الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاوى أثرية

براعة المسلمين فى الفلك وعلم الهيئة تشهد عليها المزاول والإسطرلاب

بدأت العلوم البحتة والتطبيقية عند العرب والمسلمين بحركة الترجمة التى نشطت فى أواخر القرن الأول الهجرى الثامن الميلادى، واستمرت فى الازدهار والعطاء حتى بداية القرن الثامن الهجرى الرابع عشر الميلادى، ولم يكن المسلمون جامدين فى ترجمتهم ونقلهم للعلوم العقلية من تراث الأمم السابقة بل أضافوا إليها الكثير، وجعلوا ما توصل إليه غيرهم مقدمة أساسية لأبحاثهم.



وقد أبدعوا فى بعض العلوم، وكانت بواعث ذلك ما بثه الدين الإسلامى من أفكار، وما أحدثه فى نفوس معتنقيه من حب العلم والتأمل فى الكون، إضافة لتشجيع الحكام الذين أحبوا العلم وأكرموا العلماء على إبداعهم، وكان بيت الحكمة فى بغداد، والجامع الأموى فى دمشق، والجامع الأزهر بمصر، وجامع القيروان فى تونس وجامع القرويين فى المغرب، وجامع قرطبة فى الأندلس، والجامع الكبير فى صنعاء منارات للعلم يفد إليها الطلاب من كل مكان. وتخرج فى هذه الصروح العلمية عدد كبير من العلماء تميزوا بغزارة الإنتاج فى العلوم والفنون.

وقد برع المسلمون فى علم الفلك الذى أطلقوا عليه أسماء شتى مثل علم الهيئة، وعلم النجوم، وعلم صناعة النجوم،كما اشتهر العديد من العلماء والصناع بإنتاج آلات قياس الوقت مثل المزاول، والساعات الرملية والمائية, وغيرها،وكذلك الأدوات الفلكية مثل الكرات الفلكية والبوصلة، والإسطرلاب.

ولم يقتصر ذلك المجال على الرجال، بل ساهمت المرأة كذلك مثل مريم الإسطرلابية التى عاشت فى القرن الرابع الهجرى العاشر الميلادى فى عهد الدولة العباسية بمدينة حلب، وسميت بالإسطرلابية نسبة إلى آلة الإسطرلاب التى ساهمت مريم فى تطويرها. ويمتلك المتحف الإسلامى عدة إسطرلابات، منها من النحاس المكفت بالذهب والفضة باسم السلطان بايزيد»تركيا - العصر العثمانى.. جدا 9هـ/15م»، والإسطرلاب كلمة ذات أصل يوناني, وهى من أهم الأدوات الفلكية التى اعتنى المسلمون بصناعتها وتطويرها، واستعمله العرب فى قياس مدى ارتفاع الكواكب والنجوم ومدى ميلها, وكذلك فى تتبع ظهورها واختفائها، كما استخدموه أيضا فى حساباتهم الجغرافية والطبوغرافية وفى معرفة الاتجاهات، واسترشدوا به فى الملاحة وعرفوا منه أوقات الصلاة.