الدارك ويب العالم السفلى للجريمة
الشيماء طلعت وسلمى المغربى
«احترس» عند دخولك هذا العالم، فالداخل إليه مفقود والخارج منه مفقود أيضًا، فلا تظن نفسك ستنجو عقب دخولك «الدارك ويب»، والذى يمثل نحو 95% من نسبة الإنترنت، إلا أنه بمثابة «العالم السفلى» للجريمة، فهناك «الدعارة والسلاح وتجارة الأعضاء، وقتلة مأجورين»، كل شيء مباح ما دمت ستدفع الثمن، والذى قد يكون «حياتك».
شهدت مصر حالات فردية كان بطلها «الإنترنت المظلم»، ومنها سفاح التجمع وطفل شبرا، حيث كان العامل المشترك فيهما «الدارك ويب»، حيث قال اللواء محمود الرشيدى، مساعد وزير الداخلية السابق لأمن المعلومات: ظهور جرائم جديدة نتيجة التقدم الرهيب فى التكنولوجيا، والتى باتت تعرف بجرائم «الإنترنت»، مشيرًا إلى أن الإنترنت ينقسم إلى 3 أقسام، أولها الإنترنت السطحى أو النقى ويشكل ٥٪ من حيز الإنترنت ويستخدمه 90 ٪ من رواد الإنترنت، و91 ٪ يطلق عليها «الديب نت» أو «النت العميق»، ويحتوى على شبكات البنوك، ويحتاج لإجراءات خاصة للتعامل معه، وهناك نسبة 4% يطلق عليها «الدارك ويب»، وهذا الجزء لا يمكن الوصول إليه بطرق مشروعة، لأن أغلبها مواقع مشفرة.
وتابع: يتميز «الدارك ويب» بأنه مواقع مخفية، يتم تشفيرها ومن خلالها يتم استخدام تقنيات متقدمة لإخفاء هويات المستخدمين وتشفير المعلومات المرسلة، ويتم من خلاله ممارسة جرائم بيع المخدرات والأسلحة، والقرصنة الإلكترونية واختراق الحسابات وسرقة البيانات، والاستغلال الجنسى للأطفال وخطفهم ونشر المواد الإباحية، وتوزيع المحتوى الإرهابى، والنصب والاحتيال وغسيل الأموال والدعارة وتجارة الأعضاء»، مضيفًا: «كل ذلك يمارس داخل «الدارك ويب» لأنه ملاذ آمن للمجرمين والإرهابيين، فهو بعيد عن الرقابة الأمنية، علاوة على أن التعامل يكون بالعملات المشفرة ما يصعب عمليات تتبع الأموال أو معرفة مصدرها».
وشدد «الرشيدى»، على ضرورة توعية الشباب من مخاطر الدخول على المواقع المجهولة وغير القانونية، بالإضافة لتغليظ العقوبات، فضلًا عن تعريفهم بمخاطر الدخول لـ «الدارك ويب». وأوضح د.محمد الجندى، خبير أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية بالأمم المتحدة: إن الدخول لـ «الدراك ويب» لا يتم إلا بأدوات خاصة وبرمجيات معقدة يصعب الحصول عليها بالنسبة للشخص العادى، وهناك مواقع تساعد على الدخول للشبكة لا يمكن تعريف الناس بها، مشيرًا إلى أن البرامج الخاصة بـ «الدارك ويب»، طورتها وزارة الدفاع الأمريكية، نهاية التسعينيات تسمح لمستخدمى الإنترنت بالدخول للمنظومة وإخفاء هويتهم.
وتابع: «هناك حملات ضد مواقع «الدارك ويب» من السلطات المحلية والإنتربول، لكن هناك صعوبة فى تتبعهم لاستخدامهم العملات المشفرة مثل «البيتكوين والمونيرو»، والتعامل بـ «البيتكوين» مجرم فى مصر طبقًا لقانون البنك المركزى 194 لسنه 2020، إلا بتصريح.
واستطرد: «لا يوجد حماية من مخاطر «الدارك ويب» فى بعض الدول، لذلك قامت بحجب برامج الدخول إلى «الإنترنت المظلم»، لكن هناك برامج تعمل فلتر للبرامج الموجودة على «الدارك ويب»، لذلك علينا استخدام البرامج التى تحجب الدخول إلى تلك المواقع، ومتابعة المواقع التى يتردد عليها أبناؤنا، ورغم كل تلك الإجراءات إلا أن كل ذلك لا يكفى لحماية أى شخص من الدخول إلى «الدارك ويب».
وقال الدكتور وليد هنيدى استشارى الصحة النفسية: إن التفكك الأسرى وعدم وجود رقابة من الأسرة، قد يكون سببًا فى لجوء الشباب لدخول «الدارك ويب»، خاصة إذا تم التلاعب بأفكارهم، مضيفًا أن «الدارك ويب» قد يكون جاذبًا لبعض الشخصيات، خاصة إذا كانوا يمتلكون فضولًا أو شغف المغامرة، ولا بد من السيطرة على الأطفال ومراقبة ما يفعلونه على الإنترنت.