.. و«ترامب» يقترب من «الرئاسة» أسرع من «الرصاصة»
نشوى يوسف ونور أبو شقرة وأمانى عزام
مع احتدام السباق إلى البيت الأبيض، تم استهداف المرشح الرئاسى الجمهورى دونالد ترامب، حيث تم إطلاق النار عليه فى أحد التجمعات الانتخابية بولاية “بنسلفانيا” وهى واحدة من الولايات المتأرجحة، وجاء الحادث فى توقيت حرج، إذ أثار التساؤلات حول مستقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية وكيفية تأثيره على حظوظ بايدن وترامب؟ وما تأثير ذلك الحادث على خطاب الكراهية والعنف السياسى بأمريكا؟.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الأمريكي، إن محاولة اغتيال ترامب، تؤثر على الانتخابات الأمريكية بشكل مباشر، مؤكدًا أن شعبية ترامب زادت بعد الحادث، خاصة أن الشعب الأمريكى عاطفى بطبعه، وتعاطف مع مشهد محاولة اغتيال ترامب وهو يتلقى طلقة فى أذنه وكانت قاب قوسين أو أدنى أن تودى بحياته.
وأضاف «شرقاوى» فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف»، أن صمود ترامب ووقوفه صلبًا ورفع يده بعلامة النصر وطلبه للجماهير أن يقاتلوا أثر بشكل إيجابى على وضع الحزب الجمهوري، لافتًا إلى أن محاولة الاغتيال قربت دونالد ترامب من الوصول إلى المكتب البيضاوى فى 2024، والفوز بالانتخابات الرئاسية.
وأكد المحلل السياسي، أن حظوظ ترامب تزيد عن حظوظ الرئيس الحالى جو بايدن فيما يخص الشعبية، كما أن الحادث وضع الأخير فى وضع التقصير فيما يخص زيادة عدد أفراد الشرطة السرية المخصصة لحماية حملة ترامب، موضحًا أن العنف السياسى فى الولايات المتحدة موجود منذ فترة، فهناك الكثير من الحوادث المشابهة فى التاريخ الأمريكي، وقائمة كبيرة من الرؤساء والمرشحين الذين تعرضوا لمحاولات اغتيال بعضها نجح والبعض الآخر فشل، وهو ما يعنى أن أمريكا لديها تاريخ طويل فى العنف السياسي، ما يعنى أن الديمقراطية الأمريكية هى ديمقراطية وهمية قائمة على الشعارات فقط.
من جهته، أكد د.توفيق حميد الكاتب والباحث السياسى فى تصريحات خاصة، أن تأثير محاولة الاغتيال تصب مصلحة ترامب، حيث أظهرته أمام الجميع وكأن الآخرين عاجزين عن هزيمته بالطرق التقليدية فلجأوا إلى أسلوب مختلف، وتلك هى الصورة التى رسمت فى أذهان الكثيرين، فشعروا بتميزه، حيث حاولوا جاهدين تشويه صورته، أو من خلال المحاكم لمنعه من دخول السباق، فالجميع يرى أنها محاولة مقصودة من خصومه السياسيين بعد عجزهم عن إقصائه سواء عن طريق السمعة أو القضاء من المنافسة، فتلك الحادثة تظهره الآن كبطل. وحول خطاب الكراهية والعنف السياسية، يرى حميد، أنه سيقل بشدة، خاصة وأن أصابع الاتهام موجهة إلى بايدن وأتباعه، وهو ما بدأوا بفعله فى الحقيقة من إزالتهم لبعض المنشورات على السوشيال ميديا، فبدأ تغييرًا واقعيًا.
وعن سيناريوهات ما يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة، أشار إلى أنه إذا لم تتم محاولة اغتيال ترامب مرة أخرى قبل الانتخابات، فسيكتسح الانتخابات القادمة وستكون ترامبية خالصة، موضحًا أنه إذا تم اغتيال المرشح الجمهورى ستدخل أمريكا فى عملية صراع مسلح يستمر طويلًا، قد لا يصل إلى حرب أهلية، ولكن قد يعقبها محاولات انفصالية من بعض الولايات مثل ولاية تكساس وغيرها، بمعنى أن واشنطن ستتعرض لعنف سياسى ستعوق العملية السياسية تماما، بالإضافة إلى فقدان الثقة فى أمريكا كدولة مما يؤدى إلى سحب الاستثمارات منها.
فى هذا السياق، صرح الدكتور إليف صباغ، الخبير فى الشئون الدولية، بأن الأحداث التى شهدتها الولايات المتحدة تعد زلزالًا انتخابيًا وتعتبر غير مقبولة ديمقراطيًا فى جميع الديمقراطيات حول العالم، مؤكدًا أن هذا الزلزال يميل لصالح ترامب على حساب بايدن، لا سيما إثر المناظرة التاريخية بينهما. ويضيف بأن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة قد تسرع من وصوله إلى البيت الأبيض بشكل أكبر.
وتابع “إليف”، التاريخ الأمريكى وثق مشاهد العنف السياسى المروعة بمقتل 4 رؤساء أثناء وجودهم فى مناصبهم، وحالات اعتداء بالرصاص على نواب منتخبين ومسئولين سياسيين وحتى على المؤسسات السيادية فى البلاد كالهجوم على مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترامب نفسه قبل نحو 3 سنوات.