الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هنا القاهرة

الإذاعة المصرية.. 90 عامًا من التنوير

صورة نادرة لاستوديو أم كلثوم
صورة نادرة لاستوديو أم كلثوم

تسعون عامًا مرت على إنشاء الإذاعة المصرية، ثالث أقدم الإذاعات على مستوى العالم بعد الـ «BBC» البريطانية، والـ «NBC» الأمريكية، ففى الـ31 من مايو عام 1934 انطلقت الإذاعة المصرية، المصدر المعرفى الأكثر انتشارًا بين مختلف الطبقات الاجتماعية فى ذلك الوقت، بالعبارة الشهيرة للمذيع أحمد سالم «هنا القاهرة»، هذا بجانب دورها التنويرى والتثقيفى والسياسى والتوعوى.



محمد نوار
محمد نوار

 

وفى هذا الإطار، حرصت «روزاليوسف» على التحدث مع عدد من رواد الإذاعة وكبار مذيعيها،إذ أكد الإذاعى الكبير محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية، أن مصر كانت ثالث دولة أنشأت إذاعة على مستوى العالم بعد بريطانيا وأمريكا، مضيفًا: «أن الإذاعة بدأت بأدوار اجتماعية وتنويرية وتثقيفية وتوعوية وترفيهية للمستمعين، ثم قدمت الدور الأكبر وهو «السياسى» مع انطلاق ثورة 23 يوليو 1952، حيث كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والقادة السياسيون حين ذاك، مدركين تمامًا لأهمية الميكرفون الإذاعى، وما يستطيع أن يفعله ويقدمه فى كل نواحى الحياة.

وتابع نوار: «ظهرت الإذاعة بشكل بارز خلال حرب أكتوبر 1973، حيث تم إنتاج أغانٍ وطنية لتحفيز الجنود على الجبهة خلال 48 ساعة فقط، فى حدث لم يحدث بتاريخ أى دولة فى العالم»، مشيرًا إلى أن الإذاعة الوسيلة الإعلامية الوحيدة المستمرة، والتى ستستمر ولا تنافسها أى وسيلة أخرى، فرغم التطور التكنولوجى وظهور السوشيال ميديا إلا أن الإذاعة ستظل المصدر الأساسى لنقل الأخبار الصحيحة والدقيقة.

عبدالرحمن رشاد
عبدالرحمن رشاد

 

وعن رؤيته لمستقبل الراديو، علق قائلًا: «مشرق ومنير وواعد، فلدينا إذاعة مثل القرآن الكريم مستمعوها يزيدون بالملايين يومًا بعد يوم، حيث وصل عدد متابعيها إلى أكثر من ثمانين مليونًا، من داخل وخارج مصر، ولها تطبيق على الموبايل»، مؤكدًا أن الإذاعة وسيلة غير مكلفة.

فيما أشاد الإذاعى الكبير فهمى عمر، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، بجيل الرواد الأوائل الذين نشأ على أيديهم وعزيمتهم هذا الصرح، الذى يعتبر جامعة للأثير، قدمت وتقدم ألوانًا عديدة فى دروب الفن والسياسة والثقافة ومختلف المجالات الأخرى فى الحياة الاجتماعية، مضيفًا: «أن الإذاعة المصرية على مدى تاريخها حافظت على المسئولية التى ألقيت على عاتقها فى تقديم ثقافة مسلية للمستمعين، فضلًا عن دورها التاريخى الطويل فى مواجهة كل كلمة بلهاء أو نغمة نشاز أو أسلوب جارح». 

فهمى عمر
فهمى عمر

 

وأشار «عمر»، إلى أن الإذاعة كان دورها شامخًا فى حفز الهمم وتقوية المشاعر فى الأيام العصيبة التى عاشتها مصر خلال «نكسة 67»، إلى أن انتفض الوطن وقام بصحوة أدت إلى القضاء على العدو وتحقيق النصر، لافتًا إلى أن كل ما قدمته الإذاعة من برامج لدعم حرب أكتوبر، كان عاملًا مهمًا ليس فى تحفيز الجنود فقط، وإنما لكل الشعب المصرى الذين تبرعوا بالدماء والأموال لمساندة الوطن.

من جانبه، قال الإذاعى الكبير عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق: «إن الإذاعة تطور من نفسها باستمرار من حيث التكنولوجيا، فهى بدأت من موجات قصيرة إلى طويلة، ثم أصبحت FM تصل لكل دول العالم، ويتم وضعها على الأقمار الصناعية ونستمع إلى الراديو الفضائى».

