الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

5 لقاءات استضافتها مصر خلال شهر لإنقاذ الوضع فى السودان

تواصل الدولة المصرية تعاطيها مع تطورات القضية السودانية، دعما لاستقرار وأمن الجار الجنوبي، فى ضوء استمرار الحرب الداخلية والمواجهات المسلحة القائمة منذ منتصف أبريل الماضي، بين الجيش السوداني، وعناصر الدعم السريع، وذلك بالتفاعل الإيجابى مع مختلف الأطراف السودانية، للعمل على التوافق السودانى الداخلي، وإنقاذ السودان من أزمته الداخلية دون التأثير على سيادة ووحدة الدولة السودانية. وفى هذا الإطار، كانت القاهرة محورا لحراك سودانى مكثف خلال الأسابيع الماضية، بسلسلة من اللقاءات والاجتماعات والزيارات الرسمية والشعبية التى استقبلتها العاصمة المصرية لمختلف الأطراف السودانية والدولية، حيث استضافت مصر أكثر من خمسة لقاءات واجتماعات مهمة لمسئولين وممثلى أطراف سودانية، بهدف مناقشة تطورات الوضع الداخلي، وسبل الخروج بحلول تحافظ على وحدة وسيادة الدولة السودانية.



التعاطى الرسمى والشعبى لمصر مع الوضع فى السودان، يعكس ويترجم التفاعل الإيجابى للدولة المصرية مع تطورات ما يحدث فى السودان خلال الأشهر الماضية، باعتبار أن استمرار الحرب الداخلية، وحالة الانقسام الداخلى يؤثر على مصر بشكل كبير خاصة مع ازدياد أعداد اللاجئين السودانيين الذين يفرون من الصراع والذين يشكلون عبئًا على الاقتصاد المصرى المثقل.. وفيما يلى أبرز اللقاءات التى استضافتها القاهرة خلال الأسابيع الأخيرة:

 

1

زيـارة البرهـان للقاهـرة

 

أول اللقاءات، كان زيارة  الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للقاهرة نهاية شهر فبراير، ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أكد الرئيس السيسى على مجموعة من المحددات المهمة فى تعاطى الدولة المصرية مع الوضع فى السودان، ومع جهود تسوية الأزمة الحالية، وهى ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، بما يساهم فى تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي، بجانب الحرص المصرى على أمن السودان، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى بالسودان، ودعم وحدة الصف السودانى وتسوية النزاع القائم، واستمرار الدعم الإنسانى المقدم للسودانيين.

 

2

زيارة حمدوك للقاهرة

 

اللقاء الثانى الذى شهدته القاهرة كان زيارة رئيس الوزراء السودانى السابق عبد الله حمدوك، فى الثامن من مارس، وذلك على رأس وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية  المعروفة باسم (تقدم)، حيث أجرى مشاورات فى القاهرة من بينها مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبعض الاطراف السودانية فى القاهرة، لبحث تطورات الأزمة السودانية.

ووصف عبد الله حمدوك زيارتهم للقاهرة بأنها كانت «مفتاحية»، موضحا أن رؤاهم تطابقت مع نظيرتها المصرية بأنه لا يوجد حل عسكرى للحرب فى السودان ولا مخرج منها سوى الحوار السياسى والجيش الواحد الذى يحفظ وحدة السودان واستقراره، ولخص حمدوك أهم المحاور التى ناقشها فى مصر بإيقاف الحرب، والعون الإنساني، بجانب أوضاع السودانيين فى مصر، حيث أكد تلقيه وعودا من المسئولين المصريين بمعالجة المشاكل المتعلقة بالتعليم والصحة والإقامة وتأشيرات الدخول.

