الإثنين 22 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدكتور سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى حواره لـ«روزاليوسف»: نرفض عروض التجريب العالمية التى تروج «للمثلية»

الدكتور سامح مهران
الدكتور سامح مهران

رؤية أوسع وأرحب يطرحها الدكتور سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى الذى يستعد فى دورته الجديدة إلى طرح أشكال مختلفة من المسرح بجانب التجريب الذى فى رأيه تغيرت ملامحه دوليًا عن السياق المتعارف عليه.. عن المهرجان ودوره هذا العام قال مهران فى هذا الحوار:



■ كيف رأيت التجريبى بعد عودتك لرئاسته العام الماضى؟

- التجريبى اختلف من حيث المضمون ومن حيث الفحوى، وسوف أتحدث بصراحة أغلب العروض التجريبية التى تتقدم إلينا حاليا تحمل ملمحا يتناول قضايا «المثلية».. بالطبع لن أستطيع استضافة هذه النوعية من العروض؛ لأن أغلب التجريب بالعالم أصبح يروج لهذه الفكرة التى أرفضها بشكل شخصى، لأنها تشكل نوعا من الإفساد لأجيال قادمة رفضت هذا الملمح بقوة؛ لكن سوف نتوسع فى تقديم ألوان أخرى من عروض المسرح الموسيقى والكوميدى لاجتذاب شرائح كبيرة من المجتمع المصرى؛ فالتجريب أحيانا قد يعكس نرجسية الفنان وانغلاقه على ذاته.

■ هل سيلعب المهرجان هذا العام خارج المصطلح؟

- التجريب مسألة نسبية ويتحدد وفقا لمقتضى حال كل مجتمع؛ التجريب فى مجتمعنا يعتمد على تفكيك بعض الوقائع الاجتماعية التى أصبحت ضارة مثل تفكيك الخرافة، وأبرز مثال على ذلك ما سبق أن قدمناه فى «الطوق والإسورة» أخذنا وجهة نظر معارضة نعارض النص الروائى نقدم افتراضية أخرى حتى لو افتراضية قائمة على «الجروتسك».

■ ماذا عن ميزانيات المهرجان فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية؟

- يجب السعى للمحافظة على مركزنا الدولى بين المهرجانات بالعالم، لأننا مهرجان درجة أولى.. وليس مجرد مهرجان درجة ثالثة فمن المهم أن يغطى المهرجان عشرة أيام، بينما المشكلة القادمة أن الدولار اقترب من الخمسين جنيها؛ وبالتالى تذاكر الطيران وتكاليف الإقامة ارتفعت للغاية؛ لذلك لابد من زيادة الميزانيات والحقيقة أننى أجد كل المعاونة الصادقة والحقيقية من السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى؛ لم تبخل على المهرجان فى ميزانية العام الماضي، وهذا العام الوضع الاقتصادى يطالب بزيادة جديدة لأن مصر دورها كبير ويستحيل أن نرضى بفتات الأشياء؛ كما وجدنا كل الدعم من الهيئة العربية للمسرح.

 

مشهد من عرض تشارلى
مشهد من عرض تشارلى

 

■ ابتكر المهرجان فكرة جديدة العام الماضى باستقطاب النجوم إليه وكانت ليلى علوى!

- المهرجانات الدولية عادة تستعين بأشخاص من ذوى الحيثية أصحاب فكر مثل فنانين كبار بالفن التشكيلى أو موسيقيين.. كل هذا يحدث زخما جماهيريا لأن هذا الشكل من الدعاية جزء من تسويق المهرجان لذاته؛ حتى لو لم تكن ليلى علوى من أصحاب التاريخ الطويل بمجال المسرح برغم أنها قدمت أكثر من 15 مسرحية؛ نحن فى النهاية لم نستعن بشخص بعيد عن العملية الفنية؛ مهرجانات مثل ادنبرا؛ افينون؛ أو بروكسل يستعينون بشخصيات ذوى حيثية فنية وأدبية؛ بينما الشخصيات المسرحية الهامة بمجال المسرح قد لا يعرفهم أحد على المستوى الجماهيرى نحن أنفسنا كمسرحيين للأسف الشديد لسنا أصحاب جماهيرية؛ والاعتراف بالحقائق لا يعنى أننا ننال من كرامة الناس أو مجدهم الشخصى أو من كفاءتهم المهنية إطلاقا.