وأضاف «رشاد»، إن الإذاعة ستظل مستمرة ـ عكس التليفزيون ـ الذى يتغاضى عنه أحيانًا بالموبايل والديجيتال والمنصات التى تنافسه» مؤكدًا أن الإذاعة هى أم وسائل الإعلام الإلكترونية الحديثة، والدليل هو انتشار برامج الإنترنت الإذاعية «البودكاستينج».

وأشار «رشاد»، إلى أن الإذاعات الخاصة والأهلية فى مصر عرفت بعد ثورة 1919، فى الوقت الذى كانت فيه الـ BBCالبريطانية والـNBC الأمريكية، تبدأ عملها، إلا أن الحكومة المصرية أعلنت عن إنشاء الإذاعة اللاسلكية الرسمية للمحافظة على وحدة الأمة المصرية ولغتها، وطلبت حين ذاك من الإذاعات الأهلية الإغلاق حتى لا تتشتت الأمة، إلى أن جاء 31 مايو 1934 وانطلقت الإذاعة المصرية.

دلال الشاطر
دلال الشاطر

 

وشدد «رشاد» على أن الإذاعة كانت صانعة النجوم وحافظت على الوجدان المصرى ثقافيًا، فضلًا عن امتلاكها تراثًا لا يوجد مثيل له إلا فى الإذاعة البريطانية BBC، فلدينا خطب لكل الزعماء السياسيين والمفكرين الذين ظهروا فى منطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن الإذاعة كان لها دور كبير فى دعم الثروات العربية من خلال «شبكة صوت العرب»، قائلًا: «إنها حلم مدهش يظل فى الوجدان العربى إلى أن تقوم الساعة».

وعن ذكرياته فى الإذاعة، قال: «أثناء حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967، كان مراسلونا يتواجدون فى الخنادق لتغطية الأحداث، وفى حرب 1973 كانت الإذاعات والصحف العالمية تستقى كل معلوماتها وبياناتها من الإذاعة المصرية، وفى 30 يونيو 2013، حينما ثار الشعب المصرى على جماعة الإخوان الإرهابية، شرفت بقيادة الإذاعة فى هذا التوقيت، وكنا عند حسن ظن الشعب المصرى ووقفت معه وشرفنا بإذاعة بيان ثورة 30 يونيو بصوت الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنشأنا مجموعة عمل ولم نخش الجماعة الإرهابية.

وحول مستقبل الإذاعة، أكد أن الإذاعة وسيلة سهلة وصديق رائع غير مكلف، ولا أشعر بأى قلق على مستقبلها بشرط التطور، معبرًا عن أمنيته فى أن يكون لدى المذيعين الجدد الشغف الذى كان موجودًا لدى الأجيال القديمة، مضيفًا: «لا بد من التطور والمحافظة على اللغة الخاصة بالإذاعة فهى الوعاء الذى يحمل الفكر والثقافة والفن الرفيع».

وقالت الإذاعية دلال الشاطر، رئيس إذاعة الشرق الأوسط السابقة: «إن الإذاعة المصرية ما زالت محتفظة بكيانها فهى الأصالة والمدرسة فى كل شىء، ومهما كثرت المحطات الجديدة، فهى لا تعطى الرسالة التى تقدمها الإذاعة المصرية»، لافتة إلى أن بعض الإذاعات الخاصة لا تقدم سوى مجموعة أغانٍ وضحك دون أى فكرة، مضيفة: «أن مستقبل الإذاعة المصرية مزدهر لكنها تتمنى إعادة روح الشباب بها من خلال قبول جيل جديد بها، لأهمية فكرة تواصل الأجيال واستفادتهم من خبرات الجيل السابق».

وتابعت «الشاطر»، إن الإذاعة المصرية موجودة بقوة رغم التطور التكنولوجى ووسائل الاتصال، لأنها تواكب العصر، فالإذاعة لها تطبيق على الموبايل وأصبح هناك «بودكاستينج» وهو إذاعة بشكل متطور، لافتة إلى أن إذاعة القرآن الكريم خير دليل فهى تعد الأعلى نسبة استماع ولا أحد ينافسها. 

وشددت، على ضرورة أن يواكب المذيع العصر من خلال نشر حلقات برامجه على صفحته عبر السوشيال ميديا للإعلان عن نفسه، وهذا يعد تغييرًا ومواكبة، كما اقترحت اختيار برامج «البودكاست» الموجودة حاليًا للموهوبين وإذاعتها على الإذاعة المصرية لمواكبة تطور العصر.