مصر وجهة استثمارية واعدة فى مجال التعدين
سمر العربى
انتهت فعاليات مؤتمر مصر للتعدين فى الفترة من 16 إلى 17 يوليو 2024 فى القاهرة، تحت شعار «مصر وجهة استثمارية واعدة فى مجال التعدين»، إذ يُعد هذا المؤتمر حدثًا مهمًا يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين فى مجال التعدين من جميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث التطورات والاتجاهات فى هذا القطاع الحيوي.
وكان المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، قد افتتح أعمال منتدى مصر للتعدين “EMF” فى نسخته الثالثة، بحضور الدكتور صالح الخرابشة وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردنى والسفيرة مريم الكعبى سفيرة الامارات بالقاهرة ورؤساء ومسئولى كبرى شركات التعدين محليًا وعالميًا ومؤسسات التمويل الدولية والخبراء والمتخصصين.
وشدد «بدوى»، فى كلمته، على الإمكانات الكبيرة لقطاع التعدين المصرى والتى يدعمها بقوة برنامج الإصلاح الاقتصادى، مستعرضًا أهم الخطوات المستهدفة لاستغلال إمكانات هذا القطاع، مؤكدًا أنه جار العمل مع مختلف الوزارات والهيئات فى الحكومة الجديدة لتنفيذ إطار تنظيمى لتكوين مناخ استثمارى جاذب فى قطاع التعدين والإسراع باتخاذ القرار والاستثمار، خلال الفترة المقبلة سيدعمه انطلاق بوابة مصر للتعدين، كمنصة استثمارية رقمية نشهد تشغيلها تجريبيًا خلال فعاليات هذا المنتدى، وانطلاقها فعليًا بنهاية العام، كمحفز أساسى للاستثمار التعدينى وسهولة الوصول إلى البيانات.
وأشار الوزير، إلى أهمية المنتدى فى دعم خطط قطاع التعدين كقطاع مهم لتوفير الموارد اللازمة للتنمية والتحول الطاقى وإيجاد عالم ومستقبل أفضل، مؤكدًا عزم الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء على تعظيم القيمة المضافة لقطاع التعدين وزيادة عوائده الاقتصادية ومساهمته فى الناتج القومى وتذليل العقبات التى قد تواجه الاستثمار، متابعًا: «نحن نعمل على اكتشاف كل إمكانيات قطاع التعدين فى مصر ومواجهة التحديات والبناء على قصص النجاح من خلال حوار شفاف وصريح، يضم الجميع ويدعمنا فى تحقيق تقدم مستمر وتحقيق مستقبل مستدام وتحقيق المصالح المشتركة للجميع، الدولة والمستثمرين والمواطنين والمجتمعات التى نعيش فيها ونحمى البيئة».
وأوضح الوزير، أن تحديات الانطلاق بقطاع التعدين وجذب المزيد من الاستثمار تستلزم العمل على تحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية لكيان اقتصادى وهذا سيساعد الهيئة أن تكون كيانًا اقتصاديًا لتعزيز كفاءة العمل ودعم اتخاذ القرار، علاوة على طرح المزيد من مزايدات الاستثمار فى البحث واستخراج الذهب والمعادن المصاحبة بصورة دورية والعمل على الإسراع بالمشروعات الرقمية وخفض الانبعاثات، مؤكدًا لشركاء العمل فى قطاع التعدين، حرصه على المتابعة عن قرب لحل كل التحديات والمعوقات التى قد تواجههم، وتنفيذ برنامج الحكومة الجديدة لزيادة مساهمة قطاع التعدين فى الاقتصاد.
وأكد الوزير أن مصر غنية بالموارد التعدينية ولديها بنية تحتية متطورة منها شبكات الطرق الجديدة، وهى جزء من الدرع النوبية ولدينا الطموح والتعاون من الجميع، ونحن نعمل على تعظيم القيمة المضافة لهذه الموارد والحكومة ملتزمة بالعمل على أن تكون مصر قبلة استثمارية متقدمة ولديها تعاون واسع مع القطاع الخاص.
وشدد بدوى على أننا ساعون فى تطبيق المزيد من الإصلاحات وجذب الاستثمارات لقطاع التعدين، فمواردنا من الثروات التعدينية يتضمن الذهب والنحاس والفضة والزنك والبلاتنيوم وعدة معادن متنوعة ثمينة وتقليدية، لافتًا إلى امتلاك مصر احتياطى مؤكد من الذهب حوالى 7.3 مليون أوقية حاليًا، وانتجت العام المالى الماضى نحو 560 ألف أوقية من الذهب وحوالى 17.5 مليون طن من المعادن الأخرى، ومخطط أن تصل إلى 800 ألف أوقية من الذهب و30 مليون طن من المعادن الأخرى خلال عام2030 ، وسعى الوزارة لزيادة مساهمة قطاع التعدين فى الناتج القومى إلى 5% بدلًا من أقل من 1% حاليًا.
واستعرض الوزير، مستهدفات قطاع التعدين ضمن برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول والإجراءات الإصلاحية ومحاورها، لافتًا إلى أن إجراءات السلامة فى قطاع التعدين مهمة جدًا لأننا نريد حماية كل من يعمل فى هذه الصناعة والعمل الآمن أحد العوامل المهمة فى جذب الاستثمارات، وعلينا أن نعمل سويًا بحيث تكون السلامة والبيئة خلال عملية التعدين أمرًا أساسيًا، مؤكدًا أهمية الاستماع والاستفادة من الخبرات واستخدام التكنولوجيا وزيادة الوعى بأهمية السلامة وحماية البيئة.
وشدد على ضرورة العمل بتنسيق كامل مع وزارة البيئة كجزء رئيسى من التزام تطوير قطاع التعدين وتحويله لقطاع أخضر صديق للبيئة، مشيرًا لأهمية المعامل المتطورة لفحص العينات فى توفير الوقت والتكلفة، علاوة على أهمية الدراسات الجارية لتحويل منطقة الصحراء الشرقية لمركز إقليمى للذهب من خلال دراسة إنشاء مصفاة تكرير الذهب ومركز للخدمات اللوجيستية.
وأكد “بدوى” أهمية الكوادر البشرية والاعتماد على الكفاءات وتطويرهم ودعمهم باستمرار فى طريقنا لتحقيق ما نأمله من قطاع التعدين وزيادة عوائده ومساهمته فى التنمية والاقتصاد القومى.
وخلال كلمته فى منتدى مصر للتعدين، أكد مارتن هورجان الرئيس التنفيذى لشركة سنتامين العالمية المشغلة لمنجم السكرى لإنتاج الذهب، أن مصر تنافس عدة دول فى جذب الاستثمارات فى مجال التعدين لما تتمتع بها من استقرار سياسى وأمنى، ولديها المقومات المناسبة بشكل جيد سواء من الناحية الجيولوجية أو الدرع النوبية، فضلًا عن الكوادر البشرية بما لديها من خبرات فى مجال التعدين، لافتًا إلى أنه من المتوقع خلال العقد المقبل استخراج ٥ ملايين أوقية ذهب.