الفيلم ملحمة توثق بطولات القوات المسلحة لاستعادة حق الشهداء
"السرب" مصر لا تترك ثأرها
حوار - سهير عبدالحميد
وثيقة سينمائية جديدة قدمها فيلم «السرب» الذى يتناول عملية عسكرية قامت بها القوات المسلحة المصرية للثأر لشهداء المذبحة التى راح ضحيتها 21 شهيدًا مصريًا على يد التنظيم الإرهابى داعش فى ليبيا عام 2015.
الفيلم يوثق واقعة حقيقية عاش المصريون مرارتها لتكون رسالة للأجيال القادمة تؤكد عظمة الدولة المصرية التى لا تترك حق أبنائها وتثأر لهم فى دقائق معدودات.
«السرب» ضم عددًا كبيرًا من النجوم على رأسهم أحمد السقا وشريف منير وآسر ياسين ومحمود عبدالمغنى وكريم فهمى وأحمد حاتم ومحمد ممدوح ودياب، ومن النجمات نيللى كريم وصبا مبارك وعارفة عبدالرسول وغيرهم وأنتجته الشركة المتحدة.
«روزاليوسف» حاورت مؤلف ومخرج «السرب» ليكشف كواليس العمل الضخم من مرحلة البحث حتى خرج للنور.
المؤلف عمر عبد الحليم: تناولت تأثير العملية العسكرية على أسر الشهداء والتقيت الطيارين الذين شاركوا فى المهمة
المؤلف عمر عبدالحليم قال إنه يعتبر فيلم «السرب» علامة فارقة فى حياته كسيناريست شاب فى بداية مشواره مع الكتابة وهو ثالث عمل له، مؤكدًا أن الفيلم أخذ منه 3 سنوات ما بين تحضير وكتابة وتصوير حتى يخرج للنور وأن كل من شارك فى هذا العمل سواء أمام الكاميرا أو خلفها اعتبروا أنفسهم فى مهمة وطنية.
عن كواليس كتابته لسيناريو «السرب» والمصادر التى استعان بها فى الكتابة وسبب تأخير خروجه للنور وتفاصيل أخرى يتحدث مؤلف «السرب» خلال هذه السطور:
■ متى بدأت رحلتك مع فيلم «السرب»؟
- الموضوع بدأ من خلال الحادث الذى أدمى قلب كل مصرى عام 2015 وراح ضحيته 21 شهيدًا وما تبعها من الثأر المصرى السريع، خاصة أنه من المرات القليلة التى أرى فيها الفعل ورد الفعل مكتملين بهذا الشكل، وشعرت أن هذه واقعة جديرة بالتجسيد على الشاشة حيث تعتبر أول عملية عسكرية تتم خارج الحدود منذ أكثر من 40 سنة، وظلت الفكرة تختمر فى ذهنى حتى عام 2020، فى هذا العام كتبت أول معالجة مبدئية للفيلم وعرضتها على الشركة المتحدة المتمثلة فى شركة سينرجى للمنتج تامر مرسى والمؤسسة العسكرية ووجدت لديهم الرغبة فى إنتاج أعمال وطنية وأعجبتهم فكرة الفيلم، والحقيقة لم يبخلوا بأى مساعدة ودعم حتى خرج الفيلم للجمهور.
■ حدثنا عن مراحل كتابة الفيلم والمصادر التى استعنت بها؟
- الفيلم أخذ مرحلة طويلة من الكتابة ووصل عدد النسخ التى كتبتها لـ23 نسخة بسبب كثرة التفاصيل وظللنا نجرى تعديلات حتى نهاية التصوير، والتعديلات لا يشترط أن تكون جذرية فى صلب القصة ولكن ممكن فى تغيير مشهد أو ترتيب أحداث، فمثلا نحن بدأنا التصوير بعد النسخة العاشرة وظللنا نجرى تعديلات أثناء التصوير حتى وصلنا للنسخة الـ23 هذا بجانب أن الفيلم بسبب طبيعته الخاصة أخذ ثلاث سنوات ما بين تحضير وتصوير.
وتابع قائلا: رحلة البحث فى الواقعة الحقيقية التى تناولها الفيلم كانت كبيرة، فأنا اشتغلت على مهن مختلفة يعرضها الفيلم، لذلك عملت دراسة وافية لطبيعة المهام وطريقة إدارة العمليات والتعامل على الأرض من خلال لقائى بالخبراء من كل أجهزة الأمن، الذين ظهروا فى الفيلم مثل الطيارين الذين شاركوا فى عملية الثأر.
