«حتى أغسطس».. الرواية التى أراد مؤلفها الراحل تدميرها
أحمد سميح
قبل عقد من الزمن توفى الكاتب الحائز على جائزة نوبل غابرييل غارسيا ماركيز تاركا وراءه رواية كتبها بينما كان يعانى من الخرف.
وفى أيامه الأخيرة، قال لأبنائه إنه يجب تدمير الكتاب، لكنهم تحدوا والدهم ونشروه مؤخرا فيما سموه عمل «الخيانة».
«حتى أغسطس» عنوان الكتاب الصادر مؤخرا والمؤلف من 100 صفحة الذى يمثل جزءا ثمينا من ميراث الكاتب لارتباطه بالعالم الخيالى الرائع الذى استحضره ماركيز فى أوج عطائه.
مبررًا قرارهم بالنشر، قال «غونزالو» نجل غارسيا ماركيز، لبرنامج Front Row فى راديو بى بى سى 4 إنه فى النهاية، «لم يكن المؤلف فى وضع يسمح له بالحكم على عمله لأنه كان بإمكانه فقط رؤية العيوب وليس الأشياء المثيرة للاهتمام الموجودة هناك».
وبعد قراءة النص مرة أخرى مؤخرًا، قال غونزالو إنه «لم يجده كارثيًا وإنه كان إضافة قيمة لعمله لأنه أظهر جانبًا جديدًا له وكان «فريدًا».
وأضاف: «بالتأكيد، لن ندمرها». «فى عام 2022، أخذنا أحد الإصدارات وقرأناه، ولم يكن هناك الكثير من النقاش حول هذا الموضوع.
«لقد أدركنا أن الكتاب قد اكتمل، وأدركنا أنه لم يكن علينا إجراء الكثير من التحرير. لا توجد إضافات، ولا توجد تغييرات كبيرة. لذلك لم تكن هناك أى مناقشة حقًا.. فلا بد من نشره فى نهاية المطاف، لذلك أرادت العائلة نشر نسخة وافقوا عليها، والتى من شأنها حماية حقوق النشر الخاصة بها».
وقال غونزالو غارسيا إنه يعتقد أن هذا الكتاب الجديد فريد من نوعه، وتدور أحداثه حول امرأة فى منتصف العمر تسافر بمفردها إلى إحدى الجزر كل صيف لزيارة قبر والدتها، وفى كل رحلة تأخذ حبيبًا جديدًا على الرغم من زواجها السعيد.
إنها المرة الأولى التى يركز فيها غارسيا ماركيز على بطلة الرواية.
وبالإضافة إلى كتاب جديد، يجرى تحويل رواية ماركيز الصادرة عام 1967 بعنوان «مائة عام من العزلة» إلى مسلسل باللغة الإسبانية على شبكة «نيتفليكس».
كتاب غارسيا ماركيز ليس الرواية الأولى التى تنشر بعد وفاة وضد رغبة المؤلفين، فقبل وفاة المؤلف فرانز كافكا بمرض السل عام 1924، طلب من صديقه ماكس برود أن يحرق جميع أعماله. ومع ذلك، بين عامى 1925 و1935، نشر برود مجموعته من الأعمال بما فى ذلك «المحاكمة» و»القلعة» و»أمريكا».
أيضا طلب كاتب لوليتا فلاديمير نابوكوف من زوجته تدمير روايته الأخيرة، أصل لورا، إذا لم يعش لإكمالها. فى عام 2009، بعد مرور 30 عامًا على وفاة نابوكوف، أصدر ابنه العمل غير المكتمل، والذى كان مكتوبًا بالقلم الرصاص على بطاقات مفهرسة.
واشتهر الكاتب الكولومبي، الذى توفى عام 2014، بريادته لأسلوب الكتابة الواقعى السحرى.
قام بتأليف كتب منها «الحب فى زمن الكوليرا» و«مائة عام من العزلة» التى بيعت منها أكثر من 50 مليون نسخة حول العالم.