الحاجة فرحانة حسين سالم عميدة فدائيات سيناء تنصح الشباب بالحفاظ على الوطن
بطولات أهالى سيناء، جزء من بطولات شعب مصر، القاهر للتحديات، وإن كان لأهالى سيناء أن يفخروا بما حققه الأجداد من بطولات، على مر التاريخ، فى معارك دولتنا وجيشنا فى البوابة الشرقية، فإن المرأة السيناوية، سطرت بحروف من ذهب صفحات فى التاريخ تستحق أن تروى.
الحاجة فرحانة حسين سالم (93 عامًا) الملقبة بشيخة المجاهدات السيناويات (كما يلقبها البدو من قبيلة الريشات بمنطقة الشيخ زويد)، إحدى عظيمات مصر، التى جاهدت نصرة للوطن، فما قامت به من أعمال فخر لأبنائها وأحفادها، وكل بنات جيلها والأجيال القادمة.
جينات الوطنية فى الشخصية المصرية، دفعتها لأن تنتفض عقب نكسة احتلال إسرائيل لسيناء، لم تقبل كرامتها أن تعيش راضية تحت احتلال الغزاة.
بطولة من أجل الوطن
تقدم خلاصة خبرتها ونصيحتها لشبابنا، ليواصلوا دورهم فى مواجهة التحديات.
نشأت الحاجة فرحانة ترعى الأغنام فى الصحراء، فى أمن وسلام، حتى وطأت أقدام الاحتلال الإسرائيلى سيناء، عندها ضاق صدرها، واشتد غضبها، فلا يمكن قبول الاحتلال على أرض مصر.
رغم العادات والتقاليد التى تحكم المرأة فى الحياة البدوية، قررت تحويل المسار للانضمام للمقاومة، كامرأة ضد الاحتلال، فاستغلت عملها فى تجارة الملابس؛ لتكون جواز المرور، وستارًا لنقل المعلومات، والتنقل بين معسكرات العدو عن طريق الصليب الأحمر، وكانت تتنقل وسط المجاهدين، وتسافر بين سيناء والقاهرة لنقل المعلومات إلى الجهات المختصة، وبتشجيع العديد من مجاهدى سيناء، الذين تصدوا للاحتلال منذ اللحظة الأولى.
كانت تنقش البيانات والأرقام على الرمل، ثم تقوم برسمها على قطع من القماش بالخيوط، وبعدها تقوم بتوصيلها بجلبابها البدوى المتميز، بكثرة ألوانه وزركشاته، ولم يشك فيها أحد، واستخدمت خبرتها كراعية أغنام لكى تصبح عينًا لرجال القوات، الذين يعملون خلف خطوط العدو فى سيناء، وكانت دليلًا لهم أثناء سيرهم فى الصحراء وتمكنت من تصوير أحد أهم القواعد الإسرائيلية فى منطقة «ياميت»، وكانت المرأة الوحيدة، التى استطاعت دخول القاعدة ونقلت معلوماتها إلى المخابرات المصرية، واستهدفت الكثير من سيارات الجيش الإسرائيلى بالعبوات الناسفة، وفجرت قطار العريش الذى كان محملًا بالبضائع والذخيرة للجيش الإسرائيلى.
نصيحتها للشباب
تروى الحاجة فرحانة نصيحتها للشباب وتحثهم على الانتماء لوطنهم، والثقة فى جيش مصر، الذى حقق الانتصار ولا يزال يحمى الوطن، وتحذرهم من خداع الشائعات المغرضة، التى تستهدف هدم مصر، وأن يدعم الشباب قيادته وجيشه، ويعمل على حماية الوطن من الأعداء. ومن جانبه يروي عبد المنعم إبراهيم (الابن الأوسط لشيخة المجاهدات، ويعمل مديرًا لمركز التدريب على علوم الحاسب الآلى بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار فى محافظة شمال سيناء)، “أحد المواقف التى دلت على ذكاء الأم، حينما كان طفلًا صغيرًا.. حيث كانت ترسم المعلومات والصور على قطع قماش، ثم تُحيكها فى أطراف ثوبها ثم تقوم بقرصى حتى أبكي، فينشغل الجميع ببكائى، ويتركونا نمر- دون تفتيش- حتى لا ينكشف الأمر”.