«تغذية صحية» لضمان التفوق

 تتفنن الأمهات فى إعداد وجبات غذائية دسمة اعتقادًا منهن أن ذلك يسهم فى تغذية أبنائهن الطلاب، فتكثر من المحاشى والمكرونة بالبشاميل واللحوم المحمرة، وبعض الأمهات يسمحن لأبنائهن بتناول الأطعمة السريعة والتيك أواى، مثل البرجر والبيتزا على اعتبار أنه يجب أن يتناول الطالب طعامًا يحبه ليكون مقبلًا أكثر على المذاكرة، إلا أن النتيجة تكون مزيدًا من الخمول والتشتت وضعف التركيز والنوم غير المنتظم بسبب التغذية غير الصحية، بالإضافة لزيادة الوزن، ولذلك يحتاج طالب الثانوية العامة إلى نظام غذائى صحى متوازن يزيد من تركيزه ويعطيه النشاط والطاقة.

من جانبها، أكدت د.نهلة عبدالوهاب استشارى البكتيريا والمناعة والتغذية الحيوية ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، أنه يجب على طلاب الثانوية العامة النوم الجيد لساعات كافية تتراوح من 8 إلى 10 ساعات يوميًا، مع ضرورة تناول من لترين إلى 3 لترات ماء بشكل يومى، والحرص على التريض حتى لو تمشية فى المنزل أو خارجه لمدة ربع أو ثلث ساعة لتنشيط الدورة الدموية، ويصل المخ أكبر قدر ممكن من الأكسجين اللازم لتنشيط خلاياه.

ولفتت إلى أن اللبن من الأغذية الجيدة التى تساعد فى زيادة الدم المتدفق للمخ ويساعد على تذكر المعلومات، وكذلك الزبادى الذى يزيد مناعة الجسم ضد أمراض الشيخوخة، ويقى من ضعف الذاكرة، ونصحت أيضًا بتناول الفراولة والتوت، إذ يسهم كل منهما فى تحسين الذاكرة، نظرًا لاحتوائهما على مضادات أكسدة ومضاد للالتهابات، إضافة إلى تناول الأسماك مرتين فى الأسبوع نظرًا لاحتواء السمك على الأوميجا 3 اللازم لتقوية الذاكرة وعدم النسيان، ويمكن تناوله فى الليلة السابقة للامتحان لتعزيز وظائف المخ، مما يجعل الطالب أكثر تركيزًا، وتشمل الأسماك السلمون والرنجة والماكريل والسردين.

 كما أوصت بتناول حبتين عين جمل وأربع حبات لوز مع كل وجبة خلال اليوم، حيث يحتوى عين الجمل على أحماض أوميجا 3 الدهنية، والتى تساعد على تحسين وظائف الدماغ، بما فى ذلك الذاكرة والتعلم، أما اللوز فيساعد فى تطوير الدماغ لأنه يحتوى على العناصر الغذائية المهمة للدماغ مثل الريبوفلافين وإل- كارنيتينى، كما أنه مقوٍ للذاكرة لاحتوائه على مضادات الأكسدة، مشددة على ضرورة تناول طبق سلطة مليء بألوان الخضروات الطازجة على أن يرش على وجهه سمسم، والذى يحتوى على فيتامينات تنشط الذاكرة، مثل: الزنك، وفيتامين ب6. 

أما د.داليا هيكل، أستاذ التغذية وعلوم الغذاء المساعد ووكيل كلية التربية النوعية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة سوهاج، فأكدت أن الماء يعدّ من أهم المشروبات التى تحافظ على صحة الدماغ، فشرب الماء يحفز الدماغ على العمل بشكل أسرع، وزيادة التركيز، وتحسين المزاج، وتنشيط الذاكرة.

ولفتت إلى أن الجلوكوز العنصر الغذائى الوحيد الذى يحتاجه الدماغ للحصول على الطاقة، لكن يمكن أن تؤدى كثرة تناول الجلوكوز لرد فعل عكسى إذ يؤدى ارتفاع معدل تناول السكر إلى ارتفاع مستويات السكر فى الدم مسببًا أعراضًا تظهر على شكل تهيج وتقلب فى المزاج وإرهاق، وما يعرف بضباب العقل.

وحذرت «هيكل» من الاعتقاد الخاطئ بأن مشروبات الطاقة تساعد على التركيز وسرعة التذكر، لكن الحقيقة أنها تعمل دورًا مؤقتًا وتوابع غير صحية بعد ذلك، وتمد الجسم بنشاط زائف وتزيد من السهر، ما يضعف تركيز الطالب ويشتت ذهنه وتفكيره، مشددة على ضرورة الحصول على الطاقة من الفواكه المختلفة وعصائرها الطبيعية خاصة التوت، والأفوكادو، والفراولة، والتفاح، والبرتقال، والموز، والعنب، والرمان، إلى جانب مراعاة تناول الأسماك والسردين والتونة والبيض وأنواع حساء الخضروات والمختلفة.