الأربعاء 3 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دولة 30 يونيو

مصر صوت إفريقيا

أعد الملف: أحمد إمبابى



ما بين قطيعة لدول إفريقيا وخلاف محتدم مع دول حوض النيل حول اتفاقية إطارية، وتعامل غير دبلوماسى مع قضية سد النهضة فى فترة حكم الإخوان، كلها ممارسات ورثتها الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، فى وضع كان الأمن المائى المصرى شديد الخطورة، والمصالح المصرية مع الأشقاء فى القارة الإفريقية فى تراجع.

وبالنظر لصيغة التوجه المصرى نحو إفريقيا، على مدى عشر سنوات، نجد أننا أمام رؤية جديدة للعلاقات تتعاطى مع واقع التحديات الجديدة فى القارة، وجرت ترجمتها فى مسارات تعاون وشراكات متعددة، استطاعت أن تقفز بمكانة التواجد المصرى إلى موضع متقدم، من دولة كانت عضويتها معلقة بعد 30 يونيو 2013، إلى رئاسة الاتحاد الإفريقى فى 2019.

لم تكن تحديات الحضور المصرى فى إفريقيا، غائبة عن أولويات التحرك المصرى بعد ثورة 30 يونيو، حيث بدأت الدولة المصرية مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مهمته كرئيس للجمهورية، بتنفيذ استراتيجية شاملة تتبنى سياسة الانفتاح على القارة الإفريقية، وتقدم مبدأ الشراكة مع دول حوض النيل التى ترتبط مصر معها بمصالح حيوية، وفى نفس الوقت وضع استراتيجية محددة للتعامل مع تحديات الأمن المائى وعلى رأسها ملف سد النهضة.

سياسة الانفتاح والشراكة التى تبنتها الدولة المصرية ترجمتها تحركات عدة أهم ما يميزها استخدام الرئيس السيسى الدبلوماسية الرئاسية (رفعية المستوى) للتواصل مع زعماء دول القارة الإفريقية، وحرصه على المشاركة فى مختلف الفعاليات والاجتماعات التى تتناول قضايا الدول الإفريقية، وكان لذلك نتائج مؤثرة أهمها رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، فضلًا عن الحضور المصرى فى فعاليات دولية كبرى تحدثت خلالها بصوت القارة الإفريقية.

وعلى مدى 10 سنوات استطاعت الدولة المصرية أن تنفذ مجموعة من برامج التعاون المختلفة فى سبيل استعادة مكانتها وريادتها فى القارة الإفريقية، بل أصبحت الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة معبرة عن صوت القارة الإفريقية فى كثير من المجالات خصوصًا مجالات التغير المناخى والتنمية والأمن الغذائى والطاقة.. وهذا ما أكدته شهادات مجموعة من الخبراء والدبلوماسيين المختصين بالشأن الإفريقى.

 

السفير أحمد حجاج: طفرة كبيرة فى العلاقات المصرية الإفريقية

 

 

 

اعتبر السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الإفريقية السابق، أن العلاقات المصرية الإفريقية شهدت طفرة كبيرة خلال العشر سنوات الماضية، على مستوى التعاون بين الجانبين والشراكة فى مجالات عديدة، مشيرًا إلى  أن العلاقات المصرية مع القارة اتخذت بعدًا ديناميكيًا وهناك حركة ملحوظة فى هذه العلاقات خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف فى تصريحات لـ «روزاليوسف»، أن العلاقات المصرية الإفريقية تطورت بعد ثورة 30 يونيو، وظهر ذلك فى الزيارات العديدة للقادة الأفارقة للقاهرة، وزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى لدول القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن تلك الزيارات نتجت عنها اتفاقيات ثنائية عديدة، تضمن شراكة وتعاون فى مجالات عديدة، فضلًا عن الاستفادة من المعونات والخبرات الإفريقية، وزيادة المنح المقدمة من مصر لدول القارة فى مجالات الصحة والتعليم وغيرها من المجالات.

وأوضح السفير حجاج، أن خلال السنوات الأخيرة، تابعنا مستوى التنسيق والتشاور بين القادة الأفارقة والقيادة المصرية، حول الموضوعات الإفريقية المهمة التى تعرض وتناقش على مستوى قمم الاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى أن هناك تعاونًا أيضًا بين الجانبين على المستوى الدولى وداخل الأمم المتحدة، وكلها جوانب تعكس الطفرة الكبيرة فى العلاقات لمصلحة الجانبين.

وأشار السفير أحد حجاج إلى أن التحديات التى تواجهها الدول الإفريقية، تفرض التشاور والتنسيق مع مصر والجانب الإفريقي، لاتخاذ مواقف مشتركة لصالح الجانبين.

