الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفسيخ والبيض الملون والفول النابت وجبات أساسية على مائدة المصريين

انتعاش بيع الفسيخ فى شم النسيم
انتعاش بيع الفسيخ فى شم النسيم

ما زالت معظم المحافظات تحتفظ بعاداتها وطقوسها فى احتفالات عيد الربيع، باعتبارها موروثًا منذ القدماء المصريين، إذ يحرص المواطنون على تناول الفسيخ والرنجة والسردين والتونة والفول النابت، فضلًا عن تلوين البيض المسلوق مع الأطفال، بجانب التنزه على الشواطئ بالمدن الساحلية للهروب من حرارة الجو.



فى المنوفية، اعتاد المواطنون التوجه إلى الحقول فى الصباح الباكر باعتبارها محافظة زراعية من الدرجة الأولى، لتناول أسماك الرنجة والسردين تحت الأشجار، فيما يحتفل آخرون بتناول وجبة الإفطار المكونة من البيض المسلوق الملون، والفول المدمس، والجبن القديم بالعيش الفلاحى، مع شرب الشاى.

كما يبدأ الأطفال  اللعب فى الأرض المتسعة الخالية من المحاصيل بعدما تم حصد محصول القمح وتوريده للصوامع والشون، فيما يتبادل المتواجدون أطراف الحديث الذى لا يخلو من الضحكات والمواقف المثيرة، أما الشباب فيتسلقون أشجار التوت بعد هز الأفرع لتتساقط عليهم الثمرات.

وعلى وجبة الغداء، فالطبق الرئيسى على المائدة التى نصبت على الأرض الزراعية، الرنجة المشوية وبجوارها أسماك السردين، والذى لا يخلو تناولها من وجود البصل الأخضر.

وتظل طقوس شم النسيم فى المنيا، عادة يتوارثها الأجيال فيها يحرص المنياوية على التنزه بالحدائق العامة وكورنيش النيل، الذى يمتد طوله لأكثر من 5 كيلومترات من جنوب المدينة إلى شمالها، ويشهد زحامًا شديدًا خلال الاحتفال بأعياد الربيع، إذ يحضر أهالى المحافظة من جميع مراكزها وقراها منذ الفجر ليحجزوا أماكنهم عليه، كما يتسلق البعض الآخر المراكب النيلية والمعديات والتنقل بين ضفتى النهر وسط فرحة وبهجة كبيرة من الصغار والكبار، كما يحرص الأهالى على تجهيز 3 أكلات مصرية قديمة متوارثة، وهى الفول النابت والبيض الملون والفسيخ والرنجة، والتى تجتمع عليها جميع الأسر.

ومن أشهر عادات أهل بنى سويف، التليدة «وليمة» يوم شم النسيم، التى تتجمع حولها الأسر، وتتكون من «الحمام المحشى» والملوخية الخضراء ومحشى ورق العنب وبعض المشروبات مثل التمر هندى والعرقسوس، بجانب تناول الرنجة والفسيخ والبيض والبصل، والحلو ملانة أى «الحمص الأخضر»، وفى المساء يتوجه الأهالى إلى الحدائق العامة والممشى السياحى للاستمتاع بجمال الطبيعة.

وفى كفر الشيخ، توفر محلات الفسيخ ترابيزات وكراسى خشبية وأماكن خاصة بالعائلات، وذلك لاستقبال الأسر الراغبة فى شراء وتناول الفسيخ داخل المحال، إذ يزداد الإقبال فى أعياد شم النسيم، وتقدم الخدمة دون مصاريف، حيث يتم دفع ثمن الفسيخ فقط، ويتراوح سعره بين 180  و 300 جنيه للكيلو الواحد.

أما فى محافظة الفيوم، فتحرص الأسر على تنظيم الرحلات للمتنزهات بمنطقة شلالات وادى الريان، حيث جبل المدورة وخيام السفارى، فضلًا عن منطقة عين السليين، التى تكسوها بساتين المانجو، حيث يستغلها المواطنون فى الجلوس بداخلها، وهم يصطحبون حلل المحشى والبط والدجاج، وهى من العادات المتوارثة قديمًا، بينما يحرص البعض الآخر لقضاء اليوم بالذهاب إلى بحيرة قارون والمحميات الطبيعية.

أهالى الصعيد، يحرصون كذلك على التنزه بالحدائق العامة وكورنيش النيل، الذى يشهد زحامًا شديدًا خلال الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم، حيث يحضر الأهالى من جميع المراكز والقرى منذ الفجر ليحجزوا أماكنهم على الكورنيش. 

محافظة الإسكندرية ومعظم المدن الساحلية، استعدت لاحتفالات شم النسيم بتجهيز البلاجات والشواطئ وتزويد الخدمات بها، تحت إشراف الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، فالإسكندرية تمتلك 9 شواطئ، منها شاطئان مجانا خرج منها «المندرة» بسبب أعمال تطوير وتوسيع طريق كورنيش البحر، وتبقّى «الأنفوشى» لاستقبال المواطنين، كما يوجد 7 شواطئ عامة سعر التذكرة بها جنيهان فقط، وفى حالة طلب أدوات يتم دفع 3 جنيهات للشمسية، جنيه للكرسى، جنيه للمنضدة.

ومع قدوم احتفالات شم النسيم، تنتعش رحلات السفارى حيث يستمتع السياح بشلالات المياه الطبيعية وصعود الجبال، إذ تشهد دهب إقبالًا كبيرًا من السياح المصريين وصلت لـ100%، فيما تزايد الطلب على الرحلات البحرية والألعاب البحرية والمراكب الشراعية التى تشتهر بها المدينة خاصة «الويتر سيرف»، كما يتوافد آلاف السياح المصريين من محافظات القاهرة والدلتا لقضاء شم النسيم بشواطئ رأس سدر القريبة من القاهرة، وامتلأت شواطئ طور سيناء بالمواطنين خاصة حمام موسى والكيلانى وغيرهما.