الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تصاعد العداء للمسلمين يغذى صعود الأحزاب المتشددة فى القارة العجوز

اليمين المتطرف.. يجتاح أوروبا

انطلقت هذا الأسبوع فى دول الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 27 دولة انتخابات البرلمان الأوروبي، ثالث كيان سياسى فى الاتحاد ما يقلق المراقبين أن القارة البيضاء والعالم أصبح على مقربة من اجتياح «طوفان» اليمين المتطرف لمقاعد البرلمان الأوروبى وما له من تبعات على مستقبل الاتحاد نفسه وسياسات الهجرة وارتفاع العداء للعرب والمسلمين.



وتشير استطلاعات الرأى إلى اقتراب الكتلتين اليمينيتين »:المحافظون والإصلاحيون، ومجموعة الهوية والديمقراطية«، من السيطرة على مقاعد برلمان أوروبا بنسبة 20% من المقاعد أى بزيادة قدرها أربعة أضعاف منذ أوائل التسعينيات.

ويعد البرلمان الأوروبى أحد الكيانات الثلاثة الرئيسية بالاتحاد الأوروبي، إلى جانب كل من المجلس الأوروبى الذى يضم رؤساء الدول والحكومات، والمجلس الوزاري، والذى يضم ممثلين وزاريين مختصين عن كل بلد.

وتتشكل المؤسسة التشريعية الأوروبية من 705 نواب ينتخبهم أكثر من 370 مليون شخص من مواطنى دول الاتحاد، ولكل دولة من الدول الأعضاء عدد من المقاعد البرلمانية يتناسب مع عدد سكانها. . ويضم البرلمان الأوروبى حاليًا 7 كتل سياسية، أكبرها هو حزب »الشعب الأوروبى«، وهو تحالف من 84 حزبًا من 44 دولة يضم أعضاؤه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان، روبرتا ميتسولا، ورؤساء وزراء كرواتيا واليونان وأيرلندا والسويد. 

ويمثل أعضاء «الشعب الأوروبى» مع الاشتراكيين الديمقراطيين ذوى التوجه اليسارى الوسطى وحزب «التجديد» الليبرالى الوسطي، أغلبية مطلقة فى البرلمان، إذ من المتوقع أن يحافظوا عليها، وإن كان ربما بهامش أصغر.

وفى الوقت نفسه، يتوقع أن يخسر «الحزب الأخضر الأوروبى» ثلث مقاعده بعد أن تحطمت حزمة سياسات محايدة مناخيًا، كان قد اعتمدها بسبب أزمة الطاقة التى تلت الغزو الروسى لأوكرانيا وارتفاع تكلفة المعيشة.

ومن مؤشرات الصعود، التقارب بين كتلتى «المحافظون والإصلاحيون»، و«الهوية والديمقراطية»، ليسيطرا على مقاعد برلمان أوروبا.

ويضم «تحالف الهوية والديمقراطية»، حركة التجمع الوطنى التى تتزعمها مارين لوبان فى فرنسا، والحزب الذى يقوده خيرت فيلدرز، اليمينى المتشدد والمعروف بمعاداته للإسلام، ويترقب حصوله على 84 مقعدًا، بارتفاع من 58 فى الانتخابات السابقة.

وتفسر نظرية «كرة الثلج» ظاهرة لعلو كعب اليمين المتطرف فى أوروبا، إذ إنه نتيجة للعديد من التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التى خلقت زخمها.

فمن أسباب صعود اليمين المتطرف غضب الناخب الأوروبى من الأحزاب التقليدية لسياساتها الاقتصادية والاجتماعية المتخبطة مثل حزب «الحل اليونانى» الذى اكتسب أرضية جديدة بسبب الأزمة الاقتصادية والفساد فى البلاد. 

ويغذى تصاعد العداء للمسلمين، من صعود تلك الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أوروبا.

ولعل الزخم الأكبر لكرة الثلج اليمينية جاء من دمج أفكار اليمين المتطرف فى سياساتها الخاصة لاستعادة شعبيتها المتدهورة، مثل سيباستيان كورتس فى النمسا وسياسات مارك روته فى هولندا.

وسعت تلك الأحزاب لتجميل صورتها الذهنية من خلال تصدير فكرة قطع علاقاتها مع النازية والفاشية والتطرف الشديد والتركيز على القومية والشعبوية للجنس الأبيض ما ساعدها على اكتساب شرعية. 

والآن تهدد كرة الثلج اليمينية المتطرفة بالتحول إلى انهيار جليدى يجتاح القارة وينذر بعواقب أهمها، أنه ليس من المستبعد أن يصبح الرئيس القادم لفرنسا، أهم ديمقراطية ليبرالية فى القارة، يمينيًا.. ويعيد صعود اليمين الأوروبى تشكيل خريطة التحالفات السياسية فى أوروبا، وأجندتها على كل الأصعدة. 

ويثير صعود تلك الأحزاب المتطرفة مخاوف الجاليات العربية المسلمة فى أوروبا، فى ظل ما يصدر عنها من دعوات ضد المهاجرين بشكل عام، وضد المهاجرين المسلمين على وجه الخصوص.

ويهدد صعودهم بانهيار تماسك الاتحاد الأوروبى، إذ سعت أغلب الأحزاب اليمينية المتطرفة تقليديًا إلى تحدى الاتحاد الأوروبى باعتباره قوة «فوق وطنية» ويخوض حزب الحرية النمساوى حملته الانتخابية تحت شعار «أوقفوا جنون الاتحاد الأوروبى.

كما يهدد وصولهم لمقاعد أكبر هيئة تشريعية فى أوروبا أحزاب الخضر وينهى سياسات الاقتصاد الأخضر والحياد الكربونى.

مع تصاعد ميزانيات الدفاع والتسليح والميل لتبنى سياسيات روسيا خاصة فى الصرب والمجر وبولندا.