وحول مردود الدعم المصرى المقدم لإفريقيا، قال السفير حجاج، إن الجانب الإفريقى يقدر المساعدات التى تقدمها مصر لدولهم، مشيرًا إلى المنح المقدمة للطلاب الأفارقة، والكوادر الإفريقية التى يتم تدريبها وتأهيلها فى مصر، تحقق نتائج كبيرة على مستوى الشراكة بين الجانبين.

ودعا السفير حجاج، لإجراء مزيد من المشاورات حول، الوضع فى السودان، والوضع فى غزة، مشيرًا إلى أن هناك تدخلات أجبنية فى السودان، ويجب على الاتحاد الإفريقى، أن يأخذ هذا الموضوع بشكل جاد، وبحذر، حتى لا تترك قضية التدخلات الأجنبية دون إدانة أو مجابهة واضحة، من الجانب الإفريقى.

 

أمانى الطويل: القاهرة أصبحت «قِبلة» للمؤتمرات الإفريقية

 

 

 

أشادت الدكتورة أمانى الطويل، مديرة البرنامج الإفريقى فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بمستوى العلاقات المصرية الإفريقية بعد ثورة 30 يونيو، وقالت إن هناك تقدمًا كبيرًا فى مستوى العلاقات المشتركة طوال السنوات الأخيرة.

وأضافت فى تصريحات لـ «روزاليوسف»، أن الدائرة الإفريقية، أصبحت من أولويات تحرك الدبلوماسية المصرية، وعلى رأس اهتمامات السياسة الخارجية المصرية، على مدى عقد كامل، مشيرة إلى أن ذروة العلاقات المشتركة كانت أثناء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى عام 2019، والتى قدمت برامج تعاون مشتركة عديدة مع الجانب الإفريقى.

وقالت إن مصر انخرطت بشكل أوسع، وأجدد مع القضايا الإفريقية، وأصبحت القارة تتبنى القضايا الإفريقية المطروحة على الاتحاد الإفريقي، وتتفاعل مع تلك القضايا بأدوار فاعلة ومؤثرة.

وأشارت إلى  أن مصر، كانت لها اسهامات عديدة على الصعيد الاقتصادي، بشكل كبير، حيث كان لها دور كبير فى إنجاز منطقة التجارة الحرة الإفريقية وظهورها للنور، وقت الرئاسة المصرية، ودخولها حيز التنفيذ، كما تسعى مصر لزيادة معدلات التبادل التجارى والتجارة البينية بين الدول الإفريقية.

واستشهدت الدكتورة أمانى الطويل، بمستوى الفاعلية فى العلاقات المصرية الإفريقية، بحجم المؤتمرات والفعاليات الإفريقية التى باتت تستضيفها مصر خلال السنوات الأخيرة، وقالت إن القاهرة باتت قبلة لعديد من الفعاليات والمؤتمرات القارية التى تعقد سنويًا، سواء على المستوى الطبى والصحى والمستوى القضائى والاستثمار والتجارة والتنمية والزراعة، مشيرة إلى أن ذلك يعكس مستوى التعاون والانفتاح المصرى على القارة.

وفيما يتعلق بالأدوار المصرية الفاعلة، أشارت، الطويل إلى أن القوى الصلبة المصرية، أصبح لها تفاعل فى مناطق استراتجية مثل منطقة شرق إفريقيا، وبعض مناطق الغرب، فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، وتسوية الصراعات فى شرق إفريقيا خصوصًا فى السودان، حيث كانت مصر حاضرة منذ اللحظة الأولى فى الأزمة السودانية، وتكللت الجهود المصرية بمبادرة دول الجوار، ولا تزال الجهود المصرية مبذولة وفاعلة، مع العواصم الفاعلة فى الملف السودانى.

وأشارت إلى أن مصر، مهتمة بالأمن فى منطقة الساحل الإفريقى، مع تصاعد التهديدات الأمنية فى تلك المنطقة، حيث تتشارك فى جهود مكافحة الارهاب، كما تقوم مصر بأدوار مهمة للحفاظ على سيادة الصومال فى ضوء التهديدات الإثيوبية لها.

 

 

السفير صلاح حليمة: مصر قدمت دورًا كبيرًا لمواجهة «كورونا» فى إفريقيا

 

 

 

أكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ونائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية، إن القيادة السياسية، وضعت العلاقات الإفريقية، ضمن أولويات التحرك المصري، مع الدائرة العربية، خلال السنوات الماضية، خصوصًا فى ظل تقاطعات الدائرتين العربية والإفريقية فى مناطق استراتيجية مثل منطقة البحر الأحمر.