على الجانب الآخر عملت دراسة على الإرهابيين وفكرهم واستعنت فيها بمراجع كثيرة فى علم نفس الإرهاب، أما من جانب الضحايا فقد تواصلت تليفونيًا مع أقارب أحد الشهداء الذين فجعوا فى أبنائهم والضربة الجوية «شفت غليلهم»، وتعرفت إلى أى مدى هؤلاء الشهداء كانوا مسافرين من أجل لقمة العيش ولديهم أحلام وطموحات زواج وعمل، لذلك حرصت أن يكون هناك خط درامى لأم أحد الشهداء التى فقدت ابنها ومدى تأثرها بفقد ابنها الذى كان يعولها وتنتظر عودته بفارغ الصبر كذلك تأثير الضربة الجوية عليها.
■ ألم تفكر فى تقديم تفاصيل حياة الـ21 شهيدًا الذين دفعوا حياتهم على يد الإرهاب الغاشم فى مسلسل تليفزيونى خاصة أن الواقعة تحتمل ذلك؟
- عندما فكرت فى الحادث وتقديمه على الشاشة كان تفكيرى الأول متجها نحو السينما وليس التليفزيون لأنى أميل للسينما أكثر؛ لأنها أكثر تكثيفًا وذاكرتها أقوى بجانب أنه أثناء عملنا على الفيلم خلال 3 سنوات كانت هناك مسلسلات وطنية يتم إنتاجها على أرض الواقع، وفى المقابل لا يوجد فيلم سينمائى حربى يدور فى العصر الحديث يرصد الواقع الذى عشناه وكل ما قدم دارت أحداثه عن حرب أكتوبر أو حرب الاستنزاف.
■ «السرب» أخذ وقتًا حتى خرج للنور.. ما السبب؟
- بدأنا التحضير للفيلم وتصويره فى فترة جائحة «كورونا» وهذا جعلنا نتوقف عدة مرات وكذلك التزامات النجوم فى أعمال أخرى تسببت فى التوقف أكثر من مرة.
■ كيف كانت كواليس التصوير فى الفيلم؟
- أهم شيء هو أن كل فريق العمل بلا استثناء كان يعمل بروح وطنية وكأنه فى مهمة قومية، فهذا العمل تجربة استثنائية لكل صناعه وهو ليس فقط فيلما وطنيا حربيا قدم بإمكانيات كبيرة لكنه أيضًا فيه كل عناصر الجذب من وجود بطل شباك أول من أهم نجوم مصر وهو أحمد السقا وصورة حلوة، ومهما مر علينا من أفلام لن نقدم أفلامًا كثيرة مثل «السرب» الذى نعتبره وثيقة تاريخية عن واقع عشناه وكيف تعاملت دولة كبرى بحجم مصر مع هذه الجريمة.
■ كان من المفترض عرض الفيلم فى أكتوبر الماضى.. فما سبب التأجيل؟
- فعلا كان من المفترض عرض الفيلم فى هذا التوقيت لكن جاءت أحداث غزة، فوجدنا أن المزاج العام لم يكن مهيئًا لعرض الفيلم حتى اختارت الشركة المتحدة الأول من مايو موعد لانطلاق العرض، وأتمنى أن يصل لقطاعات عديدة من الجمهور وكل أفراد الأسرة ويحظى بإعجابهم، وأنا سعيد لأن الفيلم لن يعرض فقط فى دور العرض السينمائى لكن يعرض فى قصور الثقافة أيضًا.
المخرج أحمد نادر جلال: قدمنا وثيقة سينمائية تؤكد عظمة وقدرة الدولة المصرية
أكد المخرج أحمد نادر جلال أنه سعيد أن تكون أولى تجاربه فى إخراج الأعمال الوطنية من خلال فيلم حربى يتناول العصر الحديث، وهو فيلم «السرب» الذى يعتبره تجربة استثنائية قد لا تتكرر فى مشواره.
وتحدث جلال عن الدعم الذى حصل عليه سواء من الشركة المتحدة أو المؤسسة العسكرية حتى يخرج «السرب» بهذا الشكل المشرف، متمنيًا وجود أعمال كثيرة من هذه النوعية لتؤكد على عظمة الدولة المصرية.
■ هل يعد فيلم «السرب» أول تجربة لك فى الأفلام العسكرية وكيف كانت؟
- «السرب» هو تجربة استثنائية فى حياتى بكل المقاييس، فهو ليس فقط أول فيلم حربى أقدمه بل قد لا يتكرر، لكنه أول فيلم حربى يتناول عملية عسكرية دارت أحداثها فى العصر الحديث والسينما قدمت أعمالا كثيرة حربية، لكن كلها كانت فى الماضى ومقتصرة على حرب 67 وحرب الاستنزاف ونصر 73 ومن هنا جاءت المسئولية.
