الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشهداء.. أحـياء عـند ربـهم

الشهداء.. أحـياء عـند ربـهم

9 مارس هو اليوم الذى اختارته مصر ليكون «يوم الشهيد»، ففى هذا اليوم علينا أن نستذكر كل جندى استشهد وروت دماءه أرض هذا الوطن، ولا ننسى أن هؤلاء الأبطال قدموا أرواحهم ليحيا شعب مصر العظيم حياة آمنة، فأرواح هؤلاء الأبطال ودماؤهم هى من وضعت الأساس لـ«الجمهورية الجديدة»، والتى يعيش فيها المواطن «حياة كريمة» ومستقرة وآمنة، فى ظل ماتعانيه العديد من دول المنطقة من صراعات وأزمات.



وفى هذا اليوم العظيم، لا بد أن ندرك أن عمر الإنسان لا يقاس بالسنوات التى يعيشها، لكن يقاس بعمق تأثيره وإنجازاته، ولا يوجد إنجاز أعظم من حماية الأوطان والاستشهاد لتحقيق هذا الهدف، فالشهداء رسموا لهذه الأمة العظيمة  طريق الخلاص من « الإرهاب» وحافظوا على الأرض ومنحوا الأمل للمصريين جميعا فى العيش الكريم بعزة وفخر.

  وعلى طول التاريخ المصرى الممتد لألاف السنوات، خاضت مصر عشرات الحروب دفاعًا عن أرضها، وكانت أهم عناصر قوة الدولة المصرية خلال تلك المعارك هو جيشها الوطني، الذى يضم  خيرة أبناءه، فهو الجيش الوحيد الذى لا يسمح بانضمام أصحاب الجنسيات الأخرى أو المكتسبة إليه، لذلك كان الجيش المصرى دائمًا هو جيش الشعب ومن الشعب، علاوة على أن الجندى المصرى صاحب عقيدة راسخة فى أى معركة يخوضها وهى «النصر أو الشهادة»، ذلك الاعتقاد النابع من إيمانه بوطنه وعشقه لترابه، فهو اختار أن يحافظ على عهده لبلده ويظل مرابطًا على أرضها يدافع عنها حتى لقى ربه بقلب سليم.

ورغم أن مصر خاضت عشرات المعارك، ستظل حربها على الإرهاب خلال العشر سنوات الماضية، واحدة من أشرس المعارك التى خاضتها عبر تاريخها، حيث كانت المعركة مع جماعة إرهابية مدعومة من قوى خارجية، لم تسعى فقط للسيطرة على الحكم، بل عملت بكل طاقتها على زرع الفتنة بين أبناء الوطن وقتل الأبرياء، والمصيبة الأكبر أنها عملت على بيع أغلى جزء لقلب الوطن وهى سيناء الحبيبة، وعندما أجهضت الدولة المصرية ذلك المخطط، فتحت الباب على مصرعيه أمام الإرهابيين ليدنسوا الأرض المقدسة، لكن الجيش العظيم والشرطة المدنية سطروا ملحمة بطولية فى تطهير تلك الأرض، وسالت دماؤهم لتمتزج بدماء شهداء مصر فى حرب أكتوبر العظيمة، لتصرخ أرواح الشهداء صرخة اهتزت لها الأرض وهى» سيناء مصرية ولن نسمح لأحد بأن يدنس شبرًا من أرضها».

الفريق عبدالمنعم رياض، القائد الذى استشهد بين جنوده على الجبهة، وأمير الشهداء إبراهيم الرفاعى بطل الصاعقة وقائد المجموعة 39 قتال والذى استشهد فى حرب أكتوبر، والأسطورة البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسى والذى استشهد فى 7 يوليو 2017 فى معركة البرث، وغيرهم من شهداء سيناء، العقيد أركان حرب رامى حسانين والنقيب محمد صلاح والنقيب خالد مغربى الشهير بـ»دبابة» ومن شهداء الشرطة اللواء نبيل فراج «شهيد كرادسة» و الملازم أول عمر القاضى «شهيد عيد الفطر» والنقيب أحمد شوشة أحد أبطال ملحمة الواحات، كل هؤلاء الأبطال، كانت سيرهم هى القناديل التى أضاءت طريق المستقبل للأوطان، ودماءهم هى التى رسمت حدود الوطن، فكل واحد منهم تاريخ مشرف يجب أن تتعلم من الأجيال الجديدة، حيث خُلدت أسماءهم فى صفحات تاريخنا القومي‏، فهم أحياء بيننا بذكراهم وبطولاتهم.

وعلينا أن ندرك أن الشهادة منحة واصطفاء من الله يكتبها لمن يشاء من عباده المخلصين، حيث يقول سبحانه وتعالى: «وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ»، علاوة على أن الشهداء ليسوا أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون، لقوله تعالى:»ولا تحسبنَّ الذين قُتِلُوا فى سبيلِ الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزَقُونَ»، ولعظمة الاستشهاد يتمنى الشهيد أن يعود للحياة مرة أخرة ليقتل ثانية حيث يقول النبى صلى الله عليه وسلم: »مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَىْءٍ غَيْرُ الشَّهِيدِ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ»، وفى النهاية أقول اللهم إن شعب مصر احتسب عندك شهداءه، فاللهم تقبلهم وأسكنهم جناتك بصحبة النبيين والصديقين والصالحين.