الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هل تتغير السياسة الخارجية الأمريكية بتغير رئيسها ؟!

هل تتغير السياسة الخارجية الأمريكية بتغير رئيسها؟! على مدار السنوات السابقة تعاقبه الإدارات المختلفة بين السياسيين والديمقراطيين، التى تخدم الأولويات والاستراتيجيات التى تحقق أهداف الدولة الأمريكية، ومصالحها الشخصية، دون النظر إلى غيرها من الدول.



فمع تغير شخصية واتجاهات رئيس الدولة الأمريكية، تبقى سياسة الرؤساء المتعاقبة لا تتغير مع الدول العربية، وهو ما شهدناها مع إدارة «أوباما»، الذى كان الداعم الرئيسى لما يسمى بـ«ثورات الربيع العربى»، ومساندة الجماعات الإرهابية ضد أنظمة وحكومات قائمة، ومساعدتهم للوصول إلى سدة الحكم، فضلًا عن انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة فى الوطن العربى ومن ضمنها «مصر».

أما عندما فاز دونالد ترامب، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، كان رد فعل دول العالم يتسم بالذعر والصدمة، ولكن لن يكون لديهم مثل هذا الذعر إذا فاز مرة أخرى فى نوفمبر.

فبحسب تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، فإن فوز «الانعزالى» الذى لا يمكن    التنبؤ بتصرفاته أصبح وشيكا.

ووفق التقرير، فإنه ليس كل زعماء العالم منزعجين من فكرة ولاية ترامب الثانية، كونهم توصلوا لنتيجة مفادها أنه قد يكون من الأسهل التعامل مع ترامب «المعقد والحازم»، مقارنة مع جو بايدن «الأكثر استراتيجية».

ويتلخص مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية، حال فوز ترامب فى نقاط أبرزها، «الانسحاب من الناتو وقطع التمويل العسكرى، حرب تجارية محتملة مع الصين، إقامة علاقة جديدة مع روسيا ومتدهورة مع أوروبا».

وفيما يخص منطقة الشرق الأوسط ، تأتى هذه الانتخابات فى ظل اشتعال المنطقة، بينما يلعب شكل التدخل الأمريكى دورا حاسما فى تغيير وجهة الأحداث.

ولا تقتصر حساسية هذه الانتخابات، بالنسبة إلى شعوب وأنظمة الشرق الأوسط، على توقيتها فحسب، ولكن كونها تجرى بين مرشحين، قد اختبرت شعوب المنطقة سياستهما الخارجية فى مرحلتين متباينتين، وكانت واضحة بشكل كبير درجة التفاوت الكبيرة بين السياستين فى التعامل مع ملفات المنطقة، لبرنامج إيران النووى، والعلاقة مع دول الخليج، وصولًا إلى القضية الفلسطينية التى تكتسب أهمية خاصة فى هذه المرحلة.

فبالرغم من أن ترامب أرسل إشارات متضاربة حول آرائه بشأن الحرب، فإن سياساته كرئيس كانت لصالح إسرائيل بشكل لا لبس فيه.

فخلال فترة رئاسته، نقل ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، كما خفض التمويل لوكالة الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين وأغلق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية فى واشنطن.

لذلك، يعتبر فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، السيناريو الأمثل لأقصى اليمين الإسرائيلى، الذى يتزعم معسكره اليوم حزب الليكود الإسرائيلى.

ورغم الانتقادات العلنية التى وجهها «ترامب» مؤخرًا لـ»نتنياهو» كشخص، نراه ينسجم مع اتجاهات هذا المعسكر السياسى.

ولابد من الأخذ فى الاعتبار أن السياسات الخارجية، التى قد يلجأ إليها أى من المرشحين بعد فوزه قد تختلف، مقارنة بولايته السابقة، إذ تعتمد هذه السياسات الخارجية فى العادة على متغيرات عديدة، ومنها على سبيل المثال التحالفات والتفاهمات المستجدة فى المنطقة.

وفى حال فوز «الانعزالى»، سيواجه مشهدا سياسيا جديدا مقارنة بالمشهد الذى كان خلال ولايته السابقة، وهذا ما يعنى أن بعض نواحى سياسة ترامب الخارجية الجديدة قد لا تتطابق بالضرورة مع سياسته السابقة.