وأضاف السفير صلاح حليمة، لـ«روزاليوسف»، إنّ دور مصر داخل إفريقيا، يركز على 4 محاور أساسية، الأول محور أمنى حيث مكافحة الإرهاب، أما الملف الثانى سياسى ومرتبط بالعلاقات السياسية بين مصر وكافة الدول الإفريقية فى الإطار الثنائى والشراكة الاستراتيجية شاملة التعاون بين الجانبين فى كل المجلات والإسهام بدور فى تسوية قضايا ونزاعات فى القارة الإفريقية خاصة فى منطقة الساحل والقرن الإفريقي، وأيضًا الأمن والاستقرار فى منطقة البحر الأحمر. 

وأشار إلى أن المحور الاقتصادى متعلق بتطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية وشموليتها لمجالات عديدة متعلقة بالبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية، وإنشاء منطقة تجارة حرة قارية تعزز من العلاقات الاقتصادية بين الدول الإفريقية ببعضها البعض أو بينها وبين العالم. 

وقال إن العلاقات المصرية الإفريقية على مدار السنوات الماضية، شهدت نقلات نوعية عديدة فى كل الملفات، مشيرًا إلى أن مصر حققت إنجازات كبيرة، فيما يتعلق بالصحة والتعليم وتمكين المرأة والشباب، كما أن مصر كان لها دور كبير فى السيطرة على فيروس كورونا، وتوزيع اللقاحات بشكل عادل.

وتوقف السفير صلاح حليمة، مع ملف الأمن المائى المصرى، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وقال إن الأمن المائى المصرى لم يعد مسألة مصرية، ولكنه أصبح أمنًا إقليميًا وقضية تتعلق بالأمن على المستوى الدولى، بدليل طرح قضية سد النهضة على مجلس الأمن، ونجاح الدبلوماسية المصرية فى صدور قرار رئاسى من مجلس الأمن يؤكد على المطالب المصرية الخاصة بضرورة وجود اتفاق قانونى ملزم مع إثيوبيا حول قواعد الملء والتشغيل.

وأوضح أن مصر تتعامل فى إطار متوازن مع مختلف القوى الإقليمية والدولية، حفاظًا على مصالحها وأمن المنطقة.

 

الباحث السودانى صلاح خليل: تقوم بدور حيوى  لحل النزاعات الإفريقية

 

 

 

أكد الباحث السودانى صلاح خليل، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن العلاقات المصرية الإفريقية شهدت نقلة كبيرة بعد ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن هناك انفتاحًا فى العلاقات المصرية مع دول القارة، دشنت لمرحلة جديدة ومختلفة للعلاقات المصرية الإفريقية بعد تراجعها فى سنوات وعقود سابقة.

وعدد الباحث السودانى فى تصريحات لـ «روزاليوسف»، مجموعة من المكاسب التى تحققت على صعيد العلاقات المصرية الإفريقية، أهمها، انخراط مصر فى تدشين مشروعات تنموية كبرى، مثل مشروع سد «نيريرى» فى تنزانيا، ومشروعات تنموية عديدة بالقارة الإفريقية.

وأوضح أن هناك اهتمامًا من القيادة السياسية المصرية بالانفتاح على مختلف أقاليم القارة الإفريقية الخمسة، حيث تابعنا زيارات رئاسية لمختلف أقاليم إفريقيا، ما بين شمال وغرب وجنوب إفريقيا إلى جانب الشرق الإفريقى ووسط إفريقيا، موضحًا أنه فى السابق كان الاهتمام ينصب على دول شرق إفريقيا، ولكن حاليًا بات الاهتمام المصرى بمختلف الأقاليم الإفريقية، والشاهد على ذلك الزيارات الرئاسية لدول بتلك الأقاليم.

واستشهد الباحث السودانى على ذلك، بمستوى العلاقات المصرية مع تشاد والكاميرون والنيجر وزامبيا وأنجولا، كما أشار إلى عضوية مصر فى تجمع البريكس، والذى وصفه بأنه يعطى لمصر دورًا حيويًا مهمًا جدًا على الصعيد الإفريقي.

وأشاد الباحث السودانى بالأدوار المصرية فى فض النزاعات الإفريقية، وقال إن مصر، بعد ثورة 30 يونيو، اخترقت العديد من النزاعات الإفريقية، وأسهمت فى تسوية العديد من الصراعات، حيث نجد جهودًا مصرية فى الكونغو بحضور مصرى كبير فى بعثة حفظ السلام هناك، إلى جانب الدور المصرى فى السودان، لاستعادة الاستقرار فى السودان.

كما أشاد، بالدور المصرى على مستوى تقديم المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، مشيرًا إلى أن هناك توسعًا فى المنح الدراسية للطلاب الأفارقة بمختلف الجامعات المصرية فى المحافظات، دون الاكتفاء فقط بالمنح التى كانت مقدمة من جامعة الأزهر، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس انفتاحًا مصريًا لنقل خبراتها للأشقاء الأفارقة.