السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يتاجر بدماء الأبرياء الفلسطينيين ويسير إلى حافة الهاوية

نتنياهو.. «المقامر»

تكدس النازحين الفلسطينيين فى شرق مدينة رفح
تكدس النازحين الفلسطينيين فى شرق مدينة رفح

بعدما ضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات والالتزامات الدولية التى تنص على حماية المدنيين، يواصل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، العملية الوحشية الإسرائيلية تجاه المدنيين فى قطاع غزة وشرق مدينة رفح.. فى الوقت الذى تبذل فيه مصر جهودًا حثيثة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإتمام صفقة يتم بموجبها الإفراج عن محتجزين إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، يصر نتنياهو على تخريب تلك الجهود، ويسير إلى حافة الهاوية.. وفى خطوة تصعيدية، استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلى مخازن المساعدات فى شرق مدينة رفح، وحاولت قوات الدفاع المدنى المصرية السيطرة على الحرائق، ووجه قبلها جيش الاحتلال نداءات لسكان المناطق الشرقية من مدينة رفح، الملاذ الأخير لسكان قطاع غزة، التى يتواجد بها نحو 1.5 مليون فلسطينى، فى إشارة إلى استعداد الاحتلال للتوغل البرى.



وطالب جيش الاحتلال المدنيين فى تلك المناطق من رفح بالتوجه صوب منطقة النواصى بادعاء أنها منطقة آمنة، إلا أنه لم تسلم تلك المناطق من قصفه خلال الأشهر الماضية، ما ينذر بانهيار جهود المفاوضات، فى ظل تعنت نتنياهو أمام الضغوط العالمية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن هناك محاولات لإعادة سيطرة تل أبيب على الشريط الحدودى بين مدينة رفح الفلسطينية ومدينة رفح المصرية والمسمى بمحور «فيلادلفيا» كما كان الوضع قبل عام 2005.

فى هذا الإطار، قال المحلل السياسى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب: «إن حكومة نتنياهو تجاوزت كل الخطوط الحمراء إذ وضعت المنطقة فى إطار محرج وخطر للغاية، وذلك لم تشهده رفح الفلسطينية من قصف متواصل.

وأنهى «الرقب» حديثه لـ«روزاليوسف»، بالقول: إن استمرار الحرب طوق النجاة الوحيد لنتنياهو، لذلك كان من الطبيعى أن يستمر فى اجتياح رفح.

إلى ذلك، ندد السفير فايز أبوالرب، مدير إدارة الشئون العربية بوزارة الخارجية الفلسطينية، فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: باجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلى لمعبر رفح البرى وإغلاقه أمام المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين يعانون الجوع والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء ومراكز سكنهم، ومنع موظفى الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة ما ينذر بكارثة إنسانية.

وطرح تقرير لمجلة «فورين بورسى» الحقيقة التى سوف تواجهها قوات الاحتلال الإسرائيلى من شن هجوم على رفح، إذ أكد أن قوات الاحتلال ستواجه عدوًا متمرّسًا فى القتال أثناء محاولتها إبعاد عشرات الآلاف من المدنيين عن الطريق.. وأضافت «فورين»، إذا تقدمت القوات الإسرائيلية إلى رفح فى محاولة للقضاء على قوات حماس التى يعتقد أنها موجودة هناك، يقول الخبراء: إنها ستواجه عدوًا متمرّسًا فى القتال ولديه القدرة على القتال وإعادة الإمداد من خلال شبكة واسعة من الأنفاق. 

وقال جوناثان لورد، وهو زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط فى مركز الدراسات الدولية: «ستبدو مدينة رفح مختلفة بشكل أساسى» ولن تكون مهمة جيش الاحتلال سهلة، مؤكدًا أن قوات حماس التى تقاتل فى رفح هى «سكان أصليون إلى حد ما» فى المنطقة، ويعتمدون على شبكة كثيفة من الأنفاق، وقد حاول الإسرائيليون إقامة جدار تحت الأرض لمنع حماس من استخدام الممر، لكنهم لم ينجحوا. 

وأوضح مايكل مولروى، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكى السابق الذى يعمل الآن مع مجموعة «فوجبو»، التى تساعد فى إنشاء رصيف المساعدات فى غزة، أن الإسرائيليين أخبروا المنظمات غير الحكومية أن عملية الإخلاء ستستغرق حوالى 10 أيام، رغم أن جماعات الإغاثة تعتقد أنها قد تستغرق وقتًا أطول بكثير.

وقال مولروى: إن العملية، قد تؤدى إلى إغلاق المعابر الحدودية إلى غزة لمدة تصل من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، ورفح المتاخمة لمصر، هى موطن المعبر الحدودى الوحيد إلى غزة الذى لا تسيطر عليه إسرائيل بشكل مباشر.

وحذر بلال صعب، زميل مشارك فى تشاتام هاوس فى لندن ومسئول سابق فى وزارة الدفاع الأمريكية، من أن النتيجة المباشرة أمام العالم هى: ماذا ستفعل بكل هؤلاء الأشخاص؟