الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ذا نيويوركر: فرض الولايات المتحدة إرادتها على المنطقة أصبح مستحيلا

الشرق الأوسط على صفيح ساخن

يقف العالم حاليًا على صفيح ساخن إذ يشهد عددا من الصراعات والحروب تلقى بظلالها وآثارها على جميع دوله، وبالأخص منطقة العالم العربى والشرق الأوسط، التى تدفع ضريبة أنها مركز خريطة العالم، سواء بحكم الجغرافيا أو التاريخ أو الديانة أو الثروات.  



دراسة لمعهد «واشنطن للسلام»، تساءلت «هل الشرق الأوسط على شفا حرب أوسع ؟» فى ترجمة واقعية للعبة «الدومينو» مع ما تشهده المنطقة من العدوان الإسرائيلى على غزة من نحو 7 شهور مع ما أعقبه من علامات تنذر بالخطر المحدق بالمنطقة مثل هجمات الحوثيين على السفن التجارية فى البحر الأحمر، واغتيال الاحتلال الإسرائيلى لقيادات فلسطينية من حركة حماس مثل صالح العارورى فى لبنان وعودة ظهور مخالب تنظيم داعش فى بقاع تحيط بالعالم العربى مثل تفجيرات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فى إيران، والرد الإيرانى على تفجير إسرائيل لقنصليتها فى سوريا.

بينما، حذر تقرير لمجلة «ذا نيويوركر» الأمريكية من  تحول صراعات الشرق الأوسط  إلى حرب واحدة أوسع تجد الولايات المتحدة نفسها متورطة فيها فى مواجهة أطراف متباينة فى إيران وفلسطين والعراق ولبنان وسوريا واليمن.

وأكد التقرير أن التصعيد يعكس المخاطر الكامنة فى المستقبل عبر اندماج الأزمات فى الشرق الأوسط، إذ تجرى عشرة صراعات ونقاط اشتعال قد تتقارب ما يهدد بانفجار الوضع بين فى رقعة جغرافية صغيرة.

وقال جوليان بارنز ديسى، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، فى تصريحات للمجلة أن الولايات المتحدة منفصلة تمامًا عن الحقائق الإقليمية ما يجعلها تبدو ضائعة إلى حد كبير.. وأن الزخم المتصاعد «يجعل من المستحيل على الولايات المتحدة أن تفرض إرادتها من جانب واحد على المنطقة».

وفى أعقاب الضربات الإيرانية الأخيرة على العمق الإسرائيلى، ذكر تقرير لمجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية أن العالم بات على بعد خطوات من حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران، ومن شأن ذلك أن يجر الولايات المحتدة للصراع.

وعلى صعيد آخر، فمع تشتت انتباه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطى «الناتو»، فإن روسيا سوف تتمتع بحرية التصرف فى أوكرانيا ويؤدى لهزيمة كييف وفقدان الغرب لشوكة مهمة فى ظهر روسيا، قد تتمكن الصين من اجتياح تايوان، موطن أكبر شركة لتصنيع أشباه الموصلات على مستوى العالم.

وفى نفس الوقت، لا تزال القوات الأمريكية تنتشر فى العراق وسوريا لاحتواء فلول خلايا تنظيم داعش الذى انهارت خلافته قبل خمس سنوات. 

إلا أن هناك كثيرًا من المؤشرات أن مخالبه تظهر من حين لآخر، إذ تعرضت مصالح أمريكية فى العراق لأكثر من 130 هجومًا بواسطة الطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف الهاون والقذائف من ميليشيات متنوعة، فيما يسمى بمحور المقاومة، وهى شبكة أنشأتها إيران وتضم تحركات كبيرة فى أربع دول وخلايا فى دول أخرى، إذ شنوا ما يقرب من ثمانين هجومًا على القوات الأمريكية فى سوريا، وأكثر من خمسين ضربة على 2500  جندى أمريكى فى العراق. 

وفى روسيا تعرض مركز «كروكوس سيتى هول»، منتصف شهر رمضان المبارك، فى موسكو لهجوم إرهابى، أسفر عن مقتل أكثر 140 شخصًا وإصابة 100 آخرين وأعلن فرع تنظيم داعش الأفغانى (داعش خراسان) مسئوليته عنه.

وفى تأثير سياسى، قد تؤدى حرب غزة والرد الإيرانى على إسرائيل إلى علو كعب الأحزاب اليمينية المناهضة للمهاجرين واللاجئين فى قارة أوروبا، خاصًة مع حالة الجمود السياسى فى دول أوروبية محورية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

ذلك ما يؤثر بطريقة سلبًا على السياسة الأوروبية نحو المسلمين والعرب وقضايا البيئة والأمن السيبرانى والتركيز على صناعة الأسلحة ودعم المد القومى اليمينى فى دول عدة مثل فرنسا وبولندا وألمانيا وإيطاليا والحد من الهجرة.