السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوانى طعام وشراب وسكن يراعى الخصوصية.. هكذا تجلى الرقى فى الحضارة الإسلامية

تجلى الرقى فى جميع جوانب الحضارة الإسلامية، فحرص المسلمون على الآداب والأخلاق العامة وآداب الطعام، حيث اهتمت الحضارة الإسلامية بالمطبخ من حيث استخدام أدوات طهى متعددة، أو إضافة أصناف مأكولات ومشروبات جديدة، ويشهد بذلك التنوع الكبير الذى تميز به الطعام بمصر وتركيا خلال العصر العثماني.



وفى قاعة الحياة اليومية بالمتحف الإسلامى توجد عدة كنوز أثرية عبارة عن أدوات طعام وشراب،حيث تبرهن هذه التحف على ما أحرزه المسلمون من تقدم فى الحياة الاجتماعية والإلمام بفن التعامل وما يشمله من قواعد المأكل والملبس وغيرهما من العادات اليومية، أو ما يُسمى الآن »الإتيكيت».

 ويكفى أن نذكر أن «زرياب» أحد أشهر الموسيقيين فى التاريخ الإسلامى بالأندلس، هو من نقل إلى أوروبا لأول مرة العديد من مظاهر الرقى والتمدن فى مظاهر المأكل والمشرب وغيرها من مظاهر الحياة.

كما نجد فى السكن المدرسى المكون من عدة طوابق سفلية وعلوية، تخصص الطوابق العلوية لأصحاب المقدرة على صعودها، والطوابق السفلية لغير القادرين على الصعود، وتوضع قوانين وآداب لسكن الطلاب، منها: «... وأن يكون ساكنو بيوت المدارس متحابين متوادين بإفشاء السلام وإظهار المودة والاحترام ويتوجب على ساكنى الطوابق العلوية الترفق بمشيتهم كى لا يؤذوا ساكنى الطوابق السفلية، وفى حال التقاء اثنين فى أعلى درج السكن يبدأ أصغرهما بالنزول، وإن اجتمعا فى أسفل الدرج تأخر أصغرهما ليصعد أكبرهما قبله.

ومن تلك الأنظمة أيضًا ألا يتخذ باب المدرسة مجلسا.. وأن لا ينظر فى بيت أحد فى مروره من شقوق الباب ونحوه.. ولا يرفع صوته جدا فى تكرار أو نداء أحد أو بحث كى لا يشوش على غيره بل يخفضه ما أمكن، ويتحفظ من وقع القبقاب، والعنف فى إغلاق الباب.. وإن كانت المدرسة مكشوفة إلى الطريق السالك من باب أو شباك تحفظ فيها عن التجرد عن الثياب».