الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السباب والخوض فى الأعراض

نميمة «السوشيال ميديا» تُهدد ثواب الصائمين

المراقب جيدًا لسلوكيات المسلمين فى رمضان يستشعر حالة من التضاد الملفت، إذ ترى المصاحف سائرة على الأكف فى نهار رمضان، يتمتم حاملوها بآيات الذكر الحكيم، وفى المواصلات العامة تتأحرج الرءوس فى تؤده ذكرًا لله، استعدادًا لاختتام ساعات الصيام بارتفاع أذان المغرب، وما إن ينطلق المدفع ويُفطر الصائمون حتى تبدأ سلوكيات مغايرة.



وأبرز تلك السلوكيات هى «نميمة السوشيال ميديا»، وتداول المنشورات التى تغذى روح التفرقة بين الناس، بل ويتطور الأمر إلى إطلاق الشائعات وغيرها من السلوكيات التى تهدد ثواب الصائمين.

من جانبها قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن الغيبة والنميمة من الكبائر، التى نهى عنها الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم - منوهًة إلى أنه لا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب، حيث يحرم على الإنسان سماع المحرمات والنظر إلى المحرم.

وأوضحت «البحوث الإسلامية»، فى إجابتها عن سؤال: «هل الغيبة والنميمة فى نهار رمضان تفسد الصيام؟»، أنه رغم شدة ذنب الغيبة والنميمة فى كل الأوقات إلا أن ارتكابها أثناء الصيام فى نهار رمضان لا يفطر، ولا يؤثر على صحة الصيام.

وأشارت إلى أنه إذا كانت الغيبة والنميمة ليستا من المفطرات، ولا تُبطل الصوم فى نهار رمضان، لكنها من الذنوب التى تُذهب أجر الصيام وكذلك يأثم فاعلها.

وقال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق إن الهدف من شهر رمضان هو تهذيب النفس وترويضها وإبعادها عن الكذب وقول الزور والغيبة والنميمة فهو فرصة لتدريب النفس على عدم فعل المعاصي، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ).

وأضاف جمعة أن هذا الحديث معناه أنه يجب تجنب شهادة وقول الزور أثناء الصيام وهذا يدل على أن قول الزور يضيع ثواب الصيام والدليل قول النبى إن الله ليس فى حاجة لصومك طالما تقول زورا.

وتابع جمعة قائلا: عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «الصوم جنة مالم يخرقها بكذب أو غيبة» وفى هذا الحديث تأكيد على أن الغيبة والنميمة تذهب ثواب الصيام ويجب الحذر والحيطة من هذا الفعل حتى لا يذهب صيامك هباء.

وقال الدكتور على جمعة، إن هناك عددا من الأفعال المنهيّ عنها فى رمضان، والتى تقع تحت عنوان «محظورات رمضان»، مشيرًا إلى أنه يجب على الصائم أن يتقيها حتى لا تفسد صيامه.

وأوضح الدكتور على جمعة، أنه يجب على الصائم ألا يُعرض صيامه لما يفسده ويُضيع ثوابه؛ فيمسك أعضاءه وجوارحه عن كل ما يغضب الله- تعالى- ويضيع الصوم، ومنها: الغيبة والنميمة، والقيل والقال، والنظر إلى ما حرمه الله تعالى، والخصام والشقاق، وقطع صلة الرحم، وغير ذلك من الأمور التى من شأنها ضياع ثواب الصوم.

واستشهد مفتى الجمهورية السابق، بقول النبى - صلى الله عليه وآله وسلم-: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» أخرجه النسائى وابن ماجه وأحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.

وأضاف الدكتور على جمعة: «فى عبارة أخرى؛ أن يجتنب كل ما من شأنه أن يذهب التقوى أو يضعفها؛ لأن الصيام شُرع لتحصيلها، كما فى قوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» [البقرة: 183].

وحذر الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، من الحديث عن أعراض الناس، أو الغيبة والنميمة، لافتا إلى أن هذا الأمر يجعل المرء يفقد حسناته.

وتابع عبد المعز: العبادة ليست فى الصلاة والصوم فحسب، وربما صائم نهارا، وقائم ليلا، يخصم من حسناته لانتهاكه أعراض الناس».

الشيخ أحمد ترك، العالم بوزارة الأوقاف، يرى أن الناحية الأخلاقية للمسلمين فى رمضان، تتعارض مع سلوكياتهم، خاصة بعد الإفطار، متابعًا: «ترى المصريين منكبين على أداء صلوات التراويح والتهجد، وملتزمين بالصيام، فى حين تتجه سلوكياتهم صوب ناحية أخرى».

وفيما يخص فوز المسلم بثواب الصيام، أوضح «ترك» قائلًا: «إذا اكتملت فروض الصوم كان صيامه جائزا، حتى لو ارتكب الصائم المحرمات فى نهار رمضان، فإن ذلك لا يبطل صيامه، سواء كان بمشاهدة المسلسلات أو السينما أو غيره، ولكن فقط تحسب إما سيئات أو حسنات»، لافتًا إلى أن مشاهدة المسلسلات أمر جائز، طالما تحمل قيم ورسائل إنسانية، متابعًا: «لكن أغلب الأعمال الدرامية تحمل أفكارًا سيئة وتعرض مشاهد فاضحة لا تتسق مع فضائل الشهر الكريم، وفى تلك الحالة يجب أن يتجنب المسلم مشاهدتها».