«غزة» تُسقط الأقنعة المزيفة للإعلام الغربى
كتبت د. مريم الشريف
يشارك الإعلام بدور كبير فى رفع الوعى المجتمعى، من خلال بث المعلومات والحقائق عن مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، فمنذ بداية العدوان الصهيونى الشرس على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن، نجح الإعلام المصرى والعربى فى تغطية الأحداث بدقة ومصداقية وشفافية عالية، معتمدًا على شبكة المراسلين الكبيرة المتواجدة فى قطاع غزة، وجاءت قناة «القاهرة الإخبارية» فى مقدمة القنوات التى تنقل الأخبار لحظة بلحظة، حتى أصبحت مصدر معلومات رئيسيًا لجميع القنوات العالمية.
وفى الجانب الآخر، أخذت وسائل الإعلام الغربية، موقفًا منحازًا بشكل صارخ لإسرائيل، متجاهلين حرب الإبادة الجماعية التى تمارس ضد الشعب الفلسطينى، كما تجاهلوا نداءات ومظاهرات مواطنيهم التى خرجت للمطالبة بوقف العدوان.
من جانبه، قال الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة: «إن الإعلام المصرى يقدم تغطية متوازنة لما يحدث فى غزة، تعكس وجهة نظر الدولة وتؤكد الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى»، لافتًا إلى أن محتوى التغطية كله يساند القضية الفلسطينية قلبًا وقالبًا وهذا موقف مصر منذ زمن بعيد.
وأضاف «مكاوى»، أن قناة «القاهرة الإخبارية» سدت فراغًا كبيرًا فى الإعلام المصرى الذى كان بطبيعته له توجه عربى وإفريقى، يعكس مكانة مصر الكبيرة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن انحياز الإعلام الأوروبى والأمريكى لإسرائيل، وتجاهل المجازر التى تحدث فى فلسطين، أمر لا يثير استغرابه لأن الإعلام الغربى يتبنى دائمًا وجهة النظر الصهيونية، ويركز على ما يدعم السياسة الخارجية للدول الغربية، التى تصب معظمها فى اتجاه إسرائيل.
وأوضح عميد كلية الإعلام الأسبق، أن نقل الإعلام العربى لكل ما يحدث فى غزة من جرائم سفك الدماء وقتل الأبرياء، أثر بشكل كبير على السوشيال ميديا الغربية، حيث كشف التضليل الذى ينقله الإعلام الغربى الرسمى للأحداث، ما جعل تلك الشعوب تنحاز بشكل كبير لعدالة القضية الفلسطينية، متابعًا: «أن اجتزاء الإعلام الغربى القضية الفلسطينية والادعاء بأنها بدأت فى 7 أكتوبر، تجاهل للتاريخ ويدعم وجهة النظر السائدة لدى الغرب، مؤكدًا أن المحايدة والموضوعية اللتين كان يدعيهما الإعلام الغربى تبين أنها مجرد أقاويل وأكاذيب. وعن تغطية القنوات العربية لأحداث غزة، أوضح «مكاوى» أن تغطيتها كانت متفاوتة لأنها تعكس تأرجح مواقف الدول العربية من دولة لأخرى، مشددًا على أن الموقف المصرى هو الواضح والثابت والمستقر على ما تتبناه السياسة المصرية عبر عشرات السنين من دعم القضية الفلسطينية، معربًا عن أمنيته فى أن يكون لدينا دور أكبر فيما يخص الهيئة العامة للاستعلامات، والمكاتب الخارجية التى أغلقت، لأن الاتصال الشخصى بجانب الجماهيرى يكون له دور مؤثر بشكل كبير، من عقد ندوات ومؤتمرات تقدم رسائل لوسائل الإعلام الغربية بشكل أو آخر.
وأكد الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، أن فيديوهات السوشيال ميديا التى أنتجت بأيدى الأطفال وضحايا العدوان الإسرائيلى، كانت أقوى من كل البيانات والتصريحات والتغطيات الإعلامية العالمية، مضيفًا: «أن طلاب الجامعات العالمية وما يقومون به من مظاهرات واحتجاجات أصبحوا رهانًا على تعديل خريطة العلاقات الدولية للمستقبل، وبالتالى تغطيتها الإعلامية، فهؤلاء الشباب باختلاف جنسياتهم وضعوا رؤساءهم ومسئوليهم أمام الرأى العام وكشفوا عن حقيقة مواقفهم».
وتابع «عبدالعزيز»: «لا يوجد شك أن الإعلام المصرى وتحديدًا قناة القاهرة الإخبارية كانت أحد أهم الأدوات التى زادت من إدراك الرأى العام لما يحدث فى غزة»، مشددً على أن الأحداث والوقائع وتغطية وسائل التواصل الاجتماعى أسقطت كل الأقنعة المزيفة عن كثير من الصحف والقنوات التليفزيونية الغربية التى تبين أنها تدعى حرية التعبير والموضوعية والاحترافية فى التغطية وأكدت الأحداث عكس ذلك تمامًا، فكلها شعارات وادعاءات».
وعن رأيه فى تغطية القنوات العربية، أكد «عبدالعزيز» أن هناك تنافسية كبيرة بين القنوات العربية، وهذا فى صالح القضية الفلسطينية لإظهار جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى، لافتًا إلى أن الإعلام الأوروبى والأمريكى أخفى الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية، وما قام به المستوطنون من جرائم تنافس جرائم جيش الاحتلال نفسه، إلا أن الإعلام المتطور والسوشيال ميديا كشف حجم التعتيم الغربى على القضية الفلسطينية.
وقالت الدكتورة دينا فاروق أبوزيد، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس: إن الإعلام الغربى على مدار سنوات يصدر فكرة أنه نموذج يحتذى به العالم، فكانوا يدعون المصداقية والموضوعية والحيادية، وأنهم مثال لحرية الرأى، لافتة إلى أن القضية الفلسطينية كشفت الوجه الحقيقى للإعلام الغربى، إذ قدم معلومات مغلوطة للعالم، ثم يظهر كذبهم فتضطر وسائل الإعلام حذف بعض هذه المعلومات غير الحقيقية.
وأضافت «أبوزيد»، أن الإعلام الغربى مستمر فى هذه الممارسات حتى هذه اللحظة من عدم المصداقية وتبنى وجهة النظر والصوت الإسرائيلى فقط، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الإعلام المعاصر ومواقع التواصل الاجتماعى، صدر فكرة الحرية المطلقة، لكن اكتشفنا فى النهاية أنها «بروباجندا غربية وغير حقيقية»، فالصفحات والقنوات الإعلامية التى تتعاطف مع القضية الفلسطينية يتم إغلاقها أو مصادرتها.
وأشادت أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، بالتغطية الخاصة بقناة «القاهرة الإخبارية» التى تمثل نموذجا مضيئا جدًا كقناة مصرية تتسم بالاحترافية والمصداقية والسرعة فى نقل المعلومة، وإعلام مسئول تجاه المواطن المصرى والعربى، وتقدم الرأى والرأى الآخر، وتضم شبكة مراسلين فى كل مكان يتحملون العديد من المخاطر، وهناك ثبات وشجاعة وهم يقدمون عملهم بكل مهنية واحترافية.