■ كيف رأيت هذا الهجوم؟

- نوع من التربص لكننى لا أدين أحدا بعينه، بينما أتحدث بشكل مطلق، فانغلاق الفكر ينتج هذا الشكل؛ انغلاق الساحة المسرحية على ذاتها يؤدى إلى هذه النتائج لابد أن ننفتح على الجميع؛ السينمائيين والتشكيليين نجوم الفيديو والموسيقيين كلنا فى محيط واحد؛ والجزر المنعزلة لن تفيد أحدا.

■ فى رأيك لماذا تعتبر مهرجانات المسرح الأقل ترويجا وجماهيرية؟

- المسرح يجب أن يتعرض لكل ما يمس العصب العارى للمتفرج.. بمعنى أن نتعامل مع الواقع بحرفية فنية دقيقة وجاذبة؛ ثم إننا نعانى من هذه الأزمة لعدة أسباب كثيرة منها تخلف خشبة المسرح تقنيا نحن فى عالم آخر بعيد؛ هذا الابتعاد يحجم خيال المبدع؛ ثانيا الرقيب ليس خارجنا ولكنه أحيانا من داخلنا لدينا رقيب يدمر العملية المسرحية؛ كما أن بعض أعضاء الحركة النقدية يمارس مفهوما رقابيا وليس فنيا وهذا شىء شديد الخطورة.

■ فى رأيك كيف يتم التغلب على هذه الأزمات؟

- الأزمة القادمة التى ستواجهنا أزمة العمالة الفنية التى تدير خشبات المسارح؛ أصبح لدينا نقص شديد فى الكوادر، ليس لدينا مفهوم الفرقة بالمعنى الموجود بالستينيات؛ الفرقة التى تتدرب يوميا على عمل مسرحى سيخرج للنور والفرقة المستوفاة لجميع الأعضاء والأدوار.. هل لدينا سياسة مسرحية تتوافق مع مسميات المسارح؛ أعتقد أن مفهوم المدير الفنى للفرق أصبح غائبا مع وجود قطاع إنتاج وبيت فنى دون النيل من أحد؛ أرجع الناس لتوصية مجلس الشعب 1990 الذى كانت فيه البيوت الفنية مستلقة وكل مدير مسرح يتصرف وفقا لمسمى مسرحه؛ هو مسئول عن موسم كامل لديه ميزانيته ووحدته الحسابية الخاصة؛ تنقصنا وظيفتان؛ فى المسارح الغربية هناك المدير الأدبى يبحث عن النصوص ذات الحساسية الجديدة لتقديمها على خشبات المسارح بما يتوافق مع سياسة الفرقة، ووظيفة الدراماتورج المتشعبة قد يكون له علاقة بالنص أو العرض.

■ هل هذه الأزمات تؤثر بشكل سلبى على تطور شكل المهرجانات عموما؟

- نبتعد كثيرا عما يحدث بالعالم وأستعير كلمة فاروق حسنى بأن مصر عالم ثقافى أول.. لا يصح أن نكون فى هذا الوضع؛ لدينا الكثير كى نقوم به؛ جزء مهم تم طرحه فى لجنة المسرح مثلا عن لائحة الأجور الخاصة بفنانى المسرح أصبحت غير جاذبة على الإطلاق فى ظل ما يحدث؛ لجنة المسرح تناقش كل شىء لكنها غير ملزمة، نرسل توصيات للأمانة العامة للمجلس الأعلى للثقافة والمجلس الأعلى يرفعها للوزيرة؛ نضع اقتراحات فى صيغة التوصية لكنها ليست ملزمة، نكافح بالتدريج مع إدراكنا لظروف البلد الاقتصادية حتى يصبح المسرح جاذبا لفنانى السينما والفيديو؛ كى نستعيد دورنا علينا أن نتفاعل مع ما يحدث فى المحيط العربى لأن التفاعل مبنى على قوى متكافئة تنفتح على العالم العربى بالأخذ والعطاء؛ والمهرجان يحتاج إلى حركة مسرحية قوية من بين المقترحات أن يكون لدينا ميزانية تمكن المهرجان من إنتاج عرضين أو ثلاثة يصبح نموذجا أو قاطرة تشد الحركة المسرحية بالكامل عن طريق التمازج مع مخرج دولى كى أمنح نموذجا لإخراج وحساسية مغايرة وفقا لشروطى.