المواقع الإلكترونية الميتة

منذ أكثر من ثلاثين عاما ومنذ بداية شبكة الانترنت والمواقع الالكترونية هى الشكل الاكثر انتشارا وجاذبية فى هذه الشبكة واستمر هذا النمط حتى بدأت تطبيقات التواصل الاجتماعى فى الظهور وكذا ايضا تطبيقات الهواتف المحمولة ومنذ ذلك التاريخ وتراجعت أهمية تلك المواقع وتراجع الاهتمام بها من قبل عامة المستخدمين وليس المتخصصين الذين يرون أن منصات التواصل الاجتماعى وتطبيقات الهواتف الذكية لا تقدم لهم كل ما يحتاجون إليه.

وبالرغم من ذلك فان عدد المواقع الالكترونية على مستوى العالم يتخطى حاجز المليار موقع وفى عالم به خمسة مليارات مستخدم لتلك الشبكة فان الرقم السابق معناه ببساطة أنه يوجد موقع الكترونى لكل خمسة مستخدمين وهورقم كبير ونسبة كبير نسبيا.

بالعودة إلى فلسلفة بناء المواقع الالكترونية والتى لم تترك مجالا من مجالات الحياة إلا واقتحمته فإن انشاء موقع الكتروني واطلاقه يشبه الى حد كبير ميلاد انسان جديد، أى أن الموقع الالكترونى يمكن الى حد كبير تشبيهه بأنه كائن حي، يحتاج طوال الوقت الى التغذية والى التواصل، يبدأ صغيرا ساذجا ثم يصل الى مرحلة نضج وانتشار وفى النهاية يجب أن يصل الى مرحلة الشيخوخة والتجاهل ثم الوفاة.

ولكن ولان المواقع الالكترونية ليست مخلوقات بشرية تموت حين تصعد روحها الى السماء فإن بعض العلامات أوالمظاهر التى تدل على وفاتها قد تختلف قليلا عن علامات ومظاهر الموت التقليدية، فالمواقع التى لا يتم تحديث بياناتها لمدة طويلة أولا يتم صيانتها وتحتوى على اعطال فنية يمكن أن تعتبر من المواقع الميتة، هذا بالاضافة الى المواقع التى تختفى تماما حين يصبح عنوان الوصول إلى الموقع غير موجود وغير معرف حتى وأن بقى المحتوى والموقع موجودًا على الشبكة ولذلك فان عدم امكانية الوصول للسبب السابق الاشارة اليه أو لغيره من الاسباب كبطء الشبكة او لحجب تلك المواقع يضعها فى مصاف الأموات ايضا.

اما عن اعداد المواقع الميتة فإن الاحصائيات

لا تتفق على نسبة محددة فبعض الاحصائيات تشير الى أن نصف المواقع الالكترونية ميتة وتشير احصائيات اخرى الى أن النسبة لا تتعدى 20% او30% على اقصى تقدير.

أما عن أسباب الوفاة فمنها نقص او قطع التمويل اللازم لبقاء تلك المواقع اولتغير استراتيجية اصحابها أو أهدافهم من انشاء المواقع او وجود مواقع منافسة سحبت الجمهور والاهتمام من المواقع الاولى ولذلك فان بقاء المواقع على قيد الحياة يتطلب وجود محتوى وخدمات ذات جودة عالية واحتياج حقيقى كما يتضمن الامر ايضا سهولة الاستخدام واحترافية التصميم واستمرار التسويق الذكى للموقع ومحتواه وابقاء العين دائما على المنافسين وما يقدمونه واخيرا وليس اخرا درجة صلابة تأمين الموقع ضد الاختراقات والهجمات السيبرانية المختلفة.