■ عندما وافقت على الفيلم هل كنت حريصا على أن يكون به الجانب التجارى؟
- نحن لم نقدم فيلما موجها أو عملا وثائقيا عن واقعة استشهاد الـ21 مصريا، لكن قدمنا عملا مبنيا على أحداث حقيقية تناولناها بشكل إنسانى، وفى نفس الوقت به مواصفات الفيلم التجارى الذى ينافس فى شباك التذاكر ويحقق ايرادات، وهذا له مواصفات فى تقديم صورة حلوة ونجوم كبار وأحداث تجذب الجمهور، والأهم أن الفيلم قدم وثيقة سينمائية لواقعة مؤسفة وتأكيد على عظمة الدولة المصرية فى الثأر لأبنائها.
■ هل تقديم فيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية يكون أصعب من فيلم آخر أحداثه من وحى خيال المؤلف؟
- بالتأكيد تقديم عمل عن أحداث حقيقية أصعب لأن هناك محظورات معينة لا نستطيع أن نخرج عنها وأحداثا حقيقية تحكمنا وكل الذى نستطيع أن نفعله هو أننا نشتغل على الأحداث التى لم يرها الجمهور؛ فنحن لم نشاهد سوى فيديو الواقعة لكن ما وراء الأحداث الذى لم يره أحد هو ما اجتهدنا فيه وقدمناه فى الفيلم، وحرصنا أن الأحداث تكون مكثفة فخير الكلام ما قل ودل وحتى لا يمل الجمهور، وأعتقد أن هذا عنصر مهم من عناصر الجذب.
■ ما أكثر الصعوبات التى واجهتك خلال التصوير؟
- كما ذكرت أن الفيلم تجربة صعبة وممتعة فى نفس الوقت، فجانب من الصعوبة التى واجهتنا هو التعامل مع مشاهد الطيران والحقيقة أن المؤسسة العسكرية لم تبخل علينا بشىء فى هذا الأمر ولولاهم ما خرج هذا الفيلم بهذا المستوى؛ إذ قدموا لنا كل الخدمات فمثلا الطائرات التى ظهرت فى الفيلم هى نفس طراز الطائرات التى قامت بالعملية العسكرية فى درنة وشارك فى الفيلم 24 طائرة ورافقنا خلال التصوير عدد من الطيارين الذين شاركوا فى العملية وساهموا فى تدريب نجوم الفيلم على المشاهد العسكرية، لأن التفاصيل التى ظهرت على الشاشة كان لابد أن تكون حقيقية من طريقة ركوب الطائرة أو التعامل مع المعدات وغيرها، وأعتقد أن أكثر صعوبة واجهتنا أثناء التصوير هو التعامل مع الطائرات وتصويرها فكان تحديا كبيرا لنا.
■ وأين صورت الفيلم؟
- الفيلم تم تصويره بالكامل داخل مصر وبالتحديد فى القاهرة والسويس ومرسى مطروح.
■ حدثنا أكثر عن تكنيك الصورة الذى استخدمته فى التصوير؟
- أثناء التحضيرات ذاكرت كثيرًا أنا ومدير التصوير أحمد يوسف وكل فريق العمل لتقديم صورة حلوة واستخدمنا تكنيك «أنامورتيك» والحمد لله النتيجة كانت حلوة.
■ الفيلم ضم عددا كبيرا من النجوم سواء ضيوف شرف أو أبطالا أساسيين، فهل وجدت صعوبة فى الترشيحات؟
- كل النجوم بلا استثناء رحبوا جدا بالمشاركة فى «السرب» حتى ولو بمشهد واحد واعتبروه عملا وطنيا يقومون به وكل نجم قدم دوره باقتدار.
■ كيف استقبلت طرح الفيلم فى دور العرض ورد فعل الجمهور؟
- كنت فى منتهى السعادة واختفى الإحساس بالتعب الذى بذلته أنا وفريق العمل على مدار أكثر من ثلاث سنوات خاصة وأنا أرى تصفيق الجمهور فى الفيلم.
■ وأخيرًا كيف تقيم تجربتك فى «السرب» مقارنة بالأعمال التى قدمتها فى مشوارك؟
- السرب من أقرب الأعمال لقلبى التى قدمتها، وأعتبره فرصة يتمناها أى مخرج.