهد الفراعنة حتى انتصار أكتوبر، مرورًا بالحروب والمعارك التى خاضتها مصر للحفاظ على تراب الوطن وأمنه واستقراره، وهؤلاء الأبطال يسطرون بدمائهم الزكية أسماءهم فى صفحات التاريخ، ويضربون أروع الأمثلة فى التضحية والفداء من أجل الوطن، فالسجلات العسكرية تزخر بأسمائهم وبطولاتهم وقصص استشهادهم التى ستظل خالدة على مر الزمن، نستلهم منها الدروس والعبر.

وإذا أردت أن تعرف لماذا يظل الجيش المصرى واحدًا من أرقى المدارس العسكرية وأعظمها على مر التاريخ، فدعونا نعرف صفاته ونتذكر حديث النبى صلى الله عليه وسلم: «إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا واتخذوا منها جندًا كثيفًا فإنهم خير أجناد الأرض، وعندما سأل أبو بكر الصديق رضى الله عنه وقال: لم يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: إنهم لفى رباط إلى يوم القيامة».

 فأبناء القوات المسلحة، هم أبناء ذلك الشعب العظيم، الذى يعيش على أرض مصر تلك الأرض الطيبة والمباركة، فكيف لأرض تجلى الله على أرضها لا يخرج منها رجال يصبحون خير أجناد الأرض، وكيف لأرض احتمى بها الأنبياء مثل سيدنا عيسى عليه السلام، لا تصبح كنانة الله فى أرضه، فالجندية المصرية تُعد من أشرف المهام فى حياة المصريين، لارتباطها بالدفاع عن الأرض والعرض، علاوة على أن الجيش المصرى فى رباط وتماسك منذ نشأته فالمؤسسة العسكرية المصرية هى المؤسسة الوحيدة على مستوى العالم التى لا تضم مرتزقة أو مجنسين، بل لا تضم سوى المصريين فقط، لذلك تجده ينصهر مع الشعب، وما حدث خلال أحداث يناير وثورة 30 يونيو، يؤكد أن الجيش المصرى هو جيش الشعب.

ودعونا لا ننسى شهداء «الحرب على الإرهاب»، الذين خاضوا واحدة من أشرف المعارك لحماية أرض مصر وشعبها من «جماعة إرهابية»، فتحت الباب أمام قوى الشر لتدمير الوطن وإراقة دماء أبنائه واستقطاع أجزاء من أرضه، إلا أن أبناء مصر المخلصين من الجيش والشرطة دافعوا بكل قوة عن وحدة هذا الوطن، ليكتبوا نهاية «الإرهاب الأسود»، فتحية إعزاز وتقدير إلى رجال الجيش البواسل ورجال الشرطة الشرفاء، الذين يضحون فى سبيل الوطن، ويعملون على مجده ورفعته، ويسجلون أسماءهم بحروف من نور فى سماء الفداء، والشرف، والتضحية.