الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاوى أثرية

الشوانى والأغربة والبطس سر تفوق البحرية الإسلامية فى مواجهة السفن البيزنطية

بعد الفتوح الإسلامية لكل من الشام ومصر وإفريقيا، وجد المسلمون أنفسهم مطلين على البحر المتوسط، وبالتالى أصبحوا معرضين للغارات البحرية التى كانت تشنها عليهم السفن البيزنطية، لذلك كان لابد من بناء أسطول قوى للتصدى لتلك الغارات، وتم البدء فى تشييد أول أسطول إسلامى فى عهد الخليفة «عثمان بن عفان» يطلب من والى الشام «معاوية بن أبى سفيان»، وكانت أول مهمة لهذا الأسطول سنة ٢٨هـ / ٦٤٨م، حيث توجه إلى جزيرة قبرص التى أذعن أهلها للمسلمين.



وما لبث المسلمون أن طوروا من مهاراتهم البحرية، كما حرصوا كذلك على تطوير الأسطول الإسلامى بتزويده بالسفن المختلفة التى أطلق عليها أسماء متنوعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشكل السفينة، وما تؤديه من مهام قتالية مثل «الشواني» التى كانت تزود بأبراج بغرض الدفاع والهجوم، والأغربة» وهى مراكب تمتاز بسرعتها ومقدمتها التى تشبه رأس الغراب، و»البطس» وهى من مراكب النقل التى كانت تتسع لما يقرب من سبعمائة مقاتل ولها أكثر من أربعين شراعًا.

كما كانت هناك أسلحة مخصصة للاستخدام على هذه السفن القتالية، إضافة إلى ما كان مستخدمًا من أسلحة على البر، مثل «الكلاليب» التى كانت عبارة عن خطاطيف حديدية مربوطة بنهاية سلاسل قوية تلقى على مراكب العدو لشدها وجذبها، وكذلك «التوابيت» التى كان يختبئ بداخلها الجنود ثم يفتحون أبوابها فجأة ويلقون على سفن الأعداء «جرار النورة» أو الجير الحى التى كانت تعمى العيون بغبارها، وقوارير النفط المشتعلة، وكذلك قدور الصابون التى يعجز معها جنود الأعداء على الوقوف بثبات.

أما عن كيفية وقاية السفن من هذه الهجمات، فقد كان الجنود يعلقون حول سفن الأسطول الإسلامى قطع اللبود المبللة بالخل والماء، أو الخل الممزوج بالشبة والنطرون لوقايتها من القذائف النارية، وقد اهتم المسلمون كذلك بالسفن التجارية وسفن الرحلات، وقد زينت العديد من التحف الأثرية التى يعرضها المتحف الإسلامى برسوم رائعة لتلك السفن تعكس مدى تنوع أشكالها ووظائفها.