الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأمريكان ذراع «الاحتلال» لضرب الإعلام العربى

قصواء الخلالى
قصواء الخلالى

يقوم الإعلام بدور كبير فى رفع درجة الوعى فى المجتمع، من خلال نشر الحقائق وتناول الموضوعات بطريقة حيادية وعرض مختلف وجهات النظر، إلا أن الإعلام الغربى أثبت فى تناوله للقضية الفلسطينية والمجازر التى ترتكب ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، كم العنصرية واللا مهنية ضد فلسطين فى مقابل مساندته لجيش الاحتلال فى حرب الإبادة الجماعية، التى يقومون بها ضد أبناء غزة.



ولم يكتف الإعلام الغربى، بهذا الأمر بل أصبح يحارب كل صوت إعلامى صادق مهنى يقدم الحقائق، وهو ما فعله ضد الإعلام المصرى بعد كشفه الكثير من جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، إذ قام اللوبى الصهيونى، ممثلًا فى وسائل إعلام ومراكز بحثية أمريكية، بحملات تشويه ونشر أكاذيب، تستهدف الإعلام المصرى وفى مقدمتهم الإعلامية قصواء الخلالى، بسبب مواقفها الجريئة فى دعم حقوق الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.

من جانبه، أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر، وعدة مؤسسات إعلامية ونقابية مصرية بيانات تعلن فيها دعمها الكامل للإعلامية قصواء الخلالى، منها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بقيادة عمرو الفقى، الرئيس التنفيذى، والعضو المنتدب للشركة المتحدة، ولجنة المرأة بنقابة الصحفيين، برئاسة الكاتبة الصحفية دعاء النجار، ونقابتى المحامين، والمهن التمثيلية، بالإضافة إلى تأييد عدد من النواب والأحزاب المصرية.

الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، قال: «إن الإعلام فى كل حالاته يعكس الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة التى يتبعها، أياً كانت نوع الملكية سواء إعلام دولة أو قطاع خاص أو حزبى»، مشيرًا إلى أن الدول الغربية لها موقف متحيز وغير موضوعى تجاه القضايا العربية بصفة عامة والقضية الفلسطينية بصفة خاصة، وهذا الانحياز يكون واضحًا فى كل كتابات المقالات والتغطية الإخبارية للإعلام الغربى.

وأضاف «مكاوى»، أن هذا التحيز السافر ضد العرب لصالح إسرائيل يكون له انعكاسات واضحة حتى على مواقع التواصل الاجتماعى، فحين يُكتب موضوع بإنصاف عن القضية الفلسطينية من الناحية التاريخية أو يكشف حقائق الأوضاع الراهنة، سرعان ما تتم إزالة هذا المنشور من على الإنترنت، لافتًا إلى أن هناك خوارزميات تم تصميمها بطريقة تحذف بشكل تلقائى كل ما يدعم القضية الفلسطينية وضد الاحتلال الإسرائيلى.

وعن هجوم الإعلام الغربى على «قصواء الخلالى»، أكد عميد كلية الإعلام الأسبق، أن ذلك الموقف ضد «قصواء» جاء بسبب تمثيلها للإعلام المصرى المهنى الملتزم بعدالة القضية الفلسطينية، إذ حاولت أن تعبر عن ذلك بمهنية واضحة ودون ارتكاب أى أخطاء مهنية أو إعلامية، فهى تتحدث بمنطق واستشهادات تاريخية وأحداث لا تقبل التشكيك، ومع ذلك وجدنا التحيز الأعمى الذى مارسه الإعلام الغربى، وهو ما يسمى بالحروب النفسية والإعلامية بين الغرب والمجتمعات العربية.