 

3

اجتمـاع الآليـة الإفريقيـة

 

ثالث الاجتماعات التى استضافتها القاهرة كانت للآلية الإفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان فى السادس من مارس، واستقبل السفير حمدى سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، لجنة الاتحاد الإفريقى رفيعة المستوى المعنية بالسودان برئاسة الدكتور محمد بن شمباس، الذى تناول الإطار الحاكم لعمل اللجنة، ورؤيتها للخطوات المطلوبة لتعزيز جهود التوصل لحل شامل ومستدام للأزمة فى السودان، واستعرض نائب الوزير محددات الموقف المصرى تجاه الأزمة السودانية، واتفق الجانبان على أهمية التوصل لوقف إطلاق النار حفاظا على أمن وسلامة المدنيين، وتعزيز جهود الاستجابة للوضع الإنسانى المتدهور، وتهيئة المناخ لبدء عملية سياسية جامعة تضع حدا لمعاناة الشعب السوداني.

 

4

اجتماع الأمانة العامة للجبهة الشعبية السودانية

 

الاجتماع الرابع الذى استضافته القاهرة، كان الاجتماع الأول للأمانة العامة للجبهة الشعبية السودانية، التى تشرف على ترتيبات الحوار السوداني- السودانى بالقاهرة، حيث قدم الأمين العام للمبادرة جمال عنقرة، تقريرا حول مرتكزات الحوار السوداني، والتى تمثلت فى وحدة وسيادة السودان والاعتراف بالتعدد والتنوع الاجتماعى والثقافى والعرقى والدينى ونبذ العنصرية ومكافحة خطاب الكراهية والدعوة للتسامح والتوافق الوطني، كما تضمنت المرتكزات أيضًا دعم النفرة الشعبية ودعم القوات المسلحة وإجراء حوار سودانى شامل لا يستثنى أحدا.

يأتى ذلك فى إطار الجهود الشعبية، التى يرعاها المجلس المصرى للشئون الخارجية، بهدف تدشين حوار سوداني- سودانى يشارك فيه مختلف الأطراف والقوى السودانية، لدعم وحدة الصف السودانى فى مواجهة الأزمة التى تمر بها بلادهم.

وفى هذا الإطار زار الناظر محمد الأمين ترك رئيس الجبهة الشعبية السودانية القاهرة، حيث أعلن تأييده للمبادرة المجتمعية لحل الأزمة السودانية التى يرعاها المجلس المصرى للشئون الخارجية، وقال ترك إن المبادرة تلبى رغبات أهل السودان وتخاطب قضاياهم الرئيسة.

 

5

زيارة المبعوث الأمريكى للسودان

 

الاجتماع الخامس الذى شهدته القاهرة، كان للمبعوث الأمريكى الخاص بالسودان توم بيرييلو، والذى زار مصر والتقى وزير الخارجية سامح شكرى الاثنين 18 مارس، فى إطار أول جولة إقليمية له بعد توليه منصبه، تستهدف التشاور حول سبل إنهاء الأزمة فى السودان، وما يمثله ذلك من إدراك لما تمثله مصر من رقم فاعل ومحورى فى حل الأزمة فى السودان.

خلال اللقاء حرص الوزير شكرى على إحاطة المبعوث الأمريكى بالاتصالات التى اضطلعت بها مصر مع الأطراف السودانية المختلفة، والجهود الدبلوماسية التى قامت بها مع القوى الدولية والإقليمية والمنظمات الأممية والدولية، سواء عبر مسار دول الجوار أو غيره، لنقل رسائل أساسية مفادها ضرورة وقف التصعيد والتوصل لاتفاق مستدام لوقف إطلاق النار، والحفاظ على تماسك الدولة السودانية ومؤسساتها ونسيجها الاجتماعي، بالإضافة إلى حث المجتمع الدولى على توفير كافة المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني. 

ومن جانبه، أعرب المبعوث الأمريكى عن سعادته بزيارة مصر فى أول جولة إقليمية له بعد توليه المنصب، تأكيداً على إدراك الإدارة الأمريكية لأهمية دور مصر وتأثيرها فى المنطقة، ومحورية دورها فى أى حل مستقبلى للأزمة السودانية، وقد حرص المبعوث الأمريكى على الاستماع الى تقييم وزير الخارجية بشأن السبيل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية فى السودان، تأسيساً على ما تتمتع به مصر من خبرة وفهم عميق لتعقيدات المشهد السودانى وعلاقتها التاريخية من الشرائح الاجتماعية والسياسية المتنوعة على الساحة السودانية.