حسن مكاوى
حسن مكاوى

 

وأشار «مكاوى»، إلى أن الإعلام الغربى دائمًا كان يتحدث تحت ستار الموضوعية، وحينما يعرض قضية تحتمل وجهتى نظر، يقدم كلاهما لكن يعطى وجهة النظر التى يتبناها تغطية واهتمامًا أكبر، بحيث تبدو وجهة النظر الأخرى التى يعرضها شكليًا «ضعيفة وبلا أسانيد»، منوهًا إلى أن الأمور فى الفترة الأخيرة أصبحت أكثر وضوحًا للجميع، وكشفت الوجه الحقيقى للإعلام الغربى، وهذا يظهر جيدًا ليس فقط فيما يخص تغطية القضايا العربية، وإنما إذا نظرنا لتغطية الحرب «الروسيةـ الأوكرانية»، فنجد أن هناك انحيازًا سافرًا ضد روسيا لصالح أوكرانيا، وللأسف أكثر من 90% من وكالات الأنباء الدولية والمصادر الإخبارية، هى غربية بالأساس، وبالرغم إنها متحيزة لكنها تصل إلى العالم كله.

الدكتورة منى الحديدى، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قالت: «إن إعلام إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها، حينما يهاجم الموقف الإعلامى المصرى لدعمه فلسطين، فهذا ليس غريبًا»، لافتة إلى أن المهم أن تكون الرسالة الصادرة من الإعلام الغربى سواء برامج أو مواقع أو صحف لا يتلقاها الرأى العام العالمى بأنها الرأى الصحيح، وهنا نقول: إن المتلقى عليه دور ومسئولية ألا يأخذ كل ما يراه من معلومات وأخبار بأنها صحيحة، فلا بد أن يتحقق من مصدر الخبر، ومن الطبيعى أن الإعلام الغربى يدعم إسرائيل. 

وأضافت «الحديدى»: «أن المراكز البحثية الغربية ترجمت رسالة (قصواء الخلالى) بأنها داعمة للإرهاب، وليس دفاعًا عن الشعب الفلسطينى من هذه الإبادة الجماعية التى ترتكب ضده»، مشيرة إلى أن تضامن عده مؤسسات ونقابات مع قصواء، مثل نقابة الصحفيين والمحامين تعد مسئولية وواجبًا، خاصة نقابة الصحفيين الداعم الأساسى المدافع الأول عن حرية الرأى وأمن الصحفيين والإعلاميين، لافتة إلى أن الإعلام والكلمة الآن أصبحت بمثابة سلاح.

منى الحديدى
منى الحديدى

 

وعن رأيها فى الهجوم على قصواء الخلالى، علقت الأستاذة بكلية الإعلام، قائلة: «هذا انعكاس للموقف الحقيقى لهذه المؤسسات الإعلامية الغربية، وكما نقول «بيعبروا بصوت عالى»، عن موقفهم الداعم للصهيونية ضد القضية الفلسطينية، وهذا استخدام لقوة الكلمة والإعلام فى توجيه الرأى العام لديهم ضد الفيديوهات المنتشرة فى الإعلام المصرى والسوشيال ميديا، التى تضمن جرائم إسرائيل ضد الإنسانية وإبادة الشعب الفلسطينى وقتل الأطفال، فهم يردون على هذا الكلام من خلال محاولتهم لتصدير صورة ذهنية مزيفة للعالم كله بأن تصريحات «قصواء» تشجيع للعنف ضد إسرائيل وليس دفاعًا عن فلسطين.

وتابعت «الحديدى»: «هذا ليس جديدًا على إسرائيل فهى منذ سنوات طويلة استخدمت الأفلام السينمائية فى صنع رأى عام مساند لها، مروجين أن تعدادهم قليل وهم مجموعة صغيرة فى حاجة للرأى العالمى لتأييدهم، ضد الدول العربية كثيرة العدد من حيث تعداد سكانها». 

وأكدت أن دور الإعلام المصرى والعربى الآن، لا يجب أن يقتصر على الأزمة فى غزة فقط، وإنما أن نتعامل مع القضية بخلفياتها التاريخية وأبعادها السياسية والاقتصادية وارتباطها بهويتنا العربية، مطالبة بضرورة أن يكون لدينا إعلام وصحافة ناطقة بمختلف اللغات لمخاطبة الغرب، مشيرة إلى ضرورة أن يكون للهيئة العامة للاستعلامات دور أكبر، بالإضافة إلى أن مكاتبنا الإعلامية تقلصت فى الخارج وهذا يحمل عبئًا على السفارات، فلا بد من إعادة فتحها